(سوره وفا) وأمّا ما سألتَ من العوالم، فاعلم بأنّ لله عوالم لا نهاية بما لا نهاية لها وما أحاط بها أحد إلّا نفسه العليم الحكيم

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

وأمّا ما سألت من العوالم فاعلم بأنّ للّه عوالم لا نهایة بما لا نهایة لها وما أحاط بها أحد إلّا نفسه العلیم الحکیم تفکّر في النّوم وإنّه آیة الأعظم بین النّاس لو یکوننّ من المتفکّرین مثلاً إنّک تری في نومک أمرًا في لیل وتجده بعینه بعد سنة أو سنتین أو أزید من ذلک أو أقلّ ولو یکون العالم الّذي أنت رأیت فیه ما رأیت هذا العالم الّذي تکون فیه فیلزم ما رأیت في نومک یکون موجودًا في هذا العالم في حین الّذي تراه في النّوم وتکون من الشّاهدین مع إنّک تری أمرًا لم یکن موجودًا في العالم ویظهر من بعد إِذًا حقّق بأنّ عالم الّذي أنت رأیت فیه ما رأیت یکون عالمًا آخَر الّذي لا له أوّل ولا آخِر وإنّک إن تقول هذا العالم في نفسک ومطويّ فیها بأمر من لدن عزیز قدیر لحقّ ولو تقول بأن الرّوح لمّا تجرّد عن العلایق في النّوم سیّره الله في عالم الّذي یکون مستورًا في سرّ هذا العالم لحقّ وإنّ للّه عالم بعد عالم وخلق بعد خلق وقدّر في کلّ عالم ما لا یحصیه أحد إلّا نفسه المحصي العلیم وإنّک فکّر فیما ألقیناک لتعرف مراد الله ربّک وربّ العالمین وفیه کنز أسرار الحکمة وإنّا ما فصّلناه لحزن الّذي أحاطني من الّذین خلقوا بقولي إن أنتم من السّامعین...

المصادر
المحتوى
المرفقات
Audio
OV