سؤال وجواب

حضرة عبد البهاء
النسخة العربية الأصلية

سؤال وجواب

البيانات المباركة في بيت الاسقف مينا في حضور جمع من الأساقفة

والأساتذة المشهورين في باريس ليلة 17 شباط 1913

هو الله

تفضّل: أستفسر عن صحّة حضرات السّادة.

فعرض الأسقف: سالمون ولله الحمد ومسرورون من تشريفكم.

تفضّل: وأنا أيضًا مسرور جدًّا من لقائكم.

فعرضوا: إنّنا مسرورون لأنّ شخصًا من قِبَل الله جاءنا برسالة من الله وشرَّفنا في هذا المنزل.

فتفضّل: إنّ كلّ إنسان له قوّة سامعة يسمع من جميع الأشياء الأسرار الإلهيّة وتبلغه جميع الكائنات بالرّسالة الإلهيّة.

فعرضوا: إن تسمح فإنّنا سنعرض سؤالاً.

تفضّل: حسنًا جدًّا.

فعرضوا: بما أنّنا في مدرسة ومن زمرة القساوسة نريد أن نعرف من هو حضرة المسيح؟ وكيف كان؟

فتفضّل: كان كما هو مذكور في الإنجيل ولكنّنا نشرح ذلك غير آبهين بظاهر العبارات والمعتقدات. فمثلاً ورد في إنجيل يوحنّا: "في البدء كانت الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله". والمسيحيّون بمجرّد سماعهم لهذه العبارات يعتقدون بها لكنّنا نشرحها ونعطيها تفسيرًا يقبله العقل فلا يبقى لنفس مجال للاعتراض.

لقد جعل المسيحيّون هذ المسألة أساسًا للتّثليث ولكنّ الفلاسفة يعترضون عليهم قائلين إنّ التّثليث أمر مستحيل. أمّا المسيحيّون فإنّهم لا يقدّمون بيانًا لذلك ولا يفسّرونه تفسيرًا يقبله كلّ فيلسوف. والفلاسفة لا يقبلون بالتّثليث لأنّه مجرّد لفظ وعقيدة، ويقولون كيف يمكن أن تصبح ثلاثة واحدًا ويصبح واحد ثلاثة؟ فنقول لهم إنّ هذه البداية ليس لها زمان لأنّه لو كان لها زمان لكانت الكلمة إذن شيئًا حادثًا لا قديمًا. ولكنّ المقصود بالكلمة هو أنّ عالم الكائنات بمثابة الحروف وأنّ جميع البشر أيضًا بمثابة الحروف والحرف المفرد لا معنى له ولا يمكن أن يكون له معنى مستقلاًّ أمّا مقام المسيح أي مقام الكلمة فله معنى تامّ ومستقلّ ولهذا يعبّر عنه بالكلمة والمقصود بالمعنى التّامّ هو فيوضات الكمالات الإلهيّة لأنّ كمالات سائر النّفوس كمالات جزئيّة وليست صادرة منها بل مستقاة من الغير أمّا الحقيقة المسيحيّة فذات كمالات تامّة ومستقلّة.

ومثلاً هذا المصباح منير ومثلاً هذا القمر ولكنّ نورهما ليس صادرًا عنهما بل مقتبس من غيرهما. أمّا حضرة المسيح فإنّه كالشّمس نوره صادر عنه لا مقتبس من شخص آخر ولهذا عبّر عنه بالكلمة، أي إنّه حقيقة جامعة ذات كمالات تامّة.

وكلمة "البدء" لها أوّلويّة شرف وليس لها أوّلويّة زمان كقولنا: "هذا الشّخص مقدّم على الكلّ" أي من حيث الشّرف والمقام لا من حيث الزّمان. وليس المقصود أنّ الكلمة كانت لها البداية بل إنّ الكلمة لا بداية لها ولا نهاية. أعني أنّ تلك الكلمات ليست جسد المسيح بل هي الكمالات المتجلّية في المسيح وقد كانت تلك الكمالات من الله مثل أنوار الشّمس في المرآة. فنور الشّمس وشعاعها وحرارتها هي كمالات الشّمس تجلّت في هذه المرآة. إذن فكمالات المسيح كانت تجلّيًا وفيضًا إلهيًّا ومعلوم أنّها كانت عند الله. وهذه الكمالات هي الآن أيضًا عند الله وليست منفصلة عنه لأنّ الألوهيّة لا انقسام لها إذ الانقسام نقص يستوجب تعدّد القدماء وهذا باطل. ومن المؤكد أنّ الكمالات لم تكن منقسمة لدى حضرة الألوهيّة بل المقام مقام الوحدة.

وخلاصة القول، نحن نشرح المسألة بهذا الأسلوب ولا نقول بالأقانيم الثّلاثة وبأنّ المسيح "كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" بل نشرح ذلك.

فعرضوا: ما هي العلاقة بين أمر حضرة المسيح وأمر حضرة بهاء الله؟ وما هو التّشابه بينهما؟

فتفضّل: إنّ أساس الدّين الإلهيّ واحد وهو نفس ذاك الأساس الّذي وضعه المسيح ثمّ نسي فجاء حضرة بهاء الله فجدّده لأنّ أساس الأديان الإلهيّة واحد بمعنى أنّ كلّ دين ينقسم إلى قسمين قسم هو الأصل ويتعلّق بالأخلاق ويتعلّق بالحقائق ويتعلّق بالمعاني ويتعلّق بمعرفة الله وذلك القسم قسم واحد لا يتغيّر لأنّه حقيقة والحقيقة لا تغيير فيها ولا تبديل. والقسم الآخر هو الفرع ويتعلّق بالمعاملات وهذا الفرع يتغيّر في كلّ زمان بمقتضى ذلك الزمان. ومثالاً على ذلك أنّ أساس وأصل الدّين الإلهيّ المتعلّق بالأخلاق في ديانة حضرة موسى لم يتغيّر في زمان المسيح ولكنّ التّغيير حصل في القسم الثّاني المتعلّق بالمعاملات.

ففي زمان موسى كانت اليد تُقطع لسرقة مبلغ جزئيّ وبحكم الكتاب كان كلّ من فقأ عين إنسان تُفقأ عينه أو كسر سنّ إنسان تُكسر سنّه. ولقد كان هذا حسب مقتضى زمان موسى ولكنّ ذلك لم يكن مقتضيًا وضروريًّا في زمن حضرة المسيح فنسخها حضرته. وكذلك الطّلاق وصل في كثرته إلى درجة منعه حضرة المسيح وكانت في التّوراة عشرة أحكام للإعدام بمقتضى زمان حضرة موسى إذ لم يكن في الإمكان حفظ الأمن بغير ذلك لأنّ بني إسرائيل كانوا في صحراء التّيه، ولم يكن الانضباط ممكنًا دون هذه الأحكام الشّديدة إلاّ أنّ ذلك لم يكن مقتضيًا في زمان حضرة المسيح فتغيّر والتّغيير في هذا القسم الفرعيّ غير مهمّ ويختصّ بالمعاملات.

أمّا أساس الدّين الإلهيّ فهو واحد. ولهذا فقد جدّد حضرة بهاء الله ذلك الأساس نفسه. ولكنّ أساس حضرة المسيح كان كلّه روحانيًّا وكان كلّه جوهريًّا ولم يغيّر في الفروع غير أمثال الطّلاق والسّبت وكانت جميع بيانات المسيح تتعلّق بمعرفة الله وبوحدة العالم الإنسانيّ وبالرّوابط بين القلوب وبالإحساسات الرّوحانيّة وقد جاء حضرة بهاء الله فأسّس السّنوحات الرّوحانيّة بأكمل وجوهها.

فالدّين لا يتغيّر أبدًا لأنّه حقيقة والحقيقة لا تتغيّر ولا تتبدّل. فهل يمكن القول بأنّ التّوحيد الإلهيّ يتغيّر؟ وهل يمكن القول بأنّ معرفة الله ووحدة العالم الإنسانيّ والمحبّة والوفاق تتغيّر؟ لا والله إنّ هذه كلّها لا تتغيّر. لماذا؟ لأنّها حقيقة.

فعرضوا: كيف كان ارتباط المسيح وبهاء الله بالله؟

فتفضّل: إنّ حضرة المسيح يتفضّل: "الأب في الابن"، ولكنّنا يجب أن نوفّق بين هذا القول وبين القوانين العلميّة لأنّه إذا لم يتّفقا لما حصل لنا الاطمئنان التّام واليقين الكامل. ففي ذات يوم كان يوحنّا فم الذّهب وهو غير يوحنّا المعمدان يسير على شاطئ البحر ويفكّر في الأقانيم الثّلاثة كيف يكون الثّلاثة واحدًا وكيف يكون الواحد ثلاثة ويريد أن يفهمها وفقًا للعقل فرأى طفلاً على الشّاطئ يملأ كأسًا من ماء البحر فقال له ماذا تعمل؟ فأجابه: "أريد أن أضع البحر كلّه في هذا الكأس". فقال له: "ما أجهلك! كيف يمكن وضع البحر في كأس؟"، فقال الطّفل: "إنّ أمرك أغرب من أمري تريد أن تدخل الأقانيم الثّلاثة كلّها في عقلك" ففهم يوحنّا أنّه من المستحيل التّوفيق بين هذه المسألة وبين العقل. ولكن يجب التّوفيق بين الأشياء من جهة وبين العقل والعلم من جهة أخرى وإلاّ فكيف يمكن قبولها والأخذ بها؟ فلو قلت أمرًا لا يقبله عقلكم فكيف تقبلونه مني.

إذن يجب أن نوفّق بين كلّ مسألة وبين العلم والعقل ونحقّق فيها تحقيقًا تامًا بأنّه كيف يكون الأب في الابن؟ إنّ لهذه الأبوّة والبنوّة تفسيرًا خاصًّا. فحقيقة المسيح مثل مرآة تجلّت فيها شمس الألوهيّة فإن قالت هذه المرآة: "إنّ النّور فيّ" فهي صادقة حقًّا. إذن فحضرة المسيح كان صادقًا أيضًا ولا يستوجب هذا القول تعدّدًا فشمس السّماء وشمس المرآة واحدة لا تعدّد فيها ونحن نشرح المسألة على هذا الأسلوب ويجب علينا تحرّي الحقيقة ولا التّقليد لأنّ اليهود كانوا يتنظرون حضرة المسيح وكم من ليالٍ بكوا وناحوا قائلين: "يا إلهنا عجّل بإرسال المسيح منقذنا!" ولكنّهم لمّا كانوا مقلّدين أنكروه عند ظهوره ولو كانوا تحرّوا الحقيقة لما كانوا علّقوه على الصّليب بل لكانوا عبدوه.

فعرضوا: هل اتّحاد الأديان ممكن؟ وإذا كان ممكنًا فكيف يحصل؟ ومتى يحصل؟

فتفضّل: يحصل ذلك حينما توضع التّقاليد جانبًا وحينما توضع حقائق الكتب المقدّسة نصب العين ولكنّ سوء التّفاهم موجود الآن فعندما يزول سوء التّفاهم وتزول التّقاليد يحصل الاتّحاد ولقد تكلّمت في كنيس لليهود في سان فرانسيسكو أمام ألفي شخص وقلت: "أريد أن أقول لكم أمرًا وأرجوكم أن تصغوا إليّ حتّى أكمل بياني وبعد ذلك اعترضوا إن كان لديكم اعتراض. لقد مضت ألفا سنة كنتم فيها على معارضة واختلاف شديدين مع المسيحيّين في حين أنّه له لو تحرّيتم الحقيقة لما بقيت الحال كذلك وقد حصل ذلك من سوء التّفاهم فأنتم تظنّون أنّ حضرة المسيح كان عدوًّا لحضرة موسى وأنّه كان هادمًا لشريعة التّوراة وأنّه قضى على التّوراة ولكنّنا الآن يجب أن نتحرّى الحقيقة هل إنّ هذا القول يطابق الحقيقة أم لا؟ فعندما نتحرّى الحقيقة نرى أنّ المسيح ظهر عندما لم يكن النّاس يعملون بأحكام التّوراة كما أنتم تعتقدون ذلك وظهر عندما انهدم أساس الشّريعة وكان بختنصّر قد جاء وأحرق جميع التّوراة وأسر اليهود وفي المرّة الثّانية جاء الإسكندر اليوناني وفي المرّة الثّالثة جاء طيطوس القائد الرّوماني فقتل اليهود ونهب أموالهم وأسر أطفالهم ففي مثل هذا الوقت ظهر حضرة المسيح وكان أوّل ما قاله: "إنّ التّوراة وإنّ موسى رسول الله وإنّ هارون وسليمان وداود وإشعيا وزكريّا وجميع أنبياء بني إسرائيل كانوا على حقّ. ثمّ نشر حضرته التّوراة في آفاق العالم وقد مرّت على التّوراة ألف وخمسمائة سنة لم تتجاوز فيها حدود فلسطين لكنّ حضرة المسيح نشر التّوراة في آفاق العالم ولو لم يكن المسيح موجودًا لما وصل اسم موسى والتّوراة إلى أمريكا. وقد ترجم اليهود التّوراة مرّة واحدة خلال ألف وخمسمائة سنة أمّا المسيح فقد ترجمها ستّمائة مرّة فأنصفوا الآن هل كان المسيح صديقًا حميمًا لموسى أم كان عدوًّا لدودًا؟ تقولون إنّه نسخ التّوراة وأقول أنا إنّه روّج التّوراة والوصايا العشر والمسائل الّتي كانت تتعلّق بعالم الأخلاق ولكنّه غيّر بعض الأحكام وهو أنّه لا يجوز قطع اليد لسرقة دينار واحد ولو يفقأ إنسان عين إنسان لا يجوز أن تُفقأ عينه وإن كسر إنسان سنّ إنسان فيجب أن لا تُكسر سنّه. فهل يمكن الآن قطع يد إنسان من أجل مليون؟ أو هل يمكن فقء عين بدل عين أخرى أو كسر سنّ بدل سنّ أخرى؟ فأجابني الحاضرون: "كلاّ" فقلت لهم: "إذن فحضرة المسيح قد ألغى من الشّريعة كلّ ما لم يكن مقتضيًا للزّمان ولم يرغب حضرته في هدم التّوراة وأنت تعترفون أيضًا أنّ هذه الأحكام لا تناسب الزّمن الحاضر. ثمّ إنّ المسيحيّين يقولون إنّ موسى كان نبيّ الله وإنّ هارون وأنبياء بني إسرائيل كانوا أنبياء الله وإنّ التّوراة كانت كتابًا إلهيًّا فهل في قولهم هذا ضرر يصيب دينهم؟ فأجابني الحاضرون: "كلاّ" فقلت إذن أنتم أيضًا قولوا مثل هذا: إنّ المسيح كان كلمة الله وعندئذٍ لا يبقى اختلاف بينكم وبين المسيحيّين فلقد تحمّلتم الذّلّة ألفي سنة من أجل هذه الكلمة مع أنّ حضرة موسى لم يكن لديه صديق كحضرة المسيح"؟

وخلاصة القول إنّ سوء التّفاهم بين الأديان هو السّبب في الاختلاف وعندما يرتفع سوء التّفاهم هذا وتزول التّقاليد يحصل الاتّحاد وإنّ النّزاع القائم بين الأديان اليوم إنّما هو حول الألفاظ وجميع الأديان تعتقد بحقيقة فائضة واحدة هي الواسطة بين الخلق والخالق ويسمّي اليهود هذه الحقيقة موسى ويسمّيها المسيحيّون المسيح ويسمّيها المسلمون محمّدا ويسمّيها البوذيّون بوذا ويسميها الزّرادشتيّون زرادشت ولم يرَ كلّ واحد منهم نبيّه بل سمع باسمه إنّما الكلّ يعتقدون أنّ من الواجب وجود حقيقة كاملة تتوسّط بين الخلق والخالق ولكنّ نزاعهم فيدور حول الألفاظ وإلاّ فالحقيقة واحدة فلو وصفنا لليهود تلك الواسطة وتلك الحقيقة لقالوا إنّ الوصف صحيح وإنّ الاسم الموصوف هو موسى ولو وصفنا هذه الحقيقة لكلّ إنسان لتمسّك بها باسم نبيّه ولذلك فهم يتنازعون حول الاسم مع أنّهم كلّهم متّحدون ومؤمنون حول المعنى وحول الحقيقة. فاليهود مؤمنون بالمسيح وهم لا يعلمون أنّهم مؤمنون بالمسيح وأنّ نزاعهم هو حول الاسم.

وخلاصة القول إنّه مضت عدة آلاف من السّنين والنّزاع والجدال مستمرّان بين البشر وسفك الدّم وشرب الدّماء مستمرّان والآن يكفي كل هذا فيجب أن يكون الدّين سبب الألفة والمحبّة وسبب الوحدة والوفاق. وإذا أصبح الدّين سبب العداوة فاللاّدينيّة خير وأولى. لماذا؟ لأنّه ليست له نتيجة بل ينتج نتيجة معكوسة.

ولقد أرسل الله الأديان كي تكون سبب الألفة والمحبّة بين الخلق ولم يفدِ حضرة المسيح روحه من أجل أن يقول النّاس إنّه كلمة الله بل فدى نفسه من أجل أن ينال العالم الحياة الأبديّة ولهذا تفضّل: "إنّ ابن الإنسان جاء ليهب الحياة للعالم" لكنّ هذا الأساس نسي وسادت التّقاليد واشتهرت ألفاظ الابن والأب والرّوح القدس ونسي الأساس الأصليّ. وتفضّل المسيح: "من لطمك على خدّك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا" فأيّة مناسبة بين هذا البيان المبارك وبين وقائع البلقان؟ وأيّة علاقة بينه وبين نزاع الكاتوليك والبروتستانت الّذي قتل فيه تسعمائة ألف شخص؟ راجعوا التّاريخ لتروا ماذا حدث. وأيّة علاقة بين هذه الحوادث وبين بيان حضرة المسيح إلى بطرس. "ردّ سيفك إلى مكانه"؟ إذن فيجب علينا أن نتمسّك بأساس الدّين الإلهيّ حتّى لا يبقى أيّ اختلاف بيننا.

فعرضوا: أتريد أن تنشر دينًا جديدًا؟

فتفضّل: إنّ هدفنا هو إنقاذ أساس الأديان الإلهيّة من التّقاليد لأن سحبًا كثيفة جدًّا قد أحاطت بشمس الحقيقة ونحن نريد أن تخرج من وراء هذه السّحب وتُنير آفاق العالم وأن تتلاشى هذه السّحب الكثيفة وأن يسطع نور شمس الحقيقة على الجميع لأنّ هذه الشّمس لا أوّل لها ولا آخر. (ثمّ نهض حضرته).

فعرضوا: إنّ أملنا هو أيضًا حدوث مثل هذا الاتّفاق والصّلح والاتّحاد ونرجو أن نتّحد ونتّفق معكم.

فتفضّل: أملي كذلك أن يحصل بيننا منتهى الاتّحاد - اتّحاد لا يعقبه انفصال. (وكان في الغرفة المجاورة عدد من الأساقفة والأساتذة. وقبل خروج الهيكل المبارك تشرّفوا بمصافحته واحدًا تلو الآخر وتعرّفوا عليه).

وعرضوا: إنّنا نعبّر عن جزيل شكرنا لبياناتكم المباركة وقد كانت مؤثّرة في الحقيقة وسببًا لسرور الجميع وأملنا أيضًا أن يسود الصّلح والاتّحاد العام.

فتفضّل: لله الحمد إنّ أملنا وهدفنا واحد ولكن يجب أن نبذل الجهد حتّى تتحقّق هذه المقاصد.

فعرضوا: سوف يعقد في باريس في شهر تمّوز مجمع للأديان ورجاؤنا أن تتفضّلوا بقبول دعوته وتشرّفوا المجمع.

فتفضّل: لقد خرجنا من حيفا من سنتين ويجب أن نعود إليها وبعد سجن دام أربعين سنة قمنا بسفرة دامت سنتين أمضيناهما في سفر وترحال مستمرّين فخارت نتيجة ذلك قواي الجسديّة بحيث لم أعد أستطيع التّحدث.

فعرضوا: سوف يقدّم مجمع الأديان لحضرتكم رسالة دعوة حتّى تتفضّلوا بكتابة رسالة إلى المجمع تتلى فيه.

فتفضّل: حسنًا جدًّا.

المصادر
المحتوى
OV