وأمّا ما ذکرت في الإلهین إیّاک إیّاک أن لا تشرک بالله ربّک لم تزل کان واحدًا أحدًا فردًا صمدًا وترًا باقیًا دائمًا قیّومًا ما اتّخذ لنفسه شریکًا في الملک ولا وزیرًا ولا شبیهًا ولا نسبةً ولا مثالاً ویشهد بذلک کلّ الذّرّات وعن ورائها الّذینهم کانوا في الأفق الأبهی علی منظر الأعلی وکانت أسمائهم حینئذ لدی العرش مذکورًا
أن اشهد في نفسک بما شهد الله لذاته بذاته بأنّه لا إله إلّا هو وإنّ ما سواه مخلوق بأمره ومنجعل بإذنه ومحکوم بحکمه ومفقود عند شؤونات عزّ فردانیّته ومعدوم لدی ظهورات عزّ وحدانیّته
وإنّه لم یزل ولا یزال کان متوحّدًا في ذاته ومتفرّدا في صفاته وواحدًا في أفعاله وإنّ الشّبیه وصف خلقه والشّریک نعت عباده سبحان نفسه من أن یوصف بوصف خلقه وإنّه کان وحده في علوّ الارتفاع وسموّ الامتناع ولن یطرأ إلی هوآء قدس عرفانه أطیار أفئدة العالمین مجموعًا وإنّه قد خلق الممکنات وذرأ الموجودات بکلمة أمره وما خلق بکلمة الّتي ظهرت من قلم الّذي حرّکه أنامل إرادته کیف یکون شریکًا أو دلیلاً علیه سبحانه من أن یشار بإشارة أحد أو یعرف بعرفان نفس وما دونه فقرآء لدی بابه وعجزآء عند ظهور عزّه وأرقّآء في ملکه وإنّه کان عن العالمین غنیًّا
وکلّما ینسب العباد بالعبودیّة لاسمه المعبود أو ینسب المخلوق إلی إسمه الخالق هذا من فضله علیهم من دون استحقاقهم بذلک ویشهد بذلک کلّ موقن بصیرًا