أن يا نبيل الأعظم إسمع ما يناديك به لسان القدم عن جبروت إسمه الأكرم

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

أن یا نبیل الأعظم اسمع ما ینادیک به لسان القِدم عن جبروت إسمه الأکرم وإنّه ینطق حینئذ في ملکوت الأعلی ویغنّ في قلب کلّ الأشیآء بأنّي أنا الله لا إله إلّا أنا لم یزل کنت سلطانًا مقتدرًا ولا یزال أکون ملیکًا مهیمنًا وإنّ برهاني قدرتي ثمّ سلطاني بین العالمین جمیعًا...

أن یا إسمي طوبی لک بما رکبت علی فلک البهآء وکنت سایرًا في بحر الکبریآء بسلطاني الأعلی الأعلی وکنت من الفائزین من إصبع الله مکتوبًا وشربت کأس الحیوان من هذا الغلام الّذي یطوف في حوله مظاهر السّبحان ویستبرکنّ بلقائه مطالع الرّحمن في کلّ أصیل وبکورًا عزًّا لک بما سافرت من الله إلی الله ودخلت بقعة البقآء مقرّ الّذي کان عن ذکر العالمین منزوها واهتزّک أریاح القدس في حبّ مولاک وطهّرک مآء العرفان عن دنس کلّ مشرک مردودًا وبلغت إلی رضوان الذّکر في هذا الذّکر الّذي کان علی هیکل الإنسان مشهودًا إِذًا فاشکر الله بما أیّدک علی أمره وأنبت في ریاض قلبک سنبلات العلم والحکمة وکذلک کان فضله علیک وعلی العالمین مسبوقًا إیّاک أن لا یحزنک شيء عمّا خلق بین الأرض والسّمآء عرّ نفسک عن کلّ الإشارات ودع عن ورائک کلّ الدّلالات من أهل الحجبات ثمّ انطق بما یلهمک روح الأعظم في أمر ربّک لتقلّب الممکنات إلی شطر قدس محمودًا...

ثمّ اعلم بأنّا أرفعنا حکم السّیف وقدّرنا النّصر باللّسان وما یظهر من البیان وکذلک کان الأمر عن جهة الفضل مقضیًّا قل یا قوم لا تفسدوا في الأرض ولا تحاربوا مع نفس لأنّ ربّک أودع مداین الأرض کلّها بید الملوک وجعلهم مظاهر قدرته علی ما هم علیه وما أراد لنفسه من المُلک شیئًا وکان نفسه الحقّ علی ذلک شهیدًا بل أراد لنفسه مداین القلوب لیطهّرهم عن دنس الأرض ویقرّبهم إلی مقرّ الّذي کان عن مسّ المشرکین محفوظًا أن افتحوا یا قوم مداین القلوب بمفاتیح البیان وکذلک نزّلنا الأمر علی قدر مقدورًا تالله إنّ الدّنیا وزخرفها وما فیها من آلائها لم یکن عند الله إلّا ککفّ من التّراب بل أحقر لو کان النّاس في أنفسهم بصیرًا طهّروا أنفسکم یا ملأ البهآء عن الدّنیا وما فیها تالله إنّها لا ینبغي لکم دعوها لأهلها وتوجّهوا إلی منظر قدس منیرًا و ما ینبغي لکم هو حبّ الله ومظهر نفسه واتّباعکم بما یظهر من عنده إن أنتم بذلک علیمًا قل زیّنوا نفوسکم بالصّدق والأدب ولا تحرموا أنفسکم من خلع الحلم والعدل لیهبّ من شطر قلوبکم علی الممکنات روایح قدس محبوبًا قل إیّاکم یا ملأ البهآء لا تکونوا بمثل الّذین یقولون ما لا یفعلونه في أنفسهم أن اجهدوا بأن یظهر منکم علی الأرض آثار الله وأوامره ثمّ اهدوا النّاس بأفعالکم لأنّ في الأقوال یشارکون أکثر العباد من کلّ وضیع وشریفًا ولکنّ الأعمال یمتازکم عن دونکم ویظهر أنوارکم علی من علی الأرض فطوبی لمن یسمع نصحي ویتّبع ما أمر به من لدن علیم حکیما.

المصادر
المحتوى
المرفقات
Audio
OV