تاللّه قد ظهر أمّ الكتاب ويدع الكلّ إلى اللّه ربّ العالمين والبحار تنادي قد أظهر البحر الأعظم الّذي يسمع من أمواجه إنّه لا إله إلّا أنا الفرد الخبير والأشجار تصيح وتقول يا ملأ الأرض قد ارتفع حفيف سدرة المنتهى وصرير القلم الأعلى أن استمعوا ولا تكونوا من الغافلين والشّمس تنادي يا معشر العلمآء قد انفطرت سمآء الأديان وانشقّ القمر وكلّ في حشر بديع اتّقوا اللّه ولا تتّبعوا أهوائكم أن اتّبعوا من شهد له كتب اللّه العليم الحكيم قد رجع حديث الطّور في هذا الظّهور والمكلّم يقول قد أتى المقصود واستقرّ على عرش الإيقان إن أنتم من العارفين ووصّى الكلّ بما يرتفع به أمر اللّه ويهدي الكلّ إلى صراطه المستقيم كم من مملوك انجذب من ندآء اللّه وكم من مالك قام على الظّلم على شأن ناح به سكّان الفردوس الأعلى وأهل هذا المقام الكريم كم من فقير شرب رحيق الوحي وكم من غنيّ أعرض وأنكر إلى أن كفر باللّه مالك هذا اليوم المبارك البديع قل خافوا اللّه ثمّ انصفوا في هذا النّبأ الّذي إذا ظهر خضع له كلّ نبأ عظيم قل يا معشر الجهلاء إن تنكروه بأيّ برهان يثبت إيمانكم برسل اللّه من قَبْلُ وبما نزل من ملكوته العزيز المنيع هل يغنيكم ما عندكم وهل يحفظكم أموالكم لا ونفس اللّه المهيمنة على من في السّموات والأرضين ضعوا ما ألّفتموه بأيادي الظّنون والأوهام وخذوا كتاب اللّه الّذي نزّل بأمره المبرم المتين قد حضر كتابك لدى المظلوم وأنزل لك هذا اللّوح الّذي تضوّع منه عرف عناية ربّك المشفق الكريم نسئَل اللّه بأن يجعلك عَلَمًا في مدينة ذكره ويرفع مقامك في هذا الأمر الّذي يرى المخلصون قبائل الأرض في ظلّه إنّ ربّك لهو العليم الخبير ونسئَله بأن يرزقك خير ما في كتابه إنّه لهو السّامع المجيب كن قائمًا على نصرة أمره بجنود الحكمة والبيان كذلك قضي الأمر من لدي اللّه العزيز الحميد طوبى لمقبل أقبل اليوم ولمستقيم ما خوّفته جنود الظّالمين البهآء الظّاهر اللّائح من أفق ملكوت البيان عليك وعلى الّذين أخذوا رحيقه المختوم باسمه القيّوم وشربوا منه رغمًا للّذين كفروا بالّذي آمنوا به وأنكروا هذا النّبأ الّذي شهد له اللّه في كتابه العزيز القديم.