والنّبأ العظيم قد أتى الرّحمن بسلطان مبين ووضع الميزان وحشر من على الأرض أجمعين قد نفخ في الصّور إذًا سُكِّرَت الأبصار واضطرب من في السّموات والأرضين إلّا من أخذته نفحات الآيات وانقطع عن العالمين هذا يوم فيه تحدّث الأرض بما فيها والمجرمون أثقالها لو كنتم من العارفين وانشقّ قمر الوهم وأتت السّمآء بِدُخَانٍ مُبِيْنٍ نرى النّاس صَرْعَى من خشية ربّك المقتدر القدير نادى المناد وانقعرت أعجاز النّفوس ذلك قهرٌ شديد إنّ اصحاب الشّمال في زفرة وشهيق وأصحاب اليمين في مقام كريم يشربون خمر الحيوان من أيادي الرّحمن أَلَا إنّهم من الفآئزين قد رجّت الأرض ومرّت الجبال ونرى الملئكة مردفين أخذ السّكر أكثر العباد نرى في وجوههم آثار القهر كذلك حشرنا المجرمين يهرعون إلى الطّاغوت قل لا عاصِم اليوم من أمر اللّه هذا يوم عظيم نريهم الّذين أضلّاهم ينظرون إليهما ولا يشعرون قد سكرت أبصارهم وهم قوم عمون حجّتهم مفتريات أنفسهم وإنّها داحضة عند اللّه المهيمن القيّوم قد نزغ الشّيطان في صدورهم وهم اليوم في عذاب غير مردود يسرعون إلى الأشرار بكتاب الفجّار كذلك يعملون قل طويت السّماء والأرض في قبضته والمجرمون أُخذوا بناصيتهم ولا يفقهون يشربون الصَّدِيْد ولا يعرفون قل قد أتت الصَّيْحَة وخرج النّاس من الأجداث وهم قيام ينظرون ومنهم مسرع إلى شطر الرّحمن ومنهم مكبّ على وجهه في النّار ومنهم متحيّرون قد نزّلت الآيات وهم عنها معرضون وأتى البرهان وهم عنه غافلون إذا رأَوا وجه الرّحمن سيئَتْ وجوههم وهم يلعبون يهطعون إلى النّار ويحسبون أنّها نور فتعالى اللّه عمّا يظنّون قل لو تفرحون أو تتميّزون من الغيظ قد شقّت السّماء وأتى اللّه بسلطان مبين تنطق الأشيآء كلّها الملك للّه المقتدر العليم الحكيم اعلم إنّا في سجن عظيم وأحاطتنا جُنود الظّلم بما اكتسبت أيدي المشركين ولكنّ الغلام في بهجة لا يعادلها ما في الأرض كلّها تاللّه في سبيل اللّه لا يحزنه ضرّ الّذين ظلموا ولا سطوة المنكرين قل إنّ البلآء أفق لهذا الأمر ومنه أشرقت شمس الفضل بضيآء لا تمنعه سبحات الأوهام ولا ظنون المعتدين اتّبع موليك ثمّ ذكر العباد كما إنّه يذكرك تحت السّيف وما منعه نعاق الغافلين ...
انشر نفحات ربّك في الأطراف ولا توقّف في أمره أقلّ من آنٍ سوف يأتي نصرة ربّك الغفور الكريم ...