قل خَلِّصُوا أنفسكم يا قوم ثمّ طَهِّرُوها عن التّوجّه إلى غيري وبذكري يُطَهَّر كلّ شيء إن أنتم من العارفين قل اليوم لو يخلّصنّ كلّ الأشياء عن حجبات النّفس والهوى ليلبس الله كلّها قميص يفعل ما يشاء في ملكوت الإنشاء ليظهر آية سلطانه في كلّ شيء فتعالى من هذا السّلطان المقتدر المهيمن العزيز القدير أن أقرأ يا عبد ما وصل إليك من آثار الله بربوات المقرّبين لتستجذب بها نفسك وتستجذب من نغماتك أفئدة الخلائق أجمعين ومن يقرأ آيات الله من بيته وحدة لينشر نفحاتها ملائكة النّاشرات إلى كلّ الجهات وينقلب بها كلّ نفس سليم ولو لن يستشعر في نفسه ولكن يظهر عليه هذا الفضل في يوم من الأيّام كذلك قدّر خفيّات الأمر من لدن مقتدر حكيم أن يا خليل تالله إِذًا يتحرّك القلم على اللّوح ولكن يبكي ويصيح في نفسه ويضجّ معه السّراج بين يدي العرش بما ورد على جمال القِدم من الّذينهم بعثوا بإرادة من عنده وكان الله على ذلك لشهيد وعليم ومن يطهّر أُذنه من نَعِيْق المشركين ويتوجّه إلى الأشياء ليسمع ضجيجها ثمّ صريخها فيما مَسَّتْنَا الضّرّاء من عبادنا المشركين كذلك ألقيناك ذكرًا من مصائبا لتطّلع بما ورد على نفسي وتكون فيما ورد عليك لمن الصّابرين أن انصر ربّك في كلّ شأن وكن من النّاصرين ثمّ ذَكِّر النّاس بما نطق الرّوح في هذا اللّوح الدّرّيّ المبين قل يا قوم لا تفسدوا في الأرض ولا تحاربوا مع أحد أن اصبروا في كلّ الأمور وتوكّلوا على الله وكونوا من المتوكّلين أن انصروا ربّكم الرّحمن بسيوف الحكمة والبيان وإنّ هذا شأن الإنسان ومن دون ذلك لا ينبغي لله الملك السّبحان ولكنّ النّاس غفلوا عن ذلك وكانوا من الغافلين أن افتحوا يا قوم مصاريع القلوب بمفاتيح الذِّكر من هذا الذِّكر الحكيم ما أراد الله من الأرض وما عليها إلّا قلوب عباده وجعلها عرشًا لظهور تجلّياته إِذًا قَدِّسُوها عن دونها لِيَرْتَسِم عليها ما خلقت لها وإنّ هذا لفضل عظيم قل يا قوم زيّنوا لسانكم بالصّدق ونفوسكم بالأمانة إيّاكم يا قوم لا تخانوا في شيء وكونوا أمناء الله بين بريّته وكونوا من المحسنين إنّ الّذين يرتكبون البغي والفحشاء أولئك ضَلَّ سعيهم وكانوا من الخاسرين أن اجهدوا يا قوم بأن يكون عيونكم ناظرة إلى شطر رحمة الله وقلوبكم مُتَذَكِّرًا ببدايع ذكره ونفوسكم مطمئنّة بمواهبه وفضله وأرجلكم ماشِيَة على سُبُل رضائه وهذا وصيّتي عليكم إن أنتم من العاملين.