قضى حضرة عبد البهاء نهاية الأسبوع 23-25 سبتمبر 1911
في بريستول ونزل في دار الضّيافة بكليفتون، وفي المساء عُقد
مجلس استقبال لحضرته ضمّ تسعين شخصًا ممّن جاؤوا من
أماكن بعيدة لتحيّته فألقى فيهم الكلمة التّالية:
هو الله
مرحبًا بكم!
لقد جئت من بعيد لأراكم. وإنّني لأحمد الله على أنّني استطعت من بعد أربعين سنة من الانتظار أن أحضر إليكم آخر الأمر حاملاً رسالتي. وإنّ هذا حقًا لمجلس مليء بالرّوحانيّة. فالمشتركون فيه قد وجّهوا قلوبهم إلى الله، وإنّهم ليتلهّفون شوقًا إلى البشارات الإلهيّة.
ولقد اجتمعنا هنا بقوّة الرّوح القدس. ولذلك امتلأت قلوبنا بالشّكر والامتنان. فأنزل يا إلهي علينا نورك وحقك حتّى يرشدنا إلى جبلك المقدّس، وتنعشنا ينابيعك الإلهيّة الّتي تجدّد الحياة في العالم.
ولمّا كان يعقب كلّ نهار ليل، وكلّ غروب فجر لذلك أشرق المسيح من أفق هذا العالم كشمس الحقيقة. وكذلك الحال عندما نسي النّاس تعاليم المسيح ومثله في محبّة جميع البشر، وتعبوا مرّة أخرى من الشّؤون المادّيّة أشرق كوكب سماويّ من أفق إيران وتجلّى النّور من جديد. والآن ينتشر الضوء العظيم في كلّ البلاد.
كلّما حرص النّاس على متعهم الدّنيويّة، وكّلما قلّت مشاركتهم لبعضهم البعض في مواهب الله تحوّل الرّبيع إلى شتاء الأثرة والأنانيّة. ولقد قال المسيح لا بدّ أن تولدوا من جديد كي تتدفّق في أوصالكم روح حياة إلهيّة. فارحموا كلّ من حولكم واخدموا بعضكم بعضًا وأحبّوا العدل والحقّ والصّدق في جميع أعمالكم. صلّوا دائمًا وعيشوا بحيث لا يمسّكم الحزن أبدًا. اعتبروا النّاس من جنسكم ومن العناصر الأخرى كأعضاء في هيكل واحد، وأبناء لأب واحد، وأعلنوا بسلوككم أنّكم حرب الله حقًا.
عندئذٍ تنتهي الحروب والمنازعات ويرفرف السّلام العام بجناحيه على الأرض جميعًا.