قل یا قوم لا تنظروا إِلَيَّ إلّا بعیني إن تریدنّ أن تعرفنّ الله وقدرته ومن دون ذلک لن تعرفوني ولو تفکّروا في أمري بدوام الملک وتنظرون الأشیآء ببقآء الله الملک القادر الباقي الحکیم کذلک بَیِّنَّا الأمر لعلّ النّاس یستشعرنّ في أنفسهم ویکوننّ من العارفین
وإنّک فانظر شأن هؤلآء بعد الّذي شهدوا کلّهم بأنّي فدیت نفسي وأهلي في سبیل الله وحفظًا لإیمانهم وکنت بین الأعدآء في أیّام الّتي اضطربت کلّ النّفوس وستروا وجوههم عن الأحباب والأعدآء وکانوا بحفظ أنفسهم لمن المشتغلین
وأظهرنا الأمر وبلّغناه إلی مقام کلّ اعترفوا بسلطنة الله وقدرته إلّا الّذین کان في صدورهم غلّ الغلام وکانوا من المشرکین ومع هذا الظّهور الّذي أحاط الممکنات وهذا الإشراق الّذي ما سمعوا شبهه في الآفاق اعترضوا عَلَيَّ ملأ البیان ومنهم من أعرض عن الصّراط وکفر بالّذي آمن به وبغی علی الله المقتدر المهیمن العليّ العظیم ومنهم من توقّف لدی الصّراط وعلّق أمر الله بساذجه بتصدیق الّذي خلق بقولي وبذلک حبط أعماله وما کان من الشّاعرین ومنهم من قاس نفس الله بنفسه وغرّته الأسمآء إلی مقام حارب بوجهي وافتی علی قتلي ونسبني بکلّ ما کان في نفسه
إذًا اشکر في بثّي وحزني الّذي خلقني وأرسلني وأحمده في قضایاه وفي وحدتي ثمّ ابتلائي بین هؤلآء الغافلین وصبرت واصبر في الضّرّآء متّکلاً علی الله وأقول أي ربّ فاهد العباد إلی شطر جودک ومواهبک ولا تحرمهم عن بدایع فضلک وألطافک لأنّهم لا یعلمون ما أردت لهم من رحمتک الّتي سبقت العالمین أي ربّ هؤلآء ضعفآء في الجهر وأیتام في السّرّ وإنّک أنت الکریم ذو الفضل المتعالي العظیم لا تقهر یا إلهي علیهم ثمّ انظرهم إلی میقات الّتي ینبغي لبدایع رحمتک لعلّ یرجعنّ إلیک ویستغفرنّ عمّا ارتکبوا في جنبک وإنّک أنت الغفور الرّحیم...