سبحانك اللهم يا إلهي كيف أذكرك بعد الذي أيقنت بأنّ ألسن العارفين كلّت عن ذكرك وثنائك

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

سبحانك اللّهم يا إلهي كيف أذكرك بعد الّذي أيقنت بأنّ ألسن العارفين كلّت عن ذكرك وثنائك ومنعت طيور أفئدة المشتاقين عن الصّعود إلى سمآءِ عزّك وعرفانك لو أقول يا إلهي بأنّك أنت عارف أُشاهد بأنّ مظاهر العرفان قد خلقت بأمرك ولو أقول بأنّك أنت حكيم أُشاهد بأنّ مطالع الحكمة قد ذوّتت بإرادتك وإن قلتُ بأنّك أنت الفرد أُلاحظ بأنّ حقايق التّفريد قد بعثت بإنشائك وإن قلتُ إنّك أنت العليم أُشاهد بأنّ جواهر العلم قد حقّقت بمشيّتك وظهرت بإبداعك فسبحانك سبحانك من أن تشار بذكرٍ أو توصف بثناءٍ أو بإشارة لأنّ كلّ ذلك لم يكن إلّا وصف خلقك وبعث بأمرك واختراعك وكلّما يذكرك الذّاكرون أو يعرج إلى هوآء عرفانك العارفون يرجعنّ إلى النّقطة الّتي خضعت لسلطانك وسجدت لجمالك وذوّتت بحركةٍ من قلمك بل استغفرك يا إلهي عن ذلك لأنّ بذلك يثبت النّسبة بين حقايق الموجودات وبين قلم أمرك فسبحانك سبحانك من ذكر نسبتهم إلى ما ينسب إليك لأن كلّ النّسبة مقطوعة عن شجرة أمرك وكلّ السّبل ممنوعة عن مظهر نفسك ومطلع جمالك فسبحانك سبحانك من أن تُذكر بذكرٍ أو توصف بوصفٍ أو تثنّى بثنآءٍ وكلّما أمرت به عبادك من بدايع ذكرك وجواهر ثنائك هذا من فضلك عليهم ليصعدن بذلك إلى مقرّ الّذي خلق في كينونيّاتهم من عرفان أنفسهم وإنّك لم تزل كنت مقدّسًا عن وصف ما دونك وذكر ما سواك وتكون بمثل ما كنت في أزل الآزال لا إله إلّا أنت المتعالي المقتدر المقدّس العليم.

المصادر
المحتوى
المرفقات
Audio
OV