هذا اللّوح الأقدس نزّل من الملكوت المقدّس لمن أقبل إلى قبلة العالم الّذي أتى من سماء القدم بمجده الأعظ
بسم الرّب ذي المجد العظيم
هَذَا كِتَابٌ مِنْ لَدُنَّا إِلَى الَّذِي مَا مَنَعَتْهُ سُبُحَات الأَسْمَاء عَنِ اللّهِ فَاطِر الأَرْض والسَّمَاء لتقرّ به عينه في أيّام ربّه المهيمن القيّوم قل يا ملأ الإبن ءَإِحتجبتم بإسمي عن نفسي ما لكم لا تتفكّرون كنتم ناديتم ربّكم المختار باللّيل والنّهار فلمّا أتى من سماء القِدم بمجده الأعظم ما أقبلتم وكنتم من الغافلين فانظروا في الّذين أعرضوا عن الرّوح إذ آتاهم بسلطانٍ مبين كم من الفَرِّيْسِيِّين اعتكفوا في الهياكل بإسمه وكانوا أن يتضرّعوا لفراقه فلمّا فتح باب الوصال وأشرق النّور من مشرق الجمال كفروا باللّه العليّ العظيم وما فازوا بلقائه بعد الّذي وعدوا به في كتاب إِشَعْيَا وعن ورائه في كتب النّبيّين والمرسلين وما أقبل منهم إلى مشرق الفضل إلّا الّذين لم يكن لهم عزّ بين النّاس واليوم يفتخر بإسمه كلّ ذي عزّ مبين واذكر إذ افتى على قتله من كان أعلم علماء مِصْرِهِ في عصره وآمن به من كان يصطاد الحوت فاعتبر وكن من المتذكّرين كذلك فانظر في هذا الزّمان كم من الرّهبان اعتكفوا في الكنائس ويدعون الرّوح فلمّا أتى بالحقّ ما تقرّبوا إليه وكانوا من المبعدين طوبى لمن تركهم وأقبل إلى مقصود من في السّموات والأرضين يقرئون الإنجيل ولا يقرّون للرّبّ الجليل بعد الّذي أتى بملكوته المقدّس العزيز الجميل قل إنّا جئنا لكم وحملنا مكاره الدّنيا لخلاصكم أتهربون من الّذي فدى نفسه لحيوتكم اتّقوا اللّه يا ملأ الرّوح ولا تعقّبوا كلّ عالم بعيد هل تظنّون أنّه أراد نفسه بعد الّذي كان تحت سيوف الأعداء في كلّ الأحيان أو أراد الدّنيا بعد الّذي سجن في أخرب البلدان فانصفوا ولا تتّبعوا الظّالمين أن افتحوا أبواب قلوبكم إنّ الرّوح قائم خلفها ما لكم أن تبعدوا من أراد أن يقرّبكم إلى مقرّ منير قل إنّا فتحنا لكم أبواب الملكوت هل أنتم تغلقون على وجهي أبواب البيوت إنّ هذا إلّا خطأ كبير قل إنّه أتى من السّماء كما أتى منها أوّل مرّة إيّاكم أن تعترضوا على ما يقول كما اعترض الأحزاب من قبلكم على ما قال كذلك يعلّمكم الحقّ إن أنتم من العارفين قد اتّصل نهر الأردن بالبحر الأعظم والإبن في الواد المقدّس ينادي لبّيك اللّهمّ لبّيك والطّور يطوف حول البيت والشّجر ينادي قد أتى المقصود بمجده المنيع قل قد جاء الأب وكمل ما وعدتم به في ملكوت اللّه هذه كلمة الّتي سترها الإبن إذ قال لمن حوله أنتم اليوم لا تحملونها فلمّا تمّ الميقات وأتى الوقت أشرقت الكلمة من أُفق المشيّة إيّاكم يا ملأ الإبن أن تدعوها عن ورائكم تمسّكوا بها هذا خير لكم عمّا عندكم إنّه لقريب بالمحسنين قد قضت السّاعة الّتي سترنا علمها عمّن على الأرض كلّها وعن الملئكة المقرّبين قل إنّه شهد لي وأنا أشهد له إنّه ما أراد إلّا نفسي ويشهد بذلك كلّ منصف عليم إنّا في بحبوحة البلاء ندع النّاس إلى اللّه مالك الأسماء قل أن استبقوا إلى ما وعدتم به في كتب اللّه ولا تسلكوا سبيل الجاهلين قد حبس جسدي لعتق أنفسكم أن أقبلوا إلى الوجه ولا تتّبعوا كلّ جبّار عنيد إنّه قبل الذّلّة الكبرى لعزّكم وأنتم في وادي الغفلة تحبرون إنّه في أخرب البيوت لأجلكم وأنتم في القصور قاعدون قل أَمَا سمعتم صوت الصّارخ الّذي كان أن ينادي في برّية البيان ويبشّركم بربّكم الرّحمن أَلَا إنّه قد أتى بالحقّ في ظلل التّبيان بالحجّة والبرهان والموحّدون يَرَوْنَ الملكوت أمام وجهه طوبى لمن أقبل إليه وويلٌ لكلّ منكرٍ مريب قل للقسّيس قد أتى الرّئيس أن اخرج عن خلف الحجاب باسم ربّك مالك الرّقاب وبشّر النّاس بهذا الظّهور الأكبر العظيم قد جاء روح الحقّ ليرشدكم إلى جميع الحقّ إنّه لا يتكلّم من عند نفسه بل من لدن عليم حكيم قل هذا لهو الّذي مَجَّدَ الإبن ورفع أمره ضعوا يا أهل الأرض ما عندكم وخذوا ما أمرتم به من لدن قويّ أمين قدّسوا آذانكم وتوجّهوا بقلوبكم لتسمعوا النّداء الأحلى الّذي ارتفع من شطر السّيناء مقرّ ربّكم الأبهى إنّه يجذبكم إلى مقام ترون فيه أنوار الوجه الّتي أشرقت من هذا الأفق المنير قل يا ملأ القسّيسين دعوا النّواقيس ثمّ اخرجوا من الكنائس ينبغي لكم اليوم بأن تصيحوا بين الأمم بهذا الإسم الأعظم أتختارون الصّمت بعد الّذي كلّ حجر وشجر يصيح بأعلى النّداء قد أتى الرّب ذو المجد الكبير طوبى لمن سبق إليه إنّه ممّن يثبت اسمه إلى الأبد ويذكرنّه الملأ الأعلى كذلك قضي الأمر من لدى الرّوح في هذا اللّوح البديع من يدع النّاس بإسمي إنّه منّي ويظهر منه ما يعجز عنه من على الأرض كلّها أن اتّبعوا سبيل الرّب ولا تعقّبوا الغافلين طوبى لنائم إنتبه من القوّات وقام من بين الأموات قاصدا سبيل الرّب أَلَا إنّه من جوهر الخلق لدى الحقّ وإنّه من الفائزين قل إنّه قد أشرق من جهة الشّرق وظهر في الغرب آثاره تفكّروا فيه يا قوم ولا تكونوا كالّذين غفلوا إذ جائتهم الذّكرى من لدن عزيز حميد أن استيقظوا من نسمة اللّه إنّها فاحت في العالم طوبى لمن وجد عَرْفها وكان من الموقنين قل يا ملأ الأساقف أنتم أنجم سماء علمي فضلي لا يحبّ أن تتساقطوا على وجه الأرض ولكن عدلي يقول هذا ما قضي من لدى الإبن ولا يتغيّر ما خرج من فمه الطّاهر الصّادق الأمين إنّ النّاقوس يصيح بإسمي وينوح لنفسي ولكنّ الرّوح في سرور مبين قل جسد الحبيب يشتاق الصّليب ورأسه أراد السِّنان في سبيل الرّحمن إنّه لا تمنعه عمّا أراد سطوة الظّالمين قد دعونا كلّ الأشياء إلى لقاء ربّك مالك الأسماء طوبى لمن أقبل إلى اللّه مالك الأسماء طوبى لمن أقبل إلى اللّه مالك يوم الدّين يا ملأ الرّهبان إن اتّبعتموني أجعلكم ورّاثا لملكوتي وإن عصيتموني اصبر بحِلمي وأنا الغفور الرّحيم أن يا بَرّ الشّام أين برّك قد تشرّفت بقدوم الرّب هل وجدت عرف الوصل أو تكون من الغافلين قد تحرّكت بيت لحم من نسمة اللّه نسمع ندائها تقول يا ربّ الكريم أين استقرّ مجدك العظيم قد أحييتني نفحات وصلك بعد الّذي أذابني هجرك لك الحمد بما كشفت السّبحات وجئت مع القوّات بجلال مبين ناديناها عن وراء سُرادِق العظمة والكبرياء يا بيت لحم قد ظهر هذا النّور من المشرق وسار إلى المغرب إلى إن آتاكِ في آخر أيّامه فأخبريني هل الأبناء يعرفون الأب ويقرّون له أو ينكرونه كما أنكر القوم من قبل عند ذلك ارتفع صريخها وقالت أنت العليم الخبير إنّا نشاهد كلّ شيء يشهد لنا منهم من يعرف ويشهد وأكثرهم يشهدون ولا يعرفون قد أخذ اهتزاز اللّقاء طور السّيناء وارتفع ندائه الأحلى في ذكر ربّه الأبهى ويقول أي ربّ أجد عرف قميصك كأنّك تقرّبت بالآثار وشرّفت بقدومك تلك الدّيار طوبى لشعبك لو يعرفونك ويجدون عرفك فويل للرّاقدين طوبى لك يا أيّها المقبل إلى الوجه بما خرقت الأحجاب وكسّرت الأصنام وعرفت موليك القديم قد قام علينا أهل الفرقان من دون بيّنةٍ وبرهان وعذّبونا في كلّ الأحيان بعذاب جديد ظنّوا بأنّ البلاء يمنعنا عمّا أردنا فباطلٌ ما هم يظنّون إنّ ربّك لهو الحاكم على ما يريد ما مررتُ على شجر إلّا وخاطبه فؤادي يا ليت قطعت لإسمي وصلب عليك جسدي هذا ما نزّلناه في كتاب السّلطان ليكون ذكرى لأهل الأديان إنّ ربّك لهو العليم الحكيم إنّك لا تحزن بما فعلوا إنّهم أموات غير أحياء دعهم للموتى ثمّ وَلِّ وجهك إلى محيي العالمين إيّاك أن يحزنك مقالات الّذين غفلوا أن استقم على الأمر وبلّغ النّاس بالحكمة الكبرى كذلك يأمرك مالك الأرض والسّماء إنّه لهو العزيز الكريم سوف يرفع اللّه ذكرك ويثبت من القلم الأعلى ما تكلّمت به في حبّه إنّه وليّ المحسنين ذكّر من قبلي من سمّي بالمُراد قل طوبى لك يا مُراد بما نبذت مرادك وأخذت مراد العالمين قل طوبى لراقد إنتبه من نسماتي طوبى لميّت حيّ من نفحاتي طوبى لعينٍ قرّت بجمالي طوبى لقاصد قصد خباءَ عظمتي وكبريائي طوبى لخائف هرب إلى ظلّ قبابي طوبى لعطشان سرع إلى سلسبيل عنايتي طوبى لجائعٍ هرع عن الهوى لهوائي وحضر على المائدة الّتي نزّلتها من سماء فضلي لأصفيائي طوبى لذليل تمسّك بحبل عزّي ولفقير استظلّ في سرادق غنائي طوبى لجاهل أراد كوثر علمي ولغافل تمسّك بحبل ذكري طوبى لرُوحٍ بعث من نفحتي ودخل ملكوتي طوبى لنفس هزّتها رائحة وصلي واجتذبتها إلى مشرق أمري طوبى لأذن سمعت وللسان شهدت ولعين رأت وعرفت نفس الرّب ذي المجد والملكوت وذي العظمة والجبروت طوبى للفائزين طوبى لمن استضاء من شمس كلمتي طوبى لمن زيّن رأسه بإكليل حبّي طوبى لمن سمع كربي وقام لنصرتي بين شعبي طوبى لمن فدى نفسه في سبيلي وحمل الشّدائد لإسمي طوبى لمن اطمئنّ بكلمتي وقام بين الأموات لذكري طوبى لمن انجذب من نغماتي وخرق السّبحات بقدرتي طوبى لمن وَفَى بعهدي وما منعته الدّنيا عن الورود في بساط قدسي طوبى لمن انقطع عن سوائي وطار في هواء حبّي ودخل ملكوتي وشاهد ممالك عزّي وشرب كوثر فضلي وسلسبيل عنايتي واطّلع بأمري وما سترته في خزائن كلماتي وطلع من أفق المعاني بذكري وثنائي إنّه منّي عليه رحمتي وعنايتي ومكرمتي وبهائي.