أن يا حرف الحيّ لقد سَمِعَتْ أُذُن الله ندائك ولاحَظَتْ عين الله كتابك ويناديك حينئذٍ

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

أن یا حرف الحيّ لقد سَمِعَت أُذُن الله ندائک ولاحظت عین الله کتابک وینادیک حینئذ عن جهة العرش بآیات نفسه المهیمن القیّوم فطوبی لک بما کسّرت صنم النّفس والوهم وخرقت أحجاب الظّنون بقدرة ربّک المهیمن العزیز المحبوب فإذًا یصدق في حقّک بأنّک من حروف الّتي سبقن الحروفات ولذا اختصّک الله من قبل بلسان عَلِيٍّ بالحقّ الّذي أشرقت من نور وجهه کلّ ما کان وما یکون وإنّک أنت فاحمد الله ثمّ اشکره بما أیّدک علی أمر الّذي اضطرب عنه سکّان السّموات والأرض وضجّت من في ملکوت الأمر والخلق وبلت السّرایر عمّا هو المکنون في الصّدور إذًا یخاطبک ربّک العليّ في الأفق الأعلی ویقول فطوبی لک یا حرف الحيّ بما آمنت بنفسي وما خجّلتني بین أهل ملأ الأعلی ووفیت بمیثاقک وأخرجت نفسک عن حجبات الوهم وأقبلت إلی الله ربّک وربّ ما یُری وما لا یُری وربّ البیت المعمور وإنّي رضیت عنک بما وجدت وجهک مشرقًا في یوم الّذي اسودّت فیه الوجوه قل یا ملأ البیان أَمَا وصّیناکم في کلّ الألواح وفي کلّ زبر مکنون أن لا تتّبعوا أنفسکم وهواکم فانظروا بالمنظر الأکبر في حین الّذي ینصب فیه میزان الأعظم ویرتفع نغمات الرّوح عن یمین عرش ربّکم المهیمن العزیز القدّوس ونهیناکم عن کلّ ما یمنعکم عن جمالي في ظهور بعدي ولو یکون مظاهر الأسمآء وملکوتها ومطالع الصّفات وجبروتها فلمّا أظهرت نفسي إِذًا کفرتم وأعرضتم وکنتم من الّذینهم کانوا بآیات ربّهم یلعبون فوجمالي لن یقبل منکم الیوم شيء ولو تسجدون ببقآء سلطنة الله أو تکوننّ من الّذینهم یرکعون لأنّ کلّ الأمور معلّق بأمره وکلّ الأعمال منوط بإذنه وکلّ حینئذ بین یدیه ککفّ طین مقبوض ولن یرفع الیوم ندآء أحد إلی الله إلّا بعد حبّه وهذا من أصل الدّین لو أنتم تعرفون أرضیتم بسراب بقیعة وأعرضتم عن بحر الّذي جعله الله عَذْبًا سَایِغًا فویلٌ لکم بما بدّلتم نعمة الله وکنتم من الّذینهم کفروا بنفسي أوّل مرّة إن أنتم في أنفسکم تفقهون إِذًا قوموا بین یدي الله وتدارکوا ما فرّطتم في جنب ربّکم وهذا أمري علیکم إن أنتم تسمعون فوعمري ما فعل أُمَّة الفرقان کما فعلتم ولا ملأ التّورَیة والإنجیل والزّبور وإنّي بذلت نفسي لإثبات أمره وبشّرناکم في کلّ الألواح بظهوره فلمّا ظهر بردآء الکبریآء علی هیکل البهآء بتجلّي أُخری إِذًا قمتم علی المحاربة بنفسه المهیمن القیّوم إیّاکم یا قوم فاستحیوا عنّي وعمّا ورد عليّ في سبیل الله ولا تکوننّ من الّذینهم کفروا بما نزل علیهم من سمآء عزّ مرفوع أن یا حرف الحيّ کذلک نطق حینئذ ربّک في الرّفیق الأعلی بلّغ کلمات ربّک إلی العباد لعلّ یستشعرون في أنفسهم ویتوبون إلی الله الّذي خلقهم وسوّاهم وأرسل إلیهم هذا الجمال الدّرّيّ المقدّس المشهود...

المصادر
المحتوى
المرفقات
Audio
OV