يا محمد قبل حسين كن مستعد لنزول عناية الله رب العالمين

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

يا محمّد قبل حسين، كن مُسْتَعِدًّا لنزول عناية اللّه ربّ العالمين إنّ الرّحمن أراد أن يقذف لك لئالئ العرفان من بحر فضله العزيز المنيع هل من ذي بصر يشهد ويرى وهل من ذي سمع يسمع ندائي الأحلى من الأفق الأعلى وهل من ذي قلب يقبل إلى سدرة المنتهى على شأن لا تضعفه سطوة الملوك ولا ضوضاء المملوك ينطق بالحكمة والبيان في الإمكان ويشهد بما شهد اللّه إنّه لا إله إلّا هو القويّ الغالب المقتدر العليم الحكيم

يا حسين قد ذكر ذكرك لدى المظلوم في السّجن الأعظم وأنزل لك ما لا تعادله كتب العالم يشهد بذلك مالك القِدم ولكن النّاس أكثرهم من الغافلين إنّا نادينا من أفق البرهان من في الإمكان منهم من أخذه عرف بيان ربّه على شأن نبذ ما عند النّاس شوقًا للقآء اللّه ربّ العرش العظيم ومنهم من تحيّر وتوقّف ومنهم من سرع وطار وأجاب مولاه القديم ومنهم من أعرض وأنكر إلى أن كفر باللّه العزيز الحميد ومنهم من أفتى عليه بظلم ناح به كلّ عارف بصير إنّا دعوناهم إلى كوثر الحيوان وهم حكموا على سفك دمي بظلم مبين كذلك أشرقت شمس التّبيان من أفق سمآء بيان ربّك الرّحمن إنّك إذا فزت بأنوارها سبّح بحمد ربّك وقل لك الحمد يا إله العالمين طوبى لك وللّذين ما منعتهم الدّنيا وزخارفها عن هذا الأفق المنير كبّر أحبّائي من قِبَلِي إنّا نوصيهم بالحكمة الّتي أنزلنا حكمها في كتابي البديع.

المصادر
المحتوى