يا معشر الأمراء لمّا صرتم سحابا لوجه الشّمس ومنعتموها عن الإشراق أن استمعوا ما ينصحكم به القلم الأعلى لعلّ تستريح به أنفسكم ثمّ الفقراء والمساكين، نسأل الله بأن يؤيّد الملوك على الصّلح إنّه لهو القادر على ما يريد، يا معشر الملوك إنّا نراكم في كلّ سنة تزدادون مصارفكم وتحمّلونها على الرّعيّة إن هذا إلاّ ظلم عظيم، اتّقوا زفرات المظلوم وعبراته ولا تحمّلوا على الرّعيّة فوق طاقتهم ولا تخربوهم لتعمير قصوركم، أن اختاروا لهم ما تختارونه لأنفسكم كذلك نبيّن لكم ما ينفعكم إن أنتم من المتفرّسين، إنّهم خزائنكم إيّاكم أن تحكموا عليهم ما لا حكم به الله وإيّاكم أن تسلّموها بأيدي السّارقين، بهم تحكمون وتأكلون وتغلبون وعليهم تستكبرون إن هذا إلاّ أمر عجيب، لمّا نبذتم الصّلح الأكبر عن ورائكم تمسّكوا بهذا الصّلح الأصغر لعلّ به تصلح أموركم والّذين في ظلّكم على قدر يا معشر الآمرين، أن أصلحوا ذات بينكم إذا لا تحتاجون بكثرة العساكر ومهمّاتهم إلاّ على قدر تحفظون به ممالككم وبلدانكم، إيّاكم أن تدعوا ما نصحتم به من لدن عليم أمين، أن اتّحدوا يا معشر الملوك به تسكن أرياح الاختلاف بينكم وتستريح الرّعيّة ومن حولكم إن أنتم من العارفين، إن قام أحد منكم على الآخر قوموا عليه إن هذا إلاّ عدل مبين...