إنّا أردنا أن نذكر من أقبل إلينا ونسقيه كوثر العناية

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

إنّا أردنا أن نذكر من أقبل إلينا ونسقيه كوثر العناية مرّة بعد مرّة ليقرّبه إلی أفقي ويزيّنه بأخلاقي ويطيّره في هوائي ويؤيّده علی ما يظهر به تقديس أمري بين خلقي وينطقه بثنائي علی شأن يسرع به كلّ متوقّف ويطير به كلّ ساكن ويذوب كلّ جسد ويسري كلّ منجمد ويفور كلّ منخمد هذا ما ينبغي لمن توجّه إلی وجهي ودخل في ظلّ عنايتي وفاز بآياتي المهيمنة علی العالمين

أن يا عليّ يخاطبك مشرق الأمر بأبدع البيان تاللّه لو كنت حاضرًا لدی العرش وسمعته من لسان العظمة والإقتدار لتفدي جسدك ثمّ روحك ثمّ ذاتك حبّا للّه الملك المهيمن العليم الحكيم ويجذبك جذب النّداء إلی مقام عجزت عن ذكره الأقلام وحارت عن بيانه كلّ متكلّم فصيح فكّر في هذا الظّهور وسلطانه ثمّ انصره بما ينبغي لموليك العزيز الكريم أن اهْدِ النّاس إلی الأفق الأعلی وإنّه هيكله المستقرّ علی عرشه العظيم وبه أنار أفق السّجن وبه استضاء من في السّموات والأرضين إنّا ذكرناك من قبل وفي هذا اللّوح الكريم لتجد عرف الرّحمن مرّة بعد أخری هذا من فضلي عليك أن أحمد ربّك الفضّال البصير لا تحزن من احتجاب الخلق سوف ترونهم متوجّهين إلی اللّه ربّ العالمين قد أحطنا العالم بكلمة العليا سوف يسخّر اللّه بها أفئدة من علی الأرض إنّه لهو المقتدر القدير ونذكر أخاك من هذا المقام ليفرح بذكري إيّاه ويكون من المتذكّرين أن يا حبيب إنّ المحبوب يناديك من شطر سجنه الأعظم ونوصيك بما نزّل من قلمي المقدّس في كتابي الأقدس لتأخذه بقوّة من عندنا وقدرة من لدنّا وأنا الآمر الحكيم طوبی لكم بما أحاطكم الفضل وأيّدكم علی هذا الأمر الّذي به طويت السّمآء ونسفت كلّ جبل باذخ رفيع ونذكر بالرّحمة الكبرى أُمّكم الّتي فازت بعرفان اللّه ونكبّر علی وجهها من هذا المقام المنيع إنّا نذكر كلّكم من الإناث والذّكور ونراكم نفسًا واحدة في هذا المنظر البديع ونبشّركم بالرّحمة الّتي سبقت الكائنات وذكري الّذي أحاط كلّ صغير وكبير إنّ البهآء عليكم يا أهل البهآء أن افرحوا بذكري إنّه معكم في كلّ حين.

المصادر
المحتوى