تحصيل العلوم والفنون النّافعة.
حضرة بهاءالله:
1 – " يا أهل البهآء قد وجب على كلّ واحد منكم الاشتغال بأمر من الأمور من الصّنآئع والاقتراف وأمثالها وجعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله الحقّ تفكّروا يا قوم في رحمة الله وألطافه ثمّ اشكروه في العشيّ والإشراق لا تضيّعوا أوقاتكم بالبطالة والكسالة واشتغلوا بما ينتفع به أنفسكم وأنفس غيركم كذلك قضي الأمر في هذا اللّوح الّذي لاحت من أفقه شمس الحكمة والتّبيان أبغض النّاس عند الله من يقعد ويطلب تمسّكوا بحبل الأسباب متوكّلين على الله مسبّب الأسباب " (الكتاب الاقدس – الفقرة 33)
2 – " كتب على كلّ أب تربية ابنه وبنته بالعلم والخطّ ودونهما عمّا حدّد في اللّوح والّذي ترك ما أمر به فللأمنآء أن يأخذوا منه ما يكون لازما لتربيتهما إن كان غنيّا وإلاّ يرجع إلى بيت العدل إنّا جعلناه مأوى الفقرآء والمساكين " (الكتاب الاقدس – الفقرة 48)
3 – " قد عفا الله عنكم ما نزّل في البيان من محو الكتب وأذنّاكم بأن تقرئوا من العلوم ما ينفعكم لا ما ينتهي إلى المجادلة في الكلام هذا خير لكم إن أنتم من العارفين " (الكتاب الاقدس – الفقرة 77)
4 – " أصل كلّ العلوم هو عرفان الله جلّ جلاله وهذا لن يحقّق إلّا بعرفان مظهر نفسه " (لوح أصل كلّ الخير)
5 – " اجتنبوا التّكاهل والتّكاسل وتمسّكوا بما ينتفع به العالم من الصّغير والكبير والشّيوخ والأرامل ... أفرغوا جهدكم ليظهر منكم الصّنائع والأمور الّتي بها ينتفع كلّ صغير وكبير " (لوح الحكمة)
6 - " الْبِشَارَةُ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ - تَحْصِيلُ الْعُلُومِ وَالْفُنُونِ مِنْ كُلِّ الأَنْوَاعِ جَائِزٌ وَلَكِنَّ الْمَقْصُودَ مِنْهَا الْعُلُومُ النَّافِعَةُ الَّتِي هِيَ الْعِلَّةُ وَالسَّبَبُ فِي رُقِيِّ الْعِبَادِ. كَذَلِكَ قُضِيَ الأَمْرُ مِنْ لَدُنْ آمِرٍ حَكِيمٍ." (لوح البشارات - معرّب)
7 - " تَفَضَّلَ سَيِّدُ الْوُجُودِ قَائِلاً: عَلَى عُلَمَآءِ الْعَصْرِ أَنْ يَأْمُرُوا النَّاسَ بِتَحْصِيلِ الْعُلُومِ النَّافِعَةِ كَيْ يَنْتَفِعُوا مِنْهَا بِأَنْفُسِهِمْ وَيَنْتَفِعَ مِنْهُ أَهْلُ الْعَالَمِ. كَانَتْ وَمَا زَالَتِ الْعُلُومُ الَّتِي تَبْدَأُ بِالْكَلاَمِ وَتَنْتَهِي بِالْكَلاَمِ دُونَ فَائِدَةٍ." (لوح مقصود - معرّب)
بیت العدل:
1 – " فرض على كلّ رجل وامرأة الاشتغال بعمل أو مزاولة حرفة، ويزكّي حضرة بهاءالله الاشتغال بالأعمال بقوله: "وجعلنا اشتغالكم بها نفس العبادة لله الحقّ". وفي رسالة كتبت بناء على تعليمات حضرة وليّ أمر الله نجد شرحا للأهمّيّة الرّوحانيّة والعمليّة لهذا الحكم، والمسئوليّة المتبادلة بين الفرد والمجتمع لتيسير إجرائه:
"... فيما يتعلّق بأمر حضرة بهاءالله بشأن اشتغال المؤمنين بعمل أو حرفة، تؤكّد التّعاليم الإلهيّة هذا الأمر تأكيدا قاطعا، وعلى الأخصّ ما نصّ عليه الكتاب الأقدس في هذا الخصوص، حيث لم يترك مجالا للرّيب أنّه لا مكان في النّظام العالميّ الجديد لأولئك المتكاسلين الّذين لا رغبة لهم في العمل. ونتيجة لهذا المبدأ يتفضّل حضرة بهاءالله بأنّه لا ينبغي الحدّ من التّسوّل فحسب، بل يجب محوه محوا تامّا من المجتمع، ويقع على عاتق أولئك الّذين يتولّون شئون المجتمع مسئوليّة توفير الفرص لكلّ فرد ليتمكّن من الحصول على ما يؤهّله لمزاولة إحدى المهن، وكذلك توفير الوسائل اللاّزمة لاستغلال كفاءته ومهارته، تحقيقا للمنافع الّتي تعود من استغلال هذه الكفاءة في حدّ ذاتها، ولتمكينه من كسب أسباب العيش. وكلّ فرد مهما كان معاقا أو محدود الإمكانيّات ملزم بأن يشتغل بأحد الأعمال أو المهن، لأنّ العمل، خاصّة إذا تمّ أداؤه بروح الخدمة، وفقا لبيانات حضرة بهاءالله، يكون نوعا من العبادة. فلا تقتصر أهمّيّة الاشتغال على المنافع المادّيّة فحسب، وإنما هو أمر مهمّ في حدّ ذاته، لأنّه يقرّبنا إلى الله، ويمكّننا من تفهّم الغاية الّتي عيّنها لنا في هذه الحياة الدّنيا. وعلى هذا يكون واضحا أنّ توارث الثّروة لا يعفي الإنسان من واجب العمل يوميّا". [مترجم]
وصرّح حضرة عبدالبهاء في أحد ألواحه: "إذا فقد الإنسان القدرة على كسب الرّزق، أو أصابه فقر مدقع، أو أصبح عاجزا، فعلى الأغنياء أو الوكلاء عندئذ أن يرتّبوا له راتبا شهريّا لمعيشته... والمقصود بالوكلاء هم وكلاء الملّة، أي أعضاء بيت العدل". [مترجم] (انظر أيضا الشّرح فقرة 162 بخصوص التّسوّل)
وفي إجابة عن سؤال بخصوص ما إذا كان هذا الحكم يفرض على الزّوج، كما يفرض على الزّوجة – حتّى ولو كانت أمّا – الاشتغال لكسب العيش، أوضح بيت العدل الأعظم بأنّ توجيهات حضرة بهاءالله للأحباء تقضي بأن يشتغلوا بعمل يفيدهم ويفيد غيرهم، وأنّ تدبير شئون المنزل من أكثر الأعمال شرفا، وأعظمها مسئوليّة، وذو أهمّيّة أساسيّة للمجتمع.
أمّا بخصوص تقاعد الأفراد عن العمل بعد بلوغهم سنّا معيّنة، فقد شرح حضرة وليّ أمر الله في رسالة كتبت بناء على تعليماته: "أنّ هذه مسألة على بيت العدل الأعظم أن يسنّ لها التّشريع اللاّزم، لأنّ الكتاب الأقدس لم يتعرّض لها". [مترجم]"
(الكتاب الاقدس – الشرح 56)
2 – " أمر الله في هذا الدّور باكتساب المعارف وتحصيل العلوم والفنون، وأهاب بأهل البهاء أن يحترموا أهل العلم وأصحاب المنجزات، وحذّرهم من مغبّة تحصيل ما لا ينتج عنه إلاّ الجدل العقيم.
ونصح حضرة بهاءالله في ألواحه أهل البهاء بتحصيل العلوم والفنون النّافعة الّتي تساعد على "رفع شأن العباد ورقيّهم"، وحذّرهم من تلك العلوم الّتي "تبدأ بالكلام وتنتهي بالكلام ويؤدّي تحصيلها إلى الجدال والخلاف". ]مترجم["
(الكتاب الاقدس – الشرح 110)