هو الفرد في جبروت البهاء أَنْ يا اسْمَ الَّذِيْ سُمِّيتَ بِاسْمِيْ

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

هو الفرد في جبروت البهاء

أَنْ يا اسْمَ الَّذِيْ سُمِّيتَ بِاسْمِيْ فِيْ مَلَكوْتِ الأَسْماءِ اسْمَعْ ما يُلْقِيكَ الرُّوْحُ مِنْ سَماءِ عِزٍّ بَدِيعًا، ثُمَّ اسْتَقِمْ على حُبِّ اللهِ وَدِينِهِ لأَنَّا شَهِدْنا النَّاسَ فِيْ تِلْك الأَيَّامِ عَلَى وَهْمٍ كانَ على سِرِّ السَّطْرِ غَلِيظًا وَإِنَّكَ فَاخْرُقْ سُبُحاتِ الْوَهْمِ بِأَنامِلِ الْقُدْرَةِ مِنْ لَدُنْ عَزِيزٍ قَدِيرًا، إِيَّاكَ أَنْ تَلْتَفِتَ إِلى الَّذِينَ يأْمُرُوْنَ النَّاسَ بِالشِّرْكِ فِيْ هَذا الْغُلامِ الَّذِيْ ينْطِقُ الرُّوْحُ فَوْقَ رَأْسِهِ بِأَنْ تَاللهِ هَذا جَمالٌ يطُوْفَنَّ فِيْ حَوْلِهِ مَلَكوْتُ قُدْسٍ رَفِيعًا، كَذَلِكَ أَذْكرْناكَ فِيْ اللَّوْحِ لِتُذَكِّرَ النَّاسَ بِاللهِ رَبِّكَ وَتُدْخِلَهُمْ فِيْ شاطِئِ اسْمٍ بَهِيًّا، قُلْ تَاللهِ كُلُّما أَنْتُمْ سَمِعْتُمْ مِنْ دُوْنِيْ هُوَ خَلْقِيْ وَكانَ اللهُ بِذَلِك شَهِيدًا، وَما أَنْتُمْ سَمِعْتُمْ بَينَ النَّاسِ هُوَ مِنْ أَمْرِيْ وَما اطَّلَعَ بِهِ إِلاَّ نَفْسُ الْحَقِّ وَعَنْ وَرائِيْ أَنْفُسٌ مَعْدُوْدًا، فَلَمَّا أَخَذَهُمُ الْغُرُوْرُ وَاسْتَكبَرُوا على اللهِ إِذًا كَشَفْنا الْحِجابَ وَأَظْهَرْنا الأَمْرَ لِيكوْنَ النَّاسُ فِيْ دِينِ رَبِّهِمْ تَقِيًّا، وَإِنَّكَ أَنْتَ فَاشْكرِ اللهَ بِما سَتَرَ عَنْكَ ما وَرَدَ عَلَى جَمالِ اللهِ مِنْ عِبادِهِ وَكُنْ عَلى شُكْرٍ عَظِيمًا، تَاللهِ لَوْ تَطَّلِعُ لَتَبْكيْ فِيْ رُوْحِك وَتَنْقَطِعُ عَنْ كُلِّ مَنْ يَمْشِيْ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ وَلا تَجْلِسُ مَعَ أَحَدٍ وَلا تَأْنَسُ مَعَ نَفْسٍ وَتَتَّخِذُ لِنَفْسِكَ مَكَانًا بَعِيدًا، وَبَلَغَ الظُّلْمُ إِلى مَقامِ الَّذِيْ يقْتُلُوْنَنِيْ بِأَسْيافِهِمْ ثُمَّ يرْجِعُوْهُ إِلى أَنْفُسِهِمْ لِيُدْخِلُوا بِهِ الْبَغْضاءَ فِيْ قُلُوْبِ الْعِبادِ وَكذَلِك يَمْكُرُوْنَ فِيْ أَمْرِ رَبِّك قُلْ إِنَّهُ لأَشَدُّ مَكْرًا وَأَعْظَمُ تَنْكِيلاً، إِيَّاكَ أَنْ تَسْتَقِرَّ على مَقامِكَ ثُمَّ ادْعُوْ النَّاسَ إِلى جِهَةِ الْعَرْشِ وَكُنْ فِيْ تَبْلِيغٍ مُبِينًا، وَإِنْ يَمَسُّكَ مِنْ ضُرٍّ فَاصْبُرْ ثُمَّ اصْطَبِرْ لأَنَّ رَبَّكَ يَأْتِيكَ بِسُرُوْرٍ جَمِيلاً، قُلْ يا قَوْمِ إِنْ تَكفُرُوا بِما نَزَلَ مِنْ جِهَةِ الْعَرْشِ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ آمَنْتُمْ بِاللهِ إِذًا فَأْتُوا بِهِ وَلا تَوَقَّفُوا أَقَلَّ مِنْ حِينًا، كذَلِك أَمَرْناكَ ما نَزَلَ مِنْ جَمالِ الْقِدَمِ عَلى هَذا الْقَلَمِ الَّذِيْ كانَ فِيْ الإِبْداعِ بِإِذْنِ الله مَشْهُوْدًا، وَالرَّوْحُ وَالْعِزَّةُ وَالْبَهاءُ عَلَيكَ وَعلى الَّذِينَ وَرَدُوْا على بُقْعَةِ عِزٍّ بَدِيعًا. إِيَّاكَ أَنْ تَحْزَنَ فِيْ أُمِّكَ فَإِنَّها قَدْ رُفِعَتْ إِلى الرَّفِيقِ الأَعْلى مَقَرِّ قُدْسٍ مَنِيعًا، وَدَخَلَتْ فِيْ غُرُفاتِ الْفِرْدَوْسِ مَقَامِ الَّذِيْ كانَتِ الأَنْوارُ عَنْ أُفُقِهِ مَشْرُوْقًا، وَأَخَذَتْها هُبُوْبُ أَرْياحِ الْفَضْلِ وَطَهَّرَتْها عَنِ الْعِصْيانِ وَكذَلِكَ أَحاطَها فَضْلُ رَبِّكَ الرَّحْمنِ وَإِنَّ فَضْلَهُ قَدْ كانَ عَلَى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، فَهَنِيئًا لَها بِما شَرِبَتْ عَنْ كأُوْسِ الْقُدْسِ وَزارَتْ جَمالَ اللهِ عَلى فِرْدَوْسِ عِزٍّ مَكِينًا، وَحِينَ اسْتِرْقائِها إِلى سِدْرَةِ الْبَقاءِ اسْتَقْبَلَتْها الْحُوْرِيَّاتُ عَنْ غُرَفِ الأبْهَى وَمَعَهُنَّ مِنَ الْمَلائِكةِ قَبِيلاً، كَذَلِكَ يَرْزُقُ اللهُ ما يَشاءُ َويُنْزِلُ الْفَضْلَ على عِبادِهِ وَإِنَّهُ كانَ بِأَحِبَّائِهِ لَغَفُوْرًا رَحِيمًا.

المصادر
المحتوى
OV