قل يا ملأ المغلّين موتوا بغيظكم قد أشرقت شمس العظمة عن أفق الأمر

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

قل یا ملأ المغلّین موتوا بغیظکم قد أشرقت شمس العظمة عن أفق الأمر واستضآء بضیائها کلّ الوجود وأنتم غفلتم عنها وکنتم من الغافلین إِذًا فارحموا علی أنفسکم ولا تکفروا بالّذي آمنتم به ولا تکوننّ من المسرفین تالله الحقّ إن تکفروا بهذا الأمر فقد یضحک علیکم کلّ الملل لأنّکم استدللتم بینهم في إثبات أمرکم بآیات الله المهیمن المقتدر العزیز العلیم فلمّا نزلت مرّة أُخری بسلطنة عظمی إِذًا کفرتم بها فویل لکم یا ملأ الغافلین أظننتم في أنفسکم بأنّکم مکسف الشّمس وضیائها لا فونفسي لن تقدرنّ ولن تستطیعنّ ولو یجتمع علیها أنتم وما دونکم عمّا خلق بین السّموات والأرضین خافوا عن الله ولا تبطلوا أعمالکم ثمّ اسمعوا کلمات الله ولا تکوننّ من المحتجبین قل تالله إنّي لن أرید لنفسي شیئا بل أرید نصر الله وأمره وکفی بنفسه علی ما أقول شهید وأنتم لو تطهّرنّ أبصارکم لتشهدنّ فعلي شهیدا علی قولي ثمّ قولي دلیلاً علی فعلي عمت عیونکم أَمَا رأیتم قدرة الله وسلطنته ثمّ عظمته وکبریائه فویل لکم یا معشر المغلّین اسمعوا قولي ولا تصبروا أَقَلَّ من آنٍ وکذلک أمرکم جمال الرّحمن لعلّ تنقطعنّ عمّا عندکم وتصعدنّ إلی هوآء الّذي تشهدنّ في ظلّ الأمر کلّ العالمین قل لا مهرب لأحد ولا ملجأ لنفس ولا عاصم الیوم من قهر الله وسطوته إلّا بعد أمره وهذا أمره قد ظهر علی هیکل الغلام فتبارک الله من هذا المنظر المشرق العزیز البدیع خلّصوا أنفسکم عن دوني ثمّ توجّهوا إلی وجهي وإنّ هذا خیر لکم عمّا عندکم ویشهد بذلک لسان الله علی لساني النّاطق العالم العلیم قل أزعمتم بأنّ بإقبالکم یزیده شیئا لا فونفسي أو بإعراضکم ینقص عنه شيء لا فوذاتي الغالب الممتنع المنیع أن أخرقوا حجبات الأسمآء وملکوتها فوجمالي قد ظهر سلطان الأسمآء الّذي بأمره خلقت الأسمآء من أوّل الّذي لا أوّل له ویخلقها کیف یشآء وإنّه لهو المقتدر الحکیم إیّاکم أن لا تعرّوا أجسادکم عن خلع الهدی ثمّ اشربوا عن کأس الّتي یحرّکها غلمان الظّهور فوق رؤوسکم وکذلک أمرکم الّذي کان أرحم بکم من أنفسکم ولن یطلب منکم أجرًا ولا جزآءً إنّ أمره إلّا علی الّذي أرسله بالحقّ وجعله لنفسه حجّة علی الخلایق أجمعین وأظهره بکلّ الآیات إِذًا فارتدّوا أبصارکم لتشهدوا ما نطق علیکم لسان القِدم لعلّ تکوننّ من المطّلعین هل سمعتم من آبائکم وآبآء آبائکم إلی أن ینتهي إلی آدم الأولی بأن أتی أحد علی ظلل الأمر بسلطان لائح مبین وحرّک عن یمینه ملکوت الله وعن یساره جبروت القِدم وعن قدّامه جنود الله المقتدر الغالب القدیر وتکلّم في کلّ حین بآیات الّتي تعجز عن عرفانها أفئدة العارفین ولم یکن من عند الله إِذًا تبیّنوا ثمّ تکلّموا علی الصّدق الخالص إن أنتم من ذي لسان صادق منیع قل قد نزل معادل ما نزل علی عَلِيٍّ من قَبْلُ ومن کان في ریب علی ما نطق علیه الرّوح حینئذ ینبغي له بأن یحضر تلقآء العرش لیسمع آیات الله ویکون علی بصیرة منیر قل تالله قد تمّت نعمة الله وبلغت کلمته ولاح وجهه وأحاط سلطانه وظهر أمره وسبق إحسانه العالمین.

المصادر
المحتوى
المرفقات
Audio
OV