هو العزيز الجميل
سُبْحانَ الَّذِيْ بِيَدِهِ مَلَكوْتُ مُلْكِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَإِنَّهُ كانَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيمًا، لَهُ الْجُوْدُ وَالْفَضْلُ يُعْطِيْ لِمَنْ يَشاءُ ما يَشاءُ وَإِنَّهُ كانَ عَنِ الْعالَمِينَ غَنِيًّا، قُلْ يا قَوْمِ اسْمَعُوْا نِداءَ اللهِ عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُرْتَفِعَةِ الْمُبارَكَةِ الَّتِيْ نَبَتَتْ فِيْ أَرْضِ الْقُدْسِ مَقامِ قُرْبٍ مَحْمُوْدًا، بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَنَّ نُقْطَةَ الْبَيانِ نَفْسُهُ وَجَمالُهُ وَما هُوَ الْمَسْتُوْرُ ظُهُوْرُهُ وَسُلْطانُهُ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَكَذلِكَ كانَ الأَمْرُ مِنْ شَجَرَةِ النَّارِ فِيْ بُقْعَةِ النُّوْرِ مَشْهُوْدًا، قُلْ هَذا لَوْحٌ تَجَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِأَنْوارِ قُدْسٍ مَحْبُوْبًا، قُلْ إِنَّ الْجَبَلَ لَمَّا تَجَلَّى اللهُ عَلَيهِ انْدَكَّ فِي الْحِينِ وَصارَ هَبآءً مَتْرُوْكًا، وَهَذا اللَّوْحُ جَعَلَهُ اللهُ مَحَلَّ تَجَلِّيهِ فِيْ هَذا الآنِ وَ يتَجَلَّى عَلَيهِ جَمالُ الْقِدَمِ بِما َيظْهَرُ مِنْ هَذا الْقَلَمِ الَّذِيْ كانَ بِإِصْبَعِ اللهِ حِينَئِذٍ مَأَنُوْسًا، أَنْ يا أَهْلَ الأَرْضِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ أَنْفُسِكُمْ فَاتَّبِعُوا أَمْرَ الَّذِيْ كانَ مِنْ فَجْرِ اللهِ مَشْرُوْقًا، قُلْ لَنْ ينْفَعَكُمُ الْيَوْمَ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلَوْ تَأْخُذُوْنَ كُلَّ الْعالَمِينَ لأَنْفُسِكُمْ ظَهِيرًا، وَلَنْ يَمُدَّكُمْ أَسْبابُ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَلَوْ تَجْعَلُوْها لأَنْفُسِكُمْ مُعِينًا، إِلاَّ بِأَنْ تَدْخُلُوا فِيْ ظِلِّ هَذا الْوُجْهِ الَّذِيْ اسْتَوَى على السِّجْنِ بِما كانَ فِي الأَلْواحِ مَكْتُوْبًا، فَادْخُلُوا فِيْ دِينِ اللهِ ثُمَّ اتَّبِعُوا ما حُدِّدَ فِي البَيانِ وَكانَ مِنْ سَمآءِ الْقُدْسِ مَنْزُوْلاً، أَنْ لا تَحْرِمُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ بَيْتِ الْحَرامِ وَلا تَخْتَلِفُوا فِيْ أَمْرِ اللهِ وَلا تَدَعُوا صَحائِفَ الله وَراءَ ظُهُوْرِكُمْ وَهَذا مِنْ أَمْرِيْ عَلَيْكُمْ وَعَلى الْعالَمِينَ جَمِيعًا، يا قَوْمِ كُنَّا بَيْنَكُمْ فِيْ سِنِينَ مُتَوالِياتٍ وَكُنَّا مَعَكُمْ كَأَحَدٍ مِنْكُمْ وَكانَ اللهُ عَلى ما أَقُوْلُ شَهِيدًا، وَوَرَدْتُمْ عَلَيَّ فِيْ كُلِّ حِينٍ ما لا وَرَدَ أَحَدٌ على أَحَدٍ كأَنِّيْ كُنْتُ فِيْ سِجْنِ أَنْفُسِكُمْ مَسْجُوْنًا، وَدَعَوْنا اللهَ فِيْ صَباحِ الْقُدْسِ وَعَشِيِّ الْقُرْبِ إِلى أَنْ نَجَّانا عَنِ الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا إِلى أَنْ وَرَدْنا فِيْ هَذا السِّجْنِ الَّذِيْ كانَ خَلْفَ جِبالٍ مَرْفُوْعًا، وَنَشْكرُ الله فِيْ ذَلِك وَنَحْمَدُهُ على ما جَرَى وَنَصْبِرُ بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ وَنَذْكرُهُ فِيْ كُلِّ طُلُوعٍ وَأُفُوْلاً، وَالرَّوْحُ عَلَيْكُمْ يا مَلأَ الْبَيانِ إِنْ تَسْلُكوا سُبُلَ عِزٍّ مَحْمُوْدًا وَصِراطَ قُدْسٍ مَمْدُوْدًا.