قد ظهر في هذا الظّهور ما لا ظهر في أزل الآزال ومن المشرکین من رأی وقال هذا ساحر افتری علی الله أَلَا إنّهم قوم مدحضون
أن یا قلم القِدم واذکر للأُمم ما ظهر في العراق إذ جآء رسول من معشر العلمآء وحضر تلقآء الوجه وسأل من العلوم أجبناه بعلم من لدنّا إنّ ربّك لعلّام الغیوب قال نشهد عندك من العلوم ما لا أحاطه أحد إنّه لا یكفي المقام الّذي ینسبونه النّاس إلیك فأتنا بما یعجز عن الاتیان بمثله من علی الأرض كلّها کذلك قضي الأمر في محضر ربّك العزیز الودود
فانظر ماذا تری إذا انصعق فلمّا أفاق قال آمنت بالله العزیز المحمود إذهب إلی القوم قل فاسألوا ما شئتم إنّه لهو المقتدر علی ما یشآء لا یعجزه ما کان وما یکون قل یا معشر العلمآء أن اجتمعوا علی أمر ثمّ اسألوا ربّکم الرّحمن إن أظهر لکم بسلطان من عنده آمنوا ولا تکوننّ من الّذینهم یکفرون قال الآن طلع فجر العرفان وتمّت حجّة الرّحمن قام ورجع إلی القوم بأمرٍ من لدی الله العزیز المحبوب
قضت أیّام معدودات وما رجع إلینا إلی أن أرسل رسولاً آخر أخبرنا بأنّ القوم أعرضوا عمّا أرادوا وهم قوم صاغرون کذلك قضي الأمر في العراق إنّي شهید علی ما أقول وانتشر هذا الأمر في الأقطار وما استشعر أحد کذلك قضینا إن أنتم تعلمون
لعمري من سأل الآیات في القرون الخالیة إذا أظهرنا له کفر بالله ولکنّ النّاس أکثرهم غافلون إنّ الّذین فتحت أبصارهم بنور العرفان یجدون نفحات الرّحمن ویقبلون إلیه أَلَا إنّهم هم المخلصون ...