(لوح أشر ف) قل يا قوم لا تنمعوا أنفسكم عن فضل الله ورحمته ومن يمنع إنّه على خسران عظيم

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

قل یا قوم لا تمنعوا أنفسكم عن فضل الله ورحمته ومن یمنع وإنّه علی خسران عظیم قل یا قوم أتعبدون التّراب وتدعون ربّكم العزیز الوهّاب اتّقوا الله ولا تكوننّ من الخاسرین قل قد ظهر كتاب الله علی هیكل الغلام فتبارك الله أحسن المبدعین أنتم یا ملأ الأرض لا تهربوا عنه أن أسرعوا إلیه وكونوا من الرّاجعین توبوا یا قوم عمّا قد فرّطتم في جنب الله وما أسرفتم في أمره ولا تكوننّ من الجاهلین هو الّذي خلقكم ورزقكم بأمره وعرّفكم نفسه العزیز العليّ العلیم وأظهر لكم كنوز العرفان وعرّجكم إلی سمآء الإیقان في أمره المحكم العزیز الرّفیع إیّاكم أن لا تمنعوا فضل الله علی أنفسكم ولا تبطلوا أعمالكم ولا تنكروه في هذا الظّهور الأظهر الأمنع المشرق المنیر فأنصفوا في أمر الله بارئكم ثمّ انظروا إلی ما نزل عن جهة العرش وتفكّروا فیه بقلوب طاهر سلیم إذًا یظهر لكم الأمر كظهور الشّمس في وسط السّمآء وتكوننّ من الموقنین

قل إنّ دلیله نفسه ثمّ ظهوره ومن یعجز عن عرفانهما جعل الدّلیل له آیاته وهذا من فضله علی العالمین واودع في كلّ نفس ما یعرف به آثار الله ومن دون ذلك لن یتمّ حجّته علی عباده إن أنتم في أمره لمن المتفكرین إنّه لا یظلم نفسًا ولا یأمر العباد فوق طاقتهم وإنّه لهو الرّحمن الرّحیم

قل قد ظهر أمر الله علی شأن یعرفه أكمه الأرض وكیف ذي بصر طاهر منیر وإنّ الأكمه لن یدرك الشّمس ببصرها ولكن یدرك حرارة الّتي تظهر منها في كلّ شهور وسنین ولكن أكمه البیان تالله لن یعرف الشّمس ولا أثرها وضیائها ولو تطلع في مقابلة عینه في كلّ حین

قل یا ملأ البیان إنّا اختصصناكم لعرفان نفسنا بین العالمین وقرّبناكم إلی شاطئ الأیمن عن یمین بقعة الفردوس مقام الّذي فیه تنطق النّار علی كلّ الألحان بأنّه لا إله إلّا أنا العليّ العظیم إیّاكم أن لا تحتجبوا أنفسكم عن هذه الشّمس الّتي استضآءت عن أفق مشیّة ربّكم الرّحمن بضیآء الّذي أحاط كلّ صغیر وكبیر أن افتحوا أبصاركم لتشهدوها بعیونكم ولا تعلّقوا أبصاركم بذي بصر لأنّ الله ما كلّف نفسًا إلّا بعد وسعها وكذلك نزل في كلّ الألواح علی النّبیّین والمرسلین

أن ادخلوا یا قوم في هذا الفضآء الّذي ما قدّر له من أوّل ولا من آخر وفیه ارتفع ندآء الله وتهبّ روایح قدسه المنیع ولا تجعلوا أجسادكم عریًّا عن ردآء العزّ ولا قلوبكم عن ذكر ربّكم ولا سمعكم عن استماع نغماته الأبدع الأمنع العزیز الأفصح البلیغ

المصادر
المحتوى
المرفقات
Audio
OV