يا حيدر قد سمع المظلوم ندائك في أمر اللّه وسرورك في حبّه وحزنك بما ورد على أوليائه لعمر الرّحمن إنّ الأحزان أخذت الإمكان والنّاس في مِرْيَةٍ ونفاق قد أحاط الأعدآء حزب اللّه مالك الأسمآء على شأن ناح به الفردوس الأعلى وسكّان الجنّة العليا والّذين طافوا العرش في العشيّ والإشراق
يا عليّ إنّ الأحزان ما منع ربّك الرّحمن إنّه قام على الأمر على شأن ما خوّفته سطوة العالم ولا ظلم الأمم ينادي بأعلى النّداء بين الارض والسّمآء ويقول قد أتى يوم الميعاد ومالك الايجاد ينطق إنّه لا إله إلّا أنا العزيز الوهّاب
يا عليّ إنّ الصّبيان أرادوا أن يطفئوا نور اللّه بأفواههم ويخمدوا نار السّدرة بأعمالهم قل سحقًا لكم يا مظاهر الأوهام اتّقوا اللّه ولا تنكروا هذا الفضل الّذي به أضائت الآفاق قل قد ظهر مطلع الاسم المكنون إن أنتم تعلمون قد أتى من كان موعودًا في كتب اللّه إن أنتم تعرفون قد أنار أفق العالم بهذا الظّهور الأعظم أن أقبِلوا بقلوب نورآء ولا تكونوا من الّذينهم لا يشعرون قد أتت السّاعة ونرى النّاس صَرْعَى يشهد بذلك عباد مكرمون
يا حيدر قبل عليّ تاللّه قد نفخ في صور البيان أمرًا من لدن ربّك الرّحمن وانصعق به من في الارض والسّماء إلّا الّذين انقطعوا عن العالم متمسّكين بحبل اللّه مولى الأنام هذا يوم فيه أشرقت الأرض بنور ربّك ولكن القوم في غفلة وحجاب إنّا أردنا حيوة أهل العالم وهم أرادوا قتلي كذلك سوّلت لهم أنفسهم في هذا اليوم الّذي تنوّر بأنوار وجه ربّه المقتدر العزيز المختار أمّ الكتاب ينطق والقوم هم لا يسمعون واللّوح المحفوظ قد ظهر بالحقّ والنّاس أكثرهم لا يقرّون أولئك كفروا بنعمة اللّه بعد إنزالها وأعرضوا عن الحقّ علّام الغيوب قد تشبّثوا بأذيال الظّنون معرضين عن اسم اللّه المكنون
قل يا معشر العلمآء أن أنصفوا باللّه ثمّ آتوا بما عندكم من الحجّة والبرهان إن أنتم من أهل هذا المقام المحمود قل أن أقبِلوا إلى مشرق وحي اللّه لنريكم معادل ما عندكم وعند الأحزاب من آيات اللّه وبيّناته وحججه وبرهانه اتّقوا اللّه ولا تكونوا من الّذين حقّت عليهم العذاب من لدى اللّه مالك الوجود هذا يوم فيه ينادي بحر العلم وأظهر لئالئه إن أنتم تعرفون وسمآء البيان ارتفعت بالحقّ من لدى اللّه المهيمن القيّوم لعمر اللّه كينونة العلم تنادي وتقول قد أتى المعلوم الّذي تزيّنت به كتب اللّه العزيز الودود قد ظهر منه كلّ فضل وخير وإليه يعود اتّقوا اللّه يا معشر الجهلآء ولا تظلموا على الّذين ما أرادوا إلّا ما أراده اللّه ولا تتّبعوا أهوائكم إن أنتم تسمعون سيفنى ما ترونه اليوم وتنوحون على ما فرّطتم في جنب اللّه يشهد بذلك هذا اللّوح المسطور
أن افرح بما ذكرناك من قَبْلُ وفي هذا الحين بما لا ينقطع عرفه ولا يتغيّر بدوام أسمآء اللّه ربّ العالمين إنّا قبلنا ذكرك وثنائك وتبليغك وخدمتك في هذا النّبأ العظيم وسمعنا ما نطق به لسانك في المجالس والمحافل إنّ ربّك هو السّميع البصير إنّا زيّنّاك بطراز رضائي في ملكوتي وناديناك من شاطئ الواد الأيمن في البقعة النّوراء خلف قُلزم الكبريآء من سدرة المنتهى إنّه لا إله إلّا أنا اللّه العليم الحكيم قد خلقناك لخدمتي وإعلاء كلمتي وإظهار أمري تمسّك بما خلقت له من لدن آمر قديم
ونذكر أوليائي في هذا الحين ونبشّرهم بعنايات اللّه وما قدّر لهم في كتابي المبين قد سمعتم شماتة الاعدآء في حبّي ورأيتم ظلم الأشقيآء في سبيلي وأنا الشّاهد العليم كم من أرض تزيّنت بدمائكم في سبيل اللّه وكم من مدينة ارتفع فيها ضجيجكم وحنينكم وكم من سجن ساقكم إليه جنود الظّالمين فاعلموا باليقين إنّه ينصركم ويرفعكم في العالم ويظهر مقاماتكم بين الأمم إنّه لا يضيع أجر المقرّبين إيّاكم أن تحزنكم أعمال مطالع الأوهام وما ارتكب كلّ ظالم بعيد خذوا كوب الاستقامة باسم اللّه ثمّ اشربوا منه بسلطانه القويّ القدير كذلك لاحت من أفق سمآء اللّوح شمس شفقتي وعنايتي لتشكروا ربّكم العزيز الكريم البهآء المشرق من أفق ملكوت بياني عليك وعلى الّذين أقبلوا إليك وسمعوا ما نطق به لسانك في هذا الأمر العزيز العظيم.