كتاب أنزله الرحمن ليقرّب به من في الإمكان

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

كتاب أنزله الرّحمن ليقرّب به من في الإمكان إلى البحر الّذي تموّج باسمه العظيم من النّاس من أعرض عنه وجادل بالبرهان ومنهم من شرب رحيق الإيقان باسمه المهيمن على العالمين قد خسر الّذين توجّهوا إلى نعيب الغراب معرضين عن إصغآء ما هدرت به الورقآء على أفنان دوحة البقاء إنّه لا إله إلّا أنا العليم الحكيم هذا يوم استضاء من نور الوجه وطافت حوله اللّيالي والأيّام طوبى لبصير رأى ولظمأن فاز بهذا الكوثر المبين طوبى لمن يصدع بالحقّ ويسعى في خدمة أمر ربّه المقتدر القدير أن يا عبد النّاظر إلى الوجه أن استمع نداء ربّك الأبهى من مطلع العظمة والكبريآء إنّه يقرّبك إلى الأفق الأعلى وينطقك بثناء تنجذب به الأشياء وبذكر يؤثّر في الإنشاء إنّ ربّك لهو المهيمن العزيز الخبير أن اجمع أحبّاء اللّه في هناك ثمّ ذكرهم بذكري الجميل قد نزّلنا لهم لوحًا به تضوّع عرف الرّحمن في الأكوان ليفرحنّ ويستقيمنّ على هذا الأمر البديع قد أنزلنا في السّجن كتابًا سمّي لدى العرش بالكتاب الأقدس وفيه شرعنا الشّرايع وزيّنّاه بأوامر ربّك الآمر على من في السّموات والأرضين قل يا قوم تمسّكوا به ثمّ اعملوا بما نزّل فيه من بدايع أحكام ربّكم الغفور الكريم إنّه ينفعكم في الدّنيا والآخرة ويطهّركم عمّا لا ينبغي إنّه لهو المدبّر المبيّن المعطي الباذل العزيز الحميد نعيمًا لك بما وفيت بميثاق اللّه وعهده وفزت بهذا اللّوح الّذي به ثبت ذكرك في لوح الحفيظ كن خادمًا لأمر موليك وذاكرًا بذكره ومثنِّيًا بثنائه لينتبه به كلّ غافل بعيد كذلك مَنَنَّا عليك فضلاً من عندنا وأنا الغفور الرّحيم.

المصادر
المحتوى