هو البهيّ في أفق الأبْهَى
هَذا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَجَعَلَهُ اللهُ آيَةَ ظُهُوْرِهِ وَسُلْطَانَ أَمْرِهِ بَيْنَ السَّمواتِ وَالأَرْضِ وَإِنَّهُ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرًا وَيشْهَدُ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَنَّ عَلِيًّا مَظْهَرُ نَفْسِهِ بَينَ الْعالَمِينَ جَمِيعًا، وَأَنَّ بَهائَهُ لَظُهُوْرُهُ ثُمَّ بُطُوْنُهُ وَعِزُّهُ وَشَرَفُهُ وَبُرْهانُهُ لِمَنْ فِيْ مَلَكوْتِ الأَمْرِ وَالْخَلْقِ وَكَذَلِكَ كانَتْ رَحْمَتُهُ عَلى الْعالَمِيْنَ مُحِيطًا، إِنَّ الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَآياتِهِ أُوْلَئِكَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شَأْنٍ وَأُوْلَئِكَ كانُوا عَنْ مَعِيْنِ هَذا التَّسْنِيْمِ مَحْرُومًا، يا قَوْمِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تَخْتَلِفُوا فِيْ أَمْرِهِ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ تَجِدُوا فِيْ قُلُوْبِهِمُ الْبَغْضاءَ مِنْ هَذا الْجَمالِ الَّذِيْ ظَهَرَ على هَيْكَلِ التَّثْلِيثِ فِيْ هَيْئَةِ التَّرْبِيعِ مَشْهُوْدًا، إِيَّاكُمْ يا قَوْمِ لا تَدَعُوا كِتابَ اللهِ عَنْ وَرائِكُمْ أَنِ اتَّبِعُوا مِلَّةَ اللهِ وَدِينَهُ وَإِنَّهُ الْيَوْمَ حُبِّيْ وَكانَ اللهُ على ذَلِك شَهِيدًا، وَإِذا زَيَّنْتُمْ هَيْكَلَ الإِيمانِ بِقَمِيصِ حُبِّيْ فَاشْكُرُوا اللهَ بِما أَيَّدَكمْ عَلى ذَلِكَ إِنَّهُ ما مِنْ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ وَكُلٌّ عِنْدَهُ فِيْ أَلْواحٍ حَفِيظًا، أَنِ اسْمَعُوا يا قَوْمِ نِداءَ رَبِّكُمْ عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الْحَمْراءِ عَلى بُقْعَةِ الْبَقاءِ فِيْ فِرْدَوْسِ رَبِّكُمُ الْعَلِيِّ الأَعْلَى إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنا وَإِنِّيْ قَدْ كنْتُ عَلى يَمِيْنِ الصِّراطِ عَلى الْحَقِّ مَوْقُوْفًا، وَأَشْهَدُ الَّذِيْنَ هُمْ يَمُرُّوْنَ عَلَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ عَنْهُ كَالْبَرْقِ السَّائِرِ مِنَ الْغَمامِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ بِصَدْرِهِ وَمِنْهُمْ بِرِجْلَيْهِ وَمِنْهُمْ مَنْ وَقَفَ تِلْقائَهُ وَكَذَلِك أَشْهَدْناهُمْ وَكُنَّا عَلى ذَلِكَ شَهِيْدًا، أَنْ يا قَلَمَ الأَمْرِ ذَكِّرْ عِبادَ الَّذِيْنَهُمْ دَخَلُوا بُقْعَةَ الْفِرْدَوْسِ مَقامَ الَّذِيْ كانَتِ الأَنْوارُ عَنْ أُفُقِهِ مَشْهُوْدًا، وَمِنْهُمْ مَنْ دَخَلَ تِلْقاءَ الْعَرْشِ وَسَمِعَ نَغَماتِ اللهِ وَكانَ مِنَ الْفائِزِيْنَ فِيْ أُمِّ الْكِتابِ مِنْ قَلَمِ الرُّوْحِ مَكْتُوْبًا، وَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَما وُفِّقَ بِالدُّخُوْلِ فِيْ حَرَمِ الْكِبْرِياءِ مَقامِ الَّذِيْ طَهَّرَهُ اللهُ عَنْ عِرْفانِ الْخَلائِقِ مَجْمُوْعًا، وَلِكُلٍّ نَصِيْبٌ فِيْ كِتابِ رَبِّكَ وَلا يَعْقِلُ ذَلِكَ إِلاَّ مَنْ أَيَّدَهُ اللهُ عَلى الأَمْرِ وَجَعَلَهُ مِنَ الْمُوْقِنِينَ فِيْ أُمِّ الأَلْواحِ مَذْكوْرًا، أَنْ يا قَلَمَ الْقِدَمِ ذَكِّرْ عَبْدَنا يُوْسُفَ الَّذِيْ دَخَلَ سِيناءَ الأَمْرِ وَسَمِعَ نِداءَ اللهِ مِنْ سِدْرَةِ الْمُرْتَفِعَةِ عَلى شاطِئِ قُلْزُمِ الْبَهاءِ بِأَنِّيْ أَنا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَإِنِّيْ قَدْ كُنْتُ عَلى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، أَنْ يا عَبْدُ فَاشْكُرِ اللهَ رَبَّكَ بِما رَزَقَكَ عِرْفانَ مَظْهَرِ نَفْسِهِ وَحَضَرَكَ تِلْقاءَ الْعَرْشِ وَأَسْمَعَكَ نَغَماتِ الَّتِيْ بِها اجْتُذِبَتْ حَقائِقُ كُلِّ الأَشْياءِ عَمَّا خُلِقَ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَكَذَلِكَ كانَ فَضْلُ رَبِّكَ مُحِيطًا، أَنْ يا عَبْدُ قُمْ عَلى الأَمْرِ بِاسْتِقامَةٍ مِنْ لَدُنَّا وَقُدْرَةٍ مِنْ عِنْدِنا وَلا تَخَفْ مِنْ أَحَدٍ وَإِنَّا نَحْرُسُك عَنْ كُلِّ ظالِمٍ شَقِيًّا، قُلِ اتَّقُوا اللهَ يا قَوْمِ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْ دُوْنِهِ رَبًّا لأَنْفُسِكُمْ ثُمَّ كَسِّرُوا أَصْنامَ الْوَهْمِ وَالْهَوَى بِسُلْطانِي الْعَلِيِّ الأَعْلى وَإِنَّ هَذا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ أَنْتُمْ بِهِ عَلِيمًا، فَسَوْفَ يَدْخُلُ الشَّيْطانُ بَيْنَكمْ وَيأْمُرُكُمْ عَلى بُغْضِ الْغُلامِ إِذًا فَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ وَلا تَقَرَّبُوا بِهِ وَإِنَّ هَذا ما يَحْكُمُكُمْ بِهِ اللهُ وَإِنَّهُ يَحْكُمُ ما يَشاءُ بِسُلْطانٍ مُبِيْنًا، قُلِ الْيَوْمَ لَنْ يَنْفَعَ أَحَدًا شَيءٌ إِلاَّ بَعْدَ حُبِّيْ وَلَوْ يَأْتِيْ بِكُتُبِ الْعالَمِيْنَ جَمِيعًا، إِنَّ الَّذِينَ لَمْ تَجِدُوا مِنْهُمْ رائِحَةَ الرَّحْمنِ لا تُقْبِلُوا إِلَيْهِمْ وَلَوْ يَأْتُوْنَكُمْ بِأَلْواحٍ عَدِيدًا، أَنْ يا يُوْسُفُ قُمْ عَنْ رَقْدِكَ ثُمَّ ذَكِّرِ النَّاسَ بِما أَلْهَمَك الرُّوْحُ فِيْ هَذا اللَّوْحِ الَّذِيْ كانَ عَلى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ كُلَّما سَمِعْتَ قَدْ ظَهَرَ مِنْ عِنْدِيْ وَما أَشَرْنا بِهِ إِلى دُوْنِيْ ذَلِكَ مِنْ حِكْمَةِ الَّتِيْ كانَتْ عَنِ الْعَالَمِينَ مَسْتُوْرًا، ثُمَّ اعْلَمْ بِأَنَّ الَّذِيْ خُلِقَ بِأَمْرِيْ وَذُوِّتَ بِقَوْلِيْ قَدْ قامَ عَلَيَّ وَأَعْرَضَ عَنِ اللهِ وَكَفَرَ بِآياتِهِ وَجاحَدَ بِبُرْهانِهِ وَكانَ مِنَ الْمُشْرِكيْنَ مَحْسُوْبًا، إِيَّاكُمْ أَنْ يَمْنَعَكُمُ الدُّنْيا وَما فِيها عَمَّا قُدِّرَ لَكُمْ فِيْ سَماءِ عِزٍّ رَفِيعًا، فَاشْدُدْ ظَهْرَكَ لِنَصْرِ اللهِ وَأَمْرِهِ ثُمَّ لِخِدْمَةِ اللهِ وَعِزِّهِ وَكذَلِكَ يَأْمُرُكَ قَلَمُ الْعِزِّ مِنْ جَبَرُوْتِ عِزٍّ مَنِيعًا، قُلْ قَدِ اسْوَدَّتْ وُجُوْهٌ لَنْ تَسْتَشْرِقَ مِنْهُ أَنْوارُ حُبِّ رَبِّيَ الأبْهَى وَعَمَتْ أَبْصارٌ لَنْ تَرْتَدَّ إِلى شَطْرِ رَحْمَتِهِ الْكُبْرَى وَخَرِسَتْ لِسانٌ لَنْ يَتَحَرَّكَ عَلى ذِكرِهِ الأَحْلى وَانْعَدَمَتْ نَفْسٌ لَنْ تَقُوْمَ عَلى النَّصْرِ فِيْ هَذا الأَمْرِ الَّذِيْ أَشْرَقَ عَنْ أُفُقِ قُدْسٍ لَمِيْعًا، كَذَلِكَ عَلَّمْناكَ لِتَعْلَمَ سَبِيْلَ رَبِّكَ لِئَلاَّ يُضِلَّكَ كُلُّ مُنْكِرٍ أَثِيمًا، ثُمَّ ذَكِّرْ حَرْفَ الْمِيمِ قَبْلَ جَعْفَرٍ لِيتَذَكَّرَ فِيْ نَفْسِهِ وَيَكُوْنَ مِنَ الذَّاكرِيْنَ فِيْ تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِيْ كانَتِ الْعِبادُ عَنْ شاطِئِ الْقُدْسِ مَحْرُوْمًا، قُلْ يا عَبْدُ إِنَّا أَرَيْناكَ فِيْ الْمَنامِ مِنْ قَبْلُ ما يَهْدِيك إِلى سَبِيْلِ رَبِّكَ إِذًا قُمْ بِأَمْرِ مَوْلاكَ ثُمَّ بَلِّغِ النَّاسَ هَذا الأَمْرَ الَّذِيْ انْدَكَّتْ عَنْهُ كُلُّ جَبَلٍ رَفِيعًا، كُنْ مُنادِيَ الأَمْرِ بَيْنَ عِبادِنا ثُمَّ اجْمَعْهُمْ عَلى حُبِّيْ وَإِنَّ هَذا لَخَيْرٌ قَدْ كانَ فِيْ الْكِتابِ عَظِيْمًا، إِيَّاكَ أَنْ يَمْنَعَكَ شَيْءٌ عَنْ ذِكْرِ رَبِّكَ دَعِ الدُّنْيا عَنْ وَرائِكَ ثُمَّ اتَّخِذْ فِيْ ظِلِّ رَبِّكَ مَقامًا أَمِينًا، قُلْ يا قَوْمِ لا تُجادِلُوا بِآياتِ اللهِ إِذْ أُنْزِلَتْ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِيْنَ كَفَرُوا وَأَشْرَكُوا وَكانُوا عَنْ نَغَماتِ اللهِ مَحْرُوْمًا، أَنِ اتَّبِعُوا ما يُلْقِي الرُّوْحُ عَلَيْكُمْ ثُمَّ أَجِيْبُوا دَاعِيَ اللهِ بَيْنَكُمْ ثُمَّ ادْعُوا النَّاسَ بِالْحَجِّ الأَعْظَمِ الَّذِيْ كانَ عَلى هَيْكَلِ الْغُلامِ مَشْهُودًا، ثُمَّ أَلْقِ التَّكبِيرَ عَلى وَجْهِ الَّذِيْ سُمِّيَ بِمِيرْزا ثُمَّ بَشِّرْهُ بِعِناياتِ رَبِّهِ لِيَكوْنَ مُسْتَبْشِرًا فِيْ نَفْسِهِ وَكذَلِكَ أَمَرْناكَ بِالْحَقِّ لِيُحِيطَ فَضْلُ اللهِ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَهُمْ كانُوا فِيْ ظِلِّ هَذا الأَمْرِ مَسْكوْنًا، أَنْ يا عَبْدُ اذْكُرْ رَبَّكَ فِيْ الْعَشِيِّ وَالإِشْراقِ ثُمَّ اتَّخِذْ لِنَفْسِكَ مَقامًا كانَ لَدَى الْعَرْشِ مَحْمُوْدًا، فَهَنِيئًا لَكَ بِما فُزْتَ بِلِقاءِ رَبِّكَ وَكُنْتَ مِنَ الطَّائِفِينَ فِيْ حَوْلِ هَذا الْبَيتِ الَّتِيْ كانَتْ عَلى الْعالَمِينَ مُحِيطًا، تَجَنَّبْ عَنْ أَعْدائِيْ وَلا تُعاشِرْ مَعَهُمْ وَكُنْ فِيْ حِفْظٍ جَمِيلاً، تَالله مَنِ اسْتَقامَ عَلى حُبِّيْ لَيَجْعَلُهُ اللهُ مُقْتَدِرًا عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَيبْعَثُهُ تِلْقاءَ الْعَرْشِ فِيْ فِرْدَوْسِ الأَعْظَمِ عَلى جَمالٍ كانَ مِنْ نُوْرِ الْعِزِّ مُنِيرًا، أَنْ اثْبُتْ عَلى الأَمْرِ بِحَيْثُ لا يَزِلُّكَ أَقْوالُ الَّذِينَهُمْ كَفَرُوا وَأَشْرَكُوا وَكانُوا عَنْ شاطِئِ الْعَدْلِ بَعِيدًا، ثُمَّ أَلْقِ التَّكبِيرَ عَلى الَّذِينَ حَضَرُوا تِلْقاءَ الْعَرْشِ ثُمَّ الَّذِينَ ما فازُوا بِلِقاءِ اللهِ وَلَكنَّ اللهَ قَبِلَ عَنْهُمْ وَيَجْزِيهِمْ مِنْ فَضْلِهِ جَزاءً مَوْفُوْرًا، وَيَرْزُقُهُمْ مِنْ سَماءِ الأَمْرِ مِنْ نِعْمَةِ الَّتِيْ كانَتْ عَنْ غَمَامِ الرُّوْحِ مَنْزُوْلاً، كَذَلِكَ أَلْهَمْناكَ وَأَرْسَلْنا إِلَيْكَ رَوائِحَ الرَّحْمنِ مِنْ نَفَسِ السُّبْحانِ لِتَكوْنَ عَلى الأَمْرِ فِيْ سَبِيلِ رَبِّكَ شَدِيدًا، وَالرَّوْحُ وَالْعِزَّةُ وَالْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى كُلِّ صَغِيْرٍ وَكبِيْرًا.