باسم الله البهيّ الأبهى تِلْكَ آياتُ الأَمْرِ نَزَلَتْ بِالْحَقِّ

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

باسم الله البهيّ الأبهى

تِلْكَ آياتُ الأَمْرِ نَزَلَتْ بِالْحَقِّ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَيُوْمًا، وَفِيْها ارْتَفَعَتْ صَرِيْخُ اللهِ بِما مَسَّتْهُ أَنامِلُ الْبَغْضاءِ مِنْ كُلِّ مُشْرِكٍ مَبْغُوْضًا، قُلْ يا قَوْمِ لا تَقْطَعُوا عَضُدَ اللهِ بِسُيُوْفِ الْغِلِّ وَلا رَأْسَهُ بِصَمْصامِ الْبَغْضاءِ اتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْمِدُوا نارَ اللهِ بَيْنَكُمْ وَلا تَجْعَلُوا أَنْفُسَكُمْ عَنْ رَشَحاتِ هَذا الْفَضْلِ مَحْرُوْمًا، إِنَّ الَّذِيْنَ يُنْكُرُوْنَ رَحْمَةَ الَّتِيْ نَزَلَتْ مِنْ سَحابِ الأَمْرِ أُوْلَئِكَ اتَّخَذُوا الأَصْنامَ لأَنْفُسِهِمْ أَرْبابًا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَكانَ الْجَمالُ عَنْ أَعْيُنِهِمْ مَسْتُوْرًا، وَإِنَّهُمْ لَوْ يُشْهَدُوْنَ لا يَشْهَدُوْنَ كَذَلِكَ خَلَقْناهُمْ صَمَّأَ مِنْ غَيْرِ بَصَرٍ وَجَعَلْناهُمْ بَكْمأَ عَلى أَرْضِ الذُّلِّ مَحْشُوْرًا، قُلْ إِنَّ الَّذِيْنَهُمُ اعْتَرَضُوا عَلى ذاتِ نَفْسِ رَبِّكَ ثُمَّ يَذْكرُوْنَ نُقْطَةَ الْبَيانِ أُوْلَئِكَ فِيْ فَجْوَةٍ مِنَ النَّارِ وَأُوْلَئِكَ يَوْمَئِذٍ خَلْفَ حِجابِ الْهَوَى عَلى تُرابِ النَّفْسِ مَطْرُوْحًا، قُلْ يا قَوْمِ أَتَذْكُرُوْنَ سُلْطانَ الْبَيانِ وَتَكْفُرُوْنَ بِذاتِهِ فَوَيْلٌ لَكُمْ بِما أَلْقى الشَّيْطانُ فِيْ أَنْفُسِكُمُ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ التُّقَى ثُمَّ قَدِّسُوا قُلُوْبَكُمْ عَنْ مَسِّ الشَّيْطانِ وَأَتْباعِهِ إِنَّهُ كانَ لِلإِنْسانِ عَدُوًّا مَشْهُوْدًا، إِنَّ الَّذِيْنَ تَجِدُ فِيْ قُلُوْبِهِمْ رائِحَةَ النِّفاقِ مِنْ نَيِّرِ الأَمْرِ أُوْلَئِكَ لَنْ يَجِدُوا لأَنْفُسِهِمْ فِيْ أُمِّ الْكِتابِ نَصِيْبًا مَفْرُوْضًا، قُلْ إِنْ أَنْتُمْ تُحِبُّوْنَ نُقْطَةَ الْبَيانِ لِمَ تَصَرَّفْتُمْ فِيْ حَرَمِهِ وَكَفَرْتُمْ بِآياتِهِ بَعْدَ إِنْزالِها وَحَرَّفْتُمْ كَلِمَةَ الَّتِيْ كانَتْ فِيْ كُلِّ الأَلْواحِ مِنْ قَلَمِ اللهِ مَرْقُوْمًا، إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ اتَّخَذْتُمُ الْوَهْمَ لأَنْفُسِكُمْ رَبًّا مِنْ دُوْنِ اللهِ بَعْدَ الَّذِيْ كُنْتُمْ فِيْ أَرْضِ الأسْماءِ بِاسْمِ اللهِ مَشْهُوْرًا، أَنْ أَصْغُوا يا قَوْمِ كَلِمَةَ اللهِ ثُمَّ اسْتَسْقُوا مِنْ رَحِيْقِ الْقُدْسِ ثُمَّ اصْطَلُوا مِنْ نارِ الَّتِيْ كانَتْ عَنْ جِهَةِ الْعَرْشِ مَوْقُوْدًا، قُلْ يا قَوْمِ تَاللهِ الْحَقِّ إِنَّا أَخَذْنا كَفًّا مِنَ الطِّيْنِ وَنَفَخْنا فِيْهِ رُوْحًا مِنْ أَمْرِنا وَزَيَّناهُ بِقَمِيْصِ الأَسْماءِ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّماءِ وَجَعَلْناهُ بَيْنَ الْعالَمِيْنَ مَعْرُوْفًا، فَلَمَّا كَبُرَ أَشُدُّهُ قامَ عَلَيْنا ثُمَّ اعْتَرَضَ وَبَغَى عَلى اللهِ الَّذِيْ خَلَقَهُ بِأَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ إِلى أَنْ أَفْتَى عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ كانَ الإِنْسانُ بِرَبِّهِ كَفُوْرًا، أَنْ يا اسْمِيْ ذَكِّرِ النَّاسَ بِما نَطَقَ رُوْحُ الأَعْظَمُ تِلْقاءَ عَرْشِ رَبِّكَ ثُمَّ اسْتَقِمْ عَلى الأَمْرِ فِيْ تِلْكَ الأَيامِ الَّتِيْ كانَتْ مَظاهِرُ الأَسْماءِ عَلى عَقَبَةِ الْوُقُوْفِ لَدَى الصِّراطِ مَوْقُوْفًا، تَاللهِ كُلُّما سَمِعْتَ مِنْ هَذا الأَمْرِ وَأَشَرْنا بِهِ إِلى غَيْرِنا هَذا لَحِكْمَةٌ مِنَ اللهِ رَبِّكَ وَما اطَّلَعَ بِذَلِكَ إِلاَّ أَنْفُسٌ مَعْدُوْدًا، إِنَّ الَّذِيْنَ يَذْكُرُوْنَ ما يَذْكُرُوْنَ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَرْتَعُوْنَ فِيْ رِياضِ الْجَهْلِ وَهامُوا فِيْ بَرِّيَّةِ الشِّرْكِ وَأُوْلَئِكَ يَوْمَئِذٍ عَنْ رِياضِ الْعِلْمِ مَحْرُوْمًا، قُلْ يا مَلأَ الْعَمْياءِ دَاوُوا أَبْصارَكُمْ بِكُحْلِ ذِكْرِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ لَعَلَّ تُدْرِكُوْنَ ما لا أَدْرَكَهُ أَبْصُرُ الْخَلائِقِ مَجْمُوْعًا، أَنْ يا اسْمِيْ تَاللهِ قَدْ كُنْتَ فِيْ مُقابَلَةِ الأَعْداءِ فِيْ عِشْرِيْنَ مِنَ السِّنِيْنَ وَالَّذِيْنَهُمُ الْيوْمَ بَغَوْا عَلى اللهِ أُوْلَئِكَ كانُوا خَلْفَ الْحُجُباتِ خَوْفًا لأَنْفُسِهِمْ مَحْجُوْبًا، فَلَمَّا أَرْفَعْنا الأَمْرَ بِسُلْطانِيْ وَقُدْرَتِيْ وَهَبَّتْ رَوائِحُ الاطْمِئْنانِ وَالْعِزِّ إِذًا خَرَجُوا عَنْ خَلْفِ الْقِناعِ وَسَلُّوا سَيْفَ الْبَغْضاءِ على وَجْهِ الَّذِيْ بِلِحاظِهِ أَشْرَقَتِ الأَرْضُ وَالسَّماءُ إِذًا لَوْ تَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ بِسَمْعِ الْقُدْسِ لَتَسْمَعُ ما تَحْتَرِقُ بِهِ الأَكبادُ خَلْفَ خِباءِ عِزٍّ مَرْفُوْعًا، فَسَوْفَ تَشْهَدُ مَلأَ الْبَيانِ كَما شَهِدْتَ مَلأَ الْفُرْقانِ بِحَيْثُ يَتَمَسَّكُوْنَ بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الرِّواياتِ وَيَحْتَجِبُوْنَ بِها عَنْ مُوْجِدِ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ وَيَقُوْلُوْنَ كَما قَالُوا وَيسْتَدِلُّوْنَ كَما اسْتَدَلُّوا بَلْ تَجِدُ هَؤُلاءِ أَشَدَّ احْتِجابًا عَنْ مِلَلِ الْقَبْلِ وَكَذَلِكَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ ما كانَ مِنْ سَماءِ الْفَضْلِ مَنْزُوْلاً، لِتَكُوْنَ عَلى بَصِيْرَةٍ فِيْ أَمْرِ رَبِّكَ ثُمَّ اسْتِقامَةٍ بِحَيْثُ لا يَزِلُّكَ وَساوِسُ الشَّيْطانِ عَلى صِراطِ الَّذِيْ كانَ عَلى فِرْدَوْسِ الأَمْرِ بِإِذْنِ اللهِ مَمْدُوْدًا، إِيَّاكَ أَنْ تَضْطَرِبَ فِيْ تِلْكَ الأَيامِ الَّتِيْ تَضْطَرِبُ فِيْها النُّفُوْسُ وَتَذْهَلُ فِيْها الْعُقُوْلُ وَيَرْتَفِعُ فِيْها خُوارُ الْعِجْلِ بِصَرِيْخٍ عَظِيْمًا، تَمَسَّكْ بِعُرْوَةِ الأَمْرِ لِئَلاَّ يُحَرِّكُكَ الأَرْياحُ مِنْ مَظاهِرِ الأَشْباحِ ثُمَّ اتَّخِذْ فِيْ ظِلِّ عِصْمَةِ رَبِّكَ مَقامًا مَحْمُوْدًا، قُلْ يا مَلأَ الْبَيانِ أَما وُصِّيْتُمْ فِيْ الْكتابِ بِأَنْ لا تَكْفُرُوا بِآياتِ اللهِ إِذا نُزِّلَتْ بِالْحَقِّ وَلا تَدْحَضُوْها بِظُنُوْنِكُمْ وَهَوَيكمْ فَلِمَ أَعْرَضْتُمْ عَنْها وَكَفَرْتُمْ بِالَّذِيْ آمَنْتُمْ بِهِ فَأُفٍّ لَكُمْ بِما نَقَضْتُمْ مِيْثاقَ اللهِ وَعَهْدَهُ وَكُنْتُمْ عَنْ شاطِئِ الإِشْراقِ مِنْ هَذا الْجَمالِ مَحْرُوْمًا، وَيا قَوْمِ فَانْظُرُوا فِيْ حُجَجِ النَّبِيِّيْنَ وَالْمُرْسَلِيْنَ وَما نَزَلَ فِي الْبَيانِ لَعَلَّ تَدارَكُوا ما فَرَّطْتُمْ فِيْهِ وَتَتَّخِذُوا إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيْلاً، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِنُقْطَةِ الْبَيانِ تَاللهِ هَذا نَفْسُهُ وَتِلْكَ آياتُهُ قَدْ نَزَلَتْ مِنْ مَلَكوْتٍ عَلِيًّا، أَنْ يا اسْمِيْ تَاللهِ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيَّعُوا حُرْمَةَ اللهِ بَيْنَهُمْ بِما اتَّبَعُوا الَّذِيْنَ هُمْ خُلِقُوا بِأَمْرِيْ وَكانَ اللهُ بِذَلِكَ شَهِيْدًا، وَبَلَغَ الأَمْرُ إِلى مَقامِ الَّذِيْ كَتَبُوا بِاسْمِ نُقْطَةِ الْبَيانِ أَلْواحًا كَذِبَةً عَلى رَدِّيْ ثُمَّ نَشَرُوْها بَيْنَ النَّاسِ لِيَصُدَّهُمْ عَنْ سَبِيْلِ الَّذِيْ كانَ عَنْ جِهَةِ الْعَرْشِ مِلْحُوْظًا، قُلْ تَاللهِ إِنَّ بَحْرَ الأَعْظَمَ لَنْ يَتَغَيَرَ بِما مَسَّتْهُ الْكِلابُ وَإِنَّ جَمالَ الشَّمْسِ لَنْ يُكْسَفَ بِحِجابِ هَذِهِ السَّحابِ الَّتِيْ حالَتْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَبِّ الأَرْبابِ تَاللهِ إِنَّها أَشْرَقَتْ بِسُلْطانِ الْجَلالِ وَوَقَفَتْ فِيْ قُطْبِ الزَّوالِ فَمَنِ اهْتَدَى بِها فَلِنَفْسِها فَمَنْ أَعْرَضَ فَإِنَّ رَبَّكَ غَنِيٌّ عَنْ كُلِّ مُعْرِضٍ مَرْدُوْدًا، وَإِنَّا نَشْكُرُ اللهَ بِأَنْ طَهَّرَ قَمِيْصَ التَّقْدِيْسِ عَنْ مَسِّ الْمُشْرِكِيْنَ وَجَعَلَ أَيْدِي الْكافِرِيْنَ عَنْ هَذا الذَّيْلِ مَقْطُوْعًا، وَأَنْتَ قُمْ بِنَفْسِكَ ثُمَّ قُلْ يا أَيها الْمَلأُ خافُوا عَنِ اللهِ وَلا تَكْفُرُوا بِبُرْهانِهِ بَعْدَ الَّذِيْ ظَهَرَ بِالْحَقِّ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِعَلِيٍّ مِنْ قَبْلُ بِما نُزِّلَ عَلَيْهِ مِنْ آياتِ رَبِّكُمْ إِذًا فَاقْرَءُوا ما عِنْدَكُمْ وَإِنَّا نَقْرَءُ لَوْحًا مِنْ أَثَرِ هَذا الظُّهُوْرِ تَاللهِ إِذًا يَسْتَشْرِقُ شَمْسُ الإِيْقانِ عَنْ أُفُقِ فَجْرٍ مُنِيْرًا، إِذًا تَجِدُ رُأُوْسَهُمْ ناكِسَةً وَتُرْهِقُهُمْ سِياطُ الْقَهْرِ مِنْ لَدُنْ عَزِيْزٍ قَيُّوْمًا، كَذَلِكَ أَلْقَيْناكَ لِتُلْقِيْ عَلى صُدُوْرِ الَّتِيْ وَجَدْتَها عَنِ الرَّيْبِ مَنْزُوْهًا، وَالرَّوْحُ عَلَيْكَ وَعلى مَنْ مَعَكَ منْ كُلِّ إِناثٍ وَذُكُوْرًا.

المصادر
المحتوى
OV