هو الغالب القادر القهير القدير القيّوم
أَلْحَمْدُ لله الَّذِي أَشْرَقَ شَمْسَ الْبَهاءِ عَنْ مَشْرِقِ الْبَقاءِ وَاسْتَضاءَ مِنْهُ أَهْلُ مَلإِ الْعالِينَ، الَّذِينَهُمْ كانُوا حَوْلَ الْعَرْشِ لَمِنَ الطّائِفِينَ، وَإِنَّهُ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ هُوَ يُحْيِيْ وَيُمِيْتُ ثُمَّ يُمِيتُ وَيُحْيِيْ وَكُلٌّ عِنْدَهُ فِيْ لَوْحٍ حَفِيْظٍ، أَنْ يا مِيْرُ قَبْلَ مُحَمَّدٍ اسْمَعْ ما يَرِنُّ لَكَ عَنْدَلِيْبُ الْفِراقِ حِينَ الَّذِيْ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ وَانْقَضَتْ كُلُّ الْمِيْثاقِ إِلاَّ مِيْثاقُ اللهِ رَبِّكَ الْخَلاَّقِ، وَأُبْطِلَتْ كُلُّ الْكُتُبِ وَالأَوْراقِ إِلاَّ أَلْواحُ رَبِّك الرَّزَّاقِ، أَنِ انْقَطِعْ يا مِيْرُ عَنِ الدُّنْيا وَما فِيها وَما بَيْنَها وَما عَلَيها وَلا تَتَّبِعْ خُطُواتِ الْمُشْرِكينَ، ثُمَّ اتَّكِلْ إِلى الله رَبِّكَ وَكُنْ فِيْ دِينِ اللهِ لَمِنَ الْمُسْتَقِيمِينَ، مِلَّةِ هَذا الْغُلامِ الإِلهِيِّ الْعِراقِيِّ الْمُبِينِ، وَمِنْهُ أُثْبِتَتْ كُلُّ الأَدْيانِ مِنْ أَوَّلِ الَّذِيْ خُلِقَ الآدَمُ مِنَ الْماءِ وَالطِّينِ، وَيُثْبَتُ إِلى أَبَدِ الآبِدِينَ، أَنْ يا مِيْرُ طَهِّرْ مِرْآةَ قَلْبِكَ عَنِ الْكُدُوْراتِ لِتَجِدَ فِيهِ شَبَحَ هَذا الْمَظْلُوْمِ الأَسِيْرِ الَّذِيْ وَقَعَ تَحْتَ سُيُوْفِ الْبَغْضاءِ عَمَّا اكتَسَبَتْ أَيادِيْ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكينَ الَّذِينَ يقُوْلُوْنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ تَاللهِ إِنَّا آمَنَّا بِعَلِيٍّ قَبْلَ نَبِيلٍ وَإِذا جَاءَ مُنْزِلُهُ بِمَلِيك مِنَ الأَمْرِ إِذًا أَنْكرُوْهُ وَكَذَّبُوْهُ إِلى أَنْ أَفْتَوْا على قَتْلِهِ كَما أَفْتَوْا مِلَلُ الْقَبْلِ على النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، وَيشْهَدُ بِذلِكَ لِسانُ سِرِّهِمْ بِأَنْ هُمُ الَّذِينَ يكذِبُوْنَ فِيْ كُلِّ آنٍ وَفِيْ كُلِّ حِيْنٍ، قُلْ يا قَوْمِ أَفَمَنْ كانَ ناظِرًا إِلى شَطْرِ الله كالَّذِيْ يعْبُدُ الأَصْنامَ أَوِ الَّذِيْ يَتْبَعُ الْمُشْرِكينَ، تَالله يا مِيْرُ إِذا تَقُوْلُ بِهِمْ يسْوَدُّ وُجُوْهُهُمْ وَيلْوُوْنَ أَلْسِنَتَهُمْ فِيْ أَفْواهِهِمْ وَلَنْ يَقْدِرُوا أَنْ يُؤْتُوْنَ جَوابَك وَإِنَّ هَذا لَقَوْلُ الصِّدْقِ لَوْ أَنْتَ مِنَ السَّامِعِينَ، أَنْ يا مِيْرُ أَتَسُرُّ فِيْ نَفْسِك بَعْدَ الَّذِيْ بُدِّلَ سُرُوْرُ الْبَهاءِ بِحُزْنٍ عَظِيمٍ، أَتَسْتَبْشِرُ فِيْ رُوْحِكَ بَعْدَ الَّذِيْ غابَ بِشارَةُ اللهِ وَجاءَ بِحُزْنٍ مُبِينٍ، أَتَشْرَبُ الْماءَ بَعْدَ الَّذِيْ كانَ جَمالُ الْبَهاءِ ظَمْئانَ فِيْ الأَعْراءِ وَكانَ الله عَلَى ما أَقُوْلُ لَشَهِيدَ، قُلْ يا مِيْرُ تَاللهِ إِنَّ الَّذِيْ اشْتَهَرَ اسْمُهُ فِيْ الْبِلادِ قامَ على قَتْلِهِ وَكانَ أَنْ يُكَذِّبُهُ فِيْ كُلِّ آنٍ وَفِيْ كلِّ حِينٍ، إِلى أَنْ وَصَلَ الأَمْرُ إِلى هَذا الْمَقامِ الَّذِيْ تَشْهَدُ وَتَري ما وَرَدَ عَلى هَذا الْمَظْلُوْمِ الأَسِيرِ الَّذِيْ سُمِّيَ فِيْ مَلَكوْتِ الْبَقاءِ بِالْبَهاءِ، وَهَذا ما نَزَلَ مِنْ قَلَمِ قُدْسٍ مُنِيرٍ، وَإِنَّكَ يا مِيْرُ فَانْصُرْهُ بِقُوَّةِ الله لِتَكوْنَ لِجَمالِ الْقِدَمِ لَمِنَ النّاصِرِينَ، أَتَسْكنُ يا مِيْرُ فِي الْبُيوْتِ بَعْدَ الَّذِي وَقَعَ الْحُسَينُ تَحْتَ سُيوْفِ أَهْلِ الْقُنُوْتِ، أَتَنامُ عَلَى الْفِراشِ بَعْدَ الَّذِيْ كانَ نَيِّرُ الآفاقِ بَيْنَ يَدَيِّ هَؤُلاءِ الْفُسَّاقِ وَلَنْ يَنْعَسَ فِيْ أَمْرِ اللهِ لا فِيْ أَزَلِ الآزالِ وَلا فِيْ أَبَدِ الآبِدِينَ، كذلِك أَخْبَرَك بِالصِّدْقِ لِتَكوْنَ مُطَّلِعًا بِما وَرَدَ على هَذا الْجَمالِ الدُّرِّيِّ الأَمِينِ مِنْ أَيادي ظُلْمِ هَؤُلاءِ الْفاسِقِينَ، أَنْ يا مِيْرُ طَهِّرِ النَّظَرَ عَنْ حُدُوْداتِ الْبَشَرِ وَلا تَتَّبِعْ خُطُواتِ مَنْ مَكَرَ وَغَدَرَ، ثُمَّ انْظُرْ بِهَذا الْمَنْظَرِ الأَكبَرِ لِتَطْلَعَ بِما هُوَ الْمَكنُوْنُ فِيْ خَزائِنِ قُدْسٍ مُبِينٍ، ثُمَّ اقْرَأْ هَذا الدُّعاءَ: فَسُبْحانَكَ الَّلهُمَّ يا إِلهِيْ أَسْئَلُك مِنْ أَنْوارِ جَمالِك وَبِإِشْراقاتِ شَمْسِ فَضْلِكَ وَإِفْضالِكَ أَنِ انْقَطِعْنِيْ عَمَّا خُلِقَ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَتَجْعَلُنِيْ خالِصًا لِوَجْهِك الْبَهِيِّ الأبْهَى وَمُخْلِصًا لِدِينِكَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى، يا مَنْ كُنْتَ مُقَدَّسًا عَمَّا يُعْرَفُ وَيُقالُ وَعَمَّا يُشْهَدُ بِالْمَقالِ، ثُمَّ أَسْئَلُكَ يا إِلهِيْ مِنْ سَحابِ جُوْدِكَ وَمَكرُمَتِكَ وَمِنْ غَمامِ عِنايَتِك وَمَرْحَمَتِك أَنْ أَمْطِرْ على أَرْضِ قَلْبِي أَمْطارَ عِزِّ رَأْفَتِك لِينْبُتَ مِنْهُ نَباتُ عِلْمِكَ وَحِكمَتِك لِيجْعَلَنِيْ مُتَوَكِّلاً إِلى طَلْعَةِ أَبْهائِيَّتِكَ، أَي رَبِّ إِنَّ الْمُشْرِكوْنَ ما عَرَفُوا جَوْهَرَ ذاتِك وَغَشَوْا أَعْيُنَهُمْ بِغَشاوَةِ الشِّرْكِ إِلى أَنْ أَفْتَوْا عَلى قَتْلِ مَظْهَرِ نَفْسِك الْبَهِيِّ الأبْهَى، وَقامُوا عَلى ذلِك لِيقُوْمَنَّ النَّاسُ على هَذا الْفِعْلِ وَزَلُّوا بَعْضَ النَّاسِ مِنْ صِراطِك عَمَّا خَرَجَ قَوْلُ الْباطِلِ عَنْ أَفْواهِهِمْ، إِذًا أَنْتَ يا مَحْبُوْبِيْ خُذْهُمْ بِعَذابِكَ الشَّدِيدَةِ بِما اكتَسَبَتْ أَيادِيهِمْ وَإِنَّك أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلى ما تَشاءُ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكمُ ما تُرِيدُ وَإِنَّك أَنْتَ الْمُبْدِءُ وَالْمُعِيدُ وَإِنَّك أَنْتَ السَّمِيعُ الْمُسْتَجابُ، ثُمَّ اغْفِرْ لِيْ يا محْبُوْبِيْ خَطايائِيْ ثُمَّ اسْتُرْ لِيْ يا مَسْجُوْدِيْ عُيوْبِيْ وَلا تَغْفَلْنِيْ بِأَقَلَّ مِنْ آنٍ عَنْ ذِكرِ جَمالِك وَإِنَّك أَنْتَ الْحَقُّ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ إِلَيك الْمَبْدَءُ وَالْمآبُ، لَنْ يعْرِفَ إِنِّيَّتَكَ كلُّ ذِيْ عَقْلٍ مُسْتَطابٍ، وَإِنَّكَ أَنْتَ يا مِيرُ قَبْلَ مُحَمَّدٍ اسْمَعْ نِدائِيْ وَلا تَكنْ مِنَ الْغافِلِينَ، أَنِ انْقَطِعْ عَمَّا خُلِقَ فِي التُّرابِ إِنَّهُ َيَفْنَى وَيبْقَى كَلِماتُ رَبِّك فِيْ أَبَدِ الْعالَمِينَ، وَالرَّوْحُ وَالْعَلاءُ وَالْكبْرِياءُ عَلَيك وعَلى مَنْ كانَ لِقَوْلِيْ لَمِنَ السَّامِعِينَ.