أسباب فخر الإيرانيّين

حضرة عبد البهاء
النسخة العربية الأصلية

أسباب فخر الإيرانيّين

الخطبة المباركة في بور سعيد في 21 حزيران 1913

هو الله

الحمد لله بعدما طال أمد انتظاركم قد تهيّأت وسائل لقائنا أخيرًا وأنا أيضًا كنت أتمنّى لقاءكم ولله الحمد جئتم إلى الرّوضة المباركة في البقعة المقدّسة وعطّرتم المشام بزيارة تلك العتبة.

إنّ زيارة العتبة المباركة في هذه الأيّام كأنّها التّشرّف بالحضور المبارك لا فرق في ذلك أبدًا فجميع الأرواح طائفة حولها وأرواح الملأ الأعلى طائفة حول الرّوضة المباركة والمقام الأعلى والحمد لله على فوزكم بذلك.

والآن استيقظ أهل إيران وصاروا يعرفون من أين جاءت مثل هذه الموهبة الّتي اختصهم بها الله – تلك الموهبة الّتي لا مثيل لها ولا نظير ومثل هذه العناية الّتي قدّرت في حقّهم ومثل هذا التّاج الّذي وضعه الله على رؤوسهم. وفي الوقت الحاضر لا تزال المواهب الّتي اختص الله بها إيران والإيرانيّين مجهولة ولكنّها ستظهر فيما بعد ولو عرف الإيرانيّون لافتخروا بذلك إلى الأبد ولطاروا من شدة الفرح والسّرور.

فقد ظهر حضرة المسيح من بين السّبطيّين فابتعدوا عنه في بادئ الأمر وسخروا منه وشتموه وبعد ذلك فهموا أيّة نعمة خسروها فحينما آمن أهالي أوروبّا انتبهوا إلى الموهبة العظيمة الّتي منحت لهم ولكنّهم نبذوها دون أيّ سبب!

وكذلك حال الإيرانيّين اليوم فهم لا يعرفون أيّة عناية اختصّهم بها الله!

إنّ جميع الخلق كانوا يتمنّون أن يتشرّفوا بحضور نفس مباركة وأنتم ولله الحمد عشتم في أيّام الجمال المبارك حين كانت أنوار النّير الأعظم ساطعة وغيث الرّحمة هاطلاً ونسيم العناية هابًّا.

فاشكروا الله وابذلوا الجهد وبلّغوا وأيقظوا هؤلاء الإيرانيّين وقولوا لهم: "أيّها الإيرانيّون! هل تعلمون أيّ كوكب طلع من أفق إيران؟ ويا أيّها الإيرانيّون! هل تعلمون أيّة شجرة مباركة غرست في ظهرانيكم؟ ويا أيّها الإيرانيّون! هل تعلمون في أمواج أي بحر انغمرتم؟ استيقظوا استيقظوا! إلى متى تبقون في هذه الغفلة؟ وإلى متى تبقون خامدين؟ وإلى متى تبقون جاهلين لهذه الموهبة؟ فالآن قد جاء وقت اليقظة ووقت الانتباه".

المصادر
المحتوى
OV