تذكرة الوفاء - جناب آقا محمد إبراهيم الملقّب بـ ‍منصور

حضرة عبد البهاء
مترجم. اللغة الأصلية الفارسية

جناب آقا محمد إبراهيم الملقّب بمنصور – تذكرة الوفاء – آثار حضرة عبدالبهاء

﴿ هو الله ﴾

كان في عداد المجاورين والمهاجرين جناب آقا محمد إبراهيم النحاس الملقب بمنصور. إن رجل الله هذا هو من أهل كاشان، وقد شاهد وهو في عنفوان شبابه تجلي الأنوار، وثمل من جام الظهور وسكر من الكأس التي مزاجها كافور. كانت حالته مرضية، رفيع الذوق، بشوش الوجه. ولما أُوقِدت نار الهداية في زجاجة قلبه وروحه، ظعن من كاشان إلى الزوراء وفاز بشرف اللقاء، وكانت طباعه مألوفة وقريحته وقّادة وفكره سيّالاً، ينظم الشعر كعقود الجمان، وفي بغداد عاش بين العارفين والأبعدين في صلح وسلام يقابل السيئات بالحسنات. وأتى بأخويه من إيران إلى بغداد وأخذ في مزاولة حرفته ورفاهية الغير، وأصبح ضمن الأسرى الذين أُخذوا من الزوراء إلى الحدباء (الموصل) فإلى حيفا، واشتغل آناء الليل وأطراف النهار بالتبتل والتضرع والتذكر والمناجاة مُوقفًا نفسه لخدمة الأحباء في حيفا الزمن الطويل مواظبًا على خدمة المسافرين بكل همة وخضوع وخشوع. تأهّل في حيفا ورزق سلالة طيبة وكان في تجدد روحي مستمر، باسم الثغر يصرف بكمال الرضاء كل أرباحه على الأحباء والمحتاجين. وقد رثى حضرة سلطان الشهداء بعد استشهاده بقصيدة عصماء وتلاها في المحضر المبارك، وحقًا إنها كانت مؤثرة بدرجة أبكت السامعين حتى علا نحيبهم. لم تتغير طباعه المألوفة طوال أيام حياته مصيبًا في رأيه ولِهًا مخلصًا في عشقه للحق وعاش ضاحكًا كالوردة مفتحة الأكمام إلى أن لبّى دعوة داعي انتهاء الأجل وهو في حيفا، فعرج إلى العالم العلوي وسرع من البرزخ الأدنى إلى الرفيق الأعلى وصعد من عالم التراب إلى عالم الطهر والنقاء ونصب فيه خيمته وسرادقه.

طوبى له وحسن مآب، وتغمّده الله برحمته في ظل قباب الغفران وأدخله في روضة الرضوان.

المصادر
المحتوى
OV