بسم الله الأقدس الأعلم المقتدر القدير
أَنْ يا أَيهَا النَّاظِرُ إِلى شَطْرِ اللهِ وَالْمُتَغَمِّسُ فِيْ بَحْرِ قُرْبِهِ وَرِضاهُ، فَاعْلَمْ بِأَنَّ الظُّهُوْرَ لَمْ يَكُنْ مِنْ عَناصِرِ الأَرْبَعَةِ بَلْ هُوَ سِرُّ الأَحَدِيَّةِ وَكَينُوْنَةُ الْقِدَمِيَّةِ وَالْجَوْهَرُ الصَّمَدِيَّةُ وَالْهُوِيَّةُ الْغَيْبِيَّةُ، وَإِنَّهُ لَنْ يُعْرَفَ بِدُوْنِهِ لِيُحَقَّقَ لأَحَدٍ بِأَنَّهُ ظَهَرَ مِنْ عَناصِرِ الأَرْبَعَةِ أَوْ مِنِ اسْطَقِسَّاتِ الْمَذْكُوْرَةِ بِلِسانِ أَهْلِ الْحِكْمَةِ وَلا مِنَ الطَّبائِعِ الأَرْبَعَةِ، لأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ خُلِقَ بِأَمْرِهِ وَمَشِيِّتِهِ وَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ كانَ وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ مِنْ شَيْءٍ كَما إِذًا يَكُوْنُ بِالْحَقِّ، وَاسْتَوَى عَلى الْعَرْشِ وَينْزِلُ عَلَيكَ الآياتِ بِما وَجَدَ فِيْ قَلْبِكَ نارَ مَحَبَّتِهِ، هَلْ يَكُنْ فِي الْمُلْكِ مِنْ ذِيْ بَيانٍ لِيَنْطِقَ مَعَهُ أَوْ مِنْ مُنْزِلٍ لِيَقُوْمَ مَعَهُ فِيْ أَمْرِهِ أَوْ مِنْ ذِيْ وُجُوْدٍ لِيَدَّعِي الْوُجُوْدَ لِنَفْسِهِ، لا فَوَرَبِّكَ الرَّحْمنِ، كلٌّ عُدَمآءُ فُقَدآءُ، إِنَّهُ لَوْ يُعْرَفُ بِغَيْرِهِ لَنْ يَثْبُتَ تَنْزِيْهُ ذاتِهِ عَنِ الْمِثْلِيَّةِ وَلا تَقْدِيْسُ كيْنُوْنَتِهِ عَنِ الشِّبْهِيَّةِ وَلا تَفْرِيْدُهُ عَنْ مَظاهِرِ الْخَلْقِيَّةِ، هَذا الْبَحْرُ لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَلِجَ فِيْهِ لأَنَّ كُلَّما أَنْتَ تَشْهَدُهُ فِيْ السَّمواتِ وَالأَرْضِ قَدْ خُلِقَ بِقَوْلِهِ، فَوَنَفْسِي الْحَقِّ لَوْ يُعَرِّفُهُ نَفْسَهُ عِبادَهُ عَلى ما هُوَ عَلَيْهِ لَيَنْقَطِعَنَّ كُلٌّ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ وَيَسْكنُنَّ فِيْ جِوارِهِ، بِحَيْثُ تَجِدُ الْمُلُوْكَ يَفْتَخِرُوْنَ بِمَمْلُوكِيَّةِ أَنْفُسِهِمْ لِمالِكهِمْ وَالسَّلاطِيْنَ يَدَعُنَّ تِيْجانَهُمْ عَنْ وَرائِهِمْ ويُسْرِعُنَّ إِلى شَطْرِهِ وَسُبُلِ رِضائِهِ، فَلَمَّا سَتَرَ عَنْهُمْ لِذا الْتَفَتُوا بِدُوْنِهِ وَيَطِيْرُنَّ بِجَناحَيْنِ النَّفْسِ فِيْ هَوآءِ ظُنُوْنِهِمْ وَأَوْهامِهِمْ، فَاشْهَدْ بِذاتِكَ ثُمَّ بِنَفْسِكَ ثُمَّ بِلِسانِكَ بِأَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَنْ يَعْرِفَهُ أَحَدٌ دُوْنَهُ وَلَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُقَرِّبَهُ أَحَدٌ، إِنَّهُ ما كانَ مَظْهَرًا فِيْ نَفْسِهِ بَلْ مُظْهِرًا فِيْ كيْنُوْنَتِهِ، وَهَذا ما أَذْكرْناهُ لَكَ فِيْ سِرِّ الإِلهِيَّةِ وَكَيْنُوْنَةِ الرُّبُوْبِيَّةِ وَذاتِيَّةِ الصَّمَدانِيَّةِ، وَأَمَّا فِي الأَجْسادِ، إِنَّها أَعْراشٌ لِهَذا الظُّهُوْرِ الَّذِيْ ما اطَّلَعَ بِهِ أَحَدٌ إِلاَّ نَفْسُهُ، وَهَذِهِ الأَجْسادُ وَلَوْ ظَهَرَتْ فِيْ عالَمِ الإِبْداعِ عَلى هَياكِلِ الَّتِي أَنْتُمْ تَرَوْنَها لَوْ تَنْظُرُ إِلَيْها بِبَصَرِ الْحَقِيْقَةِ وَالْفِطْرَةِ لَتَشْهَدُ بِأَنَّهُمْ وَلَوْ خُلِقُوا مِنَ الْعَناصِرِ كانُوا مُقَدَّسًا مِنْها بِحَيْثُ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُما مِنْ مُشابَهَةٍ، فَانْظُرْ فِي الأَلْماسِ هَلْ يُقابِلُهُ الأَحْجارُ، كَذَلِكَ نَزَلَ فِي الْبَيانِ مِنْ لَدُنْ رَبِّكُمُ الْعَزِيْزِ الْمُقْتَدِرِ الْقَدِيْرِ، وَلَوْلا هَياكِلُهُمْ ما خُلِقَتْ هَياكِلُ الْعِبادِ، وَإِنَّكَ لَوْ تُدِقُّ الْبَصَرَ لَتَرَى بِأَنَّ كُلَّ مَنْ فِيْ السَّمواتِ وَالأَرْضِ قَدْ خُلِقَ مِنْ ظاهِرِ هَياكِلِهِمْ، يَسْتَمِدُّ كُلُّ الْعَوالِمِ مِنْ عَوالِمِ رَبِّكَ مِنْ ظُهُوْرِ مَظاهِرِ اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيُّوْمِ، وَفِيْ كُلِّ عالَمٍ يَظْهَرُ بِاسْتِعْدادِ ذَلِكَ الْعالَمِ، مَثَلاً فِيْ عالَمِ الأَرْواحِ يَتَجَلَّى عَلَيْهِمْ وَيَظْهَرُ لَهُمْ بِآثارِ الرُّوْحِ، وكَذَلِكَ فِيْ الأَجْسادِ وَعَوالِمِ الأَسْماءِ وَالصِّفاتِ وَعَوالِمِ الَّتِيْ ما اطَّلَعَ بِها أَحَدٌ إِلاَّ الله، لِكُلٍّ نَصِيْبٌ مِنْ هَذا الْظُّهُوْرِ يَظْهَرُ عَلَيْهِمْ عَلى صُوْرَتِهِ لِيَهْدِيْهِمْ إِلى اللهِ رَبِّهِ وَيُقَرِّبَهُمْ إِلى مَقَرِّ أَمْرِهِ وَيُبْلِغَهُمْ إِلى ما قَدِّرَ لَهُ، مَعَ الَّذِيْ إِنَّهُ كَما لا يُعْرَفُ حَقِيْقَتُهُ وَكَذَلِكَ لا يُعْرَفُ كُلُّ ما يُنْسَبُ إِلَيْهِ إِلاَّ عَلى قَدْرٍ مَقْدُوْرٍ، تَفَكرْ فِيْ ذاتِكَ، لَوْلاهُ لَيَبْطُلُ حُكمُ الْحَواسِّ وَالأَرْكانِ بِحَيْثُ لَنْ يَرَى الْعَيْنُ وَلَنْ تَسْمَعَ السَّمْعُ وَلَنْ يَنْطِقَ اللِّسانُ وَلَنْ يَأْخُذَ الْيَدُ وَلَنْ يُحَرَّكَ الرِّجْلُ، وَمَعَ أَنَّهُ سُلْطانٌ وَحاكمٌ عَلى كُلٍّ، بِحَيْثُ جَعَلَ اللهُ قِيامَ ما سِواهُ بِهِ، مَعَ ذَلِكَ إِنَّهُ بِالْعَيْنِ يَراهُ وَبِالسَّمْعِ يَسْمَعُ وَبِاللِّسانِ يَتَكلَّمُ، وَإِنَّكَ لَوْ تَتَفَكرُ فِيْ ذَلِكَ لَتَجِدُ هَذا مِنْ عَظَمَتِهِ بِحَيْثُ لا يَنْقُصُ شَأْنُهُ عَنْ هَذِهِ التَّوَجُّهاتِ وَالْتَّنَزُّلاتِ، ثُمَّ انْظُرْ فِي الصَّائِغِ إِنَّهُ يَصْنَعُ خاتَمًا مَعَ أَنَّهُ صانِعُهُ يُزَيِّنُ إِصْبَعَهُ بِهِ، وَإِنَّهُ تَعالى لَوْ يَظْهَرُ بِلِباسِ الْخَلْقِ هَذا مِنْ فَضْلِهِ لِئَلاَّ يَفِرَّ مِنْهُ عِبادُهُ وَيَتَقَرَّبُوْنَ إِلَيْهِ وَيَقْعُدُوْنَ تِلْقاءَ وَجْهِهِ وَيَسْمَعُوْنَ نَغَماتٍ بَدِيْعَةٍ وَيَتَلَذَّذُوْنَ بِما يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ وَما نَزَلَ عَلَيْهِمْ مِنْ سَمآءِ مَشِيَّتِهِ، وَفِيْ ذَلِكَ لَحِكْمَةٌ لَوْ تُفَكِّرُ فِيْها بِدَوامِ اللهِ لَتَجِدُ فِيْ كُلِّ حِيْنٍ ما لا وَجَدْتَهُ مِنْ قَبْلُ، وَإِنَّهُ تَعَالى لَوْ يَظْهَرُ عَلى شَأْنِهِ وَصُوْرَتِهِ وَما هُوَ عَلَيْهِ لَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَتَقَرَّبَ بِهِ أَوْ يُؤَانِسَ مَعَهُ، مَثَلاً فَانْظُرْ فِي السَّرِيْرِ أَوِ الْعَرْشِ أَوِ الْكُرْسِيِّ وَأَمْثالِها يَصْنَعُها أَحَدٌ مِنْ بَرِيَتِهِ بِتَأْيِيْداتِ الَّتِيْ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ مِنْ سَمآءِ فَضْلِهِ وَسَحابِ جُوْدِهِ، وَإِنَّهُ يَسْتَوِيْ عَلَيْها، قَبْلَ اسْتِوائِهِ عَلَيْها لا يَعْرِفُها أَحَدٌ، يَجِدُوْنَها مَصْنُوْعَ أَيْدِيْهِمْ، وَلكِنْ بَعْدَ اسْتِوائِهِ عَلَيْها يَنْقَطِعُ كُلُّ النَّسَبِ عَنْها، يَكُوْنُ عَرْشَ الرَّحْمنِ وَيَطُوْفُ عَلَيْهِ حَقائِقُ كُلِّشَيْءٍ عَمَّا خُلِقَ فِي السَّمواتِ وَالأَرْضِ، إِذًا يَكُوْنُ عِرْفانُها مَنُوْطٌ بِأَنْظُرِ النَّاظِرِيْنَ وَأَبْصُرِ الْمُتَبَصِّرِيْنَ، مَنْ يَكُوْنُ عَلى بَصِيْرَةِ الْمُنِيْرَةِ النُّوْرانِيَّةِ لَيَشْهَدُ بِأَنَّها خُلِقَتْ قَبْلَ خَلْقِ السَّمواتِ وَالأَرْضِ، وَلَمْ يَزَلْ كانَ عَرْشٌ وَلا يَزالُ يَكُوْنُ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ، وَلَيْسَ بَيْنَها وَبَيْنَ ما سِوَيها مِنْ نِسْبَةٍ وَلا مِنْ رَبْطٍ وَلا مِنْ جِهَةٍ وَلا مِنْ إِشارَةٍ، وَيْشْهَدَنَّ كُلُّ الأَشْياءِ بِلِسانِ سِرِّهِمْ بِأَنَّها أَعْراشُ الرَّحْمنِ، لا لَها شِبْهَ فِي الإِبْداعِ وَلا نَظِيْرَ فِي الاخْتِراعِ، وَمِنْ عَناصِرِها ظَهَرَتِ الْعَناصِرُ بِحَيْثُ تَرَى بِأَنَّ مِنْ نارِها ظَهَرَتِ النَّارُ فِي الأَكْوانِ وَنَطَقَتْ فِيْ غُصْنِ الْمُبارَكَةِ الأَحَدِيَّةِ فِيْ سِيْنآءِ الرَّفِيْعِ لِمُوْسَى الْكَلِيْمِ، وَمِنْ مائِها تَجِدُ كُلَّ نَفْسٍ باقِيًا وَحَيًّا، وَكَذَلِكَ فَانْظُرْ فِيْما دُوْنَها وَكُنْ عَلى يَقِيْنٍ مُبِيْنٍ، وَهَذا ذِكْرُ مَقامِ الَّذِيْ هُوَ يَسْتَوِيْ عَلَيْهِ فَكَيْفَ مَقامُ هَيْكَلِهِ وَما يَكُوْنُ قائِمًا عَلَيْهِ، كَذَلِكَ أَلْقَيْناكَ قَوْلَ الْحَقِّ لِتَكُوْنَ مُتَفَكِّرًا فِيْهِ وَتَصِلَ إِلى ما أَرَدْتَ مِنَ اللهِ رَبِّكَ وَرَبِّ الْعالَمِيْنَ. أَنْ يا هادِيْ كُلُّما أَلْقَيْناكَ وَأَذْكَرْناهُ فِيْ هَذا اللَّوْحِ هَذا بِلِسانِ أَهْلِ الإِنْشاءِ، وَإِلاَّ فَوَالَّذِيْ كُلُّشَيْءٍ فِيْ قَبْضَةِ قُدْرَتِهِ لَيَكُوْنُ عِنْدَنا فِيْ ذَلِكَ الْمَقامِ بَياناتٌ لا يَنْبَغِيْ أَنْ نَذْكُرَها فِيْ تِلْكَ الأَيَّامِ الَّتِي اخْتَلَفُوا فِيْها النَّاسُ وَنَبَذُوا رَبَّ الأَرْبابِ عَنْ وَرائِهِمْ وَصَنَعُوا بِأَيادِي الْهَوَى صَنَمًا ثُمَّ اعْتَكَفُوا عَلَيْهِ وَكانُوا مِنَ الْعاكِفِيْنَ، طُوْبَى لَكَ بِما أَرادَ اللهُ لَكَ وَسَلَكْتَ سَبِيْلَ رِضائِهِ إِلى أَنْ حَضَرْتَ تِلْقاءَ وَجْهِهِ الْمُشْرِقِ الْمَنِيْعِ، لَمْ يَزَلْ كانَ ظُهُوْرُهُ لِخَلْقِهِ بِخَلْقِهِ كَما تَجَلَّى عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَنَجَّاكَ مِنْ غَمَراتِ إِشاراتِ الَّذِيْنَهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَحارَبُوا بِنَفْسِهِ وَاتَّخَذُوا فِيْ كُلِّ حِيْنٍ لأَنْفُسِهِمْ أَرْبابًا مِنْ دُوْنِ اللهِ وَكانُوا مِنْ أَهْلِ الْبَغْيِ وَالضَّلالِ فِيْ كِتابِ عِزٍّ مُبِيْنٍ، وَلَوْ تَكُوْنُ مُتَغَمِّسًا فِيْ بَحْرِ الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ لَتُوْقِنُ بِأَنَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَجْعَلَ مَصْنُوْعًا مِنْ مَصْنُوْعاتِهِ صانِعَ ما أَرادَ، لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْقَدِيْرُ، كُلُّ الْقُدْرَةِ فِيْ ذَلِكَ لَوْ أَنْتَ مِنَ الْمُتَفَكِّرِيْنَ، وَكُلُّ الْفَضْلِ فِيْ ذَلِكَ لَوْ أَنْتَ مِنَ الشَّاهِدِيْنَ، فَاسْئَلِ اللهَ رَبَّكَ بِأَنْ يُظْهِرَ أَمْرَهُ فِيْ الْبِلادِ وَيَرْتَقِيْ الْعِبادَ إِلى مَقامٍ يَذْكُرُ لَهُمْ ما أَرادَ مِنْ غَيْرِ سِتْرٍ وَحِجابٍ وَيُعَلِّمُهُمْ مِنْ بَدائِعِ عِلْمِهِ وَيَرْزُقُهُمْ مِنْ ثَمَراتِ سِدْرَةِ فَضْلِهِ وَإِحْسانِهِ، لِيَغْنِيَنَّ كُلٌّ بِغَنائِهِ وَيَقْدِرَنَّ كُلٌّ بِقُدْرَتِهِ الْمُمْتَنِعِ الْمَنِيْعِ، فَوَالَّذِيْ تَحَرَّكَ الْكُلُّ بِأَمْرِهِ لَوْ أَجِدُ النَّاسَ على ما خَلَقْناهُمْ لَفَتَحْتُ بابًا مِنْ أَبْوابِ الرَّحْمَةِ وَالْمَعانِيْ لِيَشْهَدُنَّ كُلَّ الأَسْرارِ بِأَبْصارِهِمْ وَيُسَخِّرُنَّ كُلَّ الْبِلادِ بِأَسْماءِ رَبِّهِمْ وَلكِنْ إِنَّكَ تَرَى الْخَلْقَ وَتَسْمَعُ ما يَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ، لِذا مُنِعَ الْفَضْلُ إِلاَّ عَلى قَدْرِ الَّذِيْ أَنْتُمْ تَجِدُوْنَ تَرَشُّحاتِهِ وَكانَ رَبُّكَ عَلى ذَلِكَ شَهِيْدٌ وَخَبِيْرٌ، وَإِنَّا لَوْ أَظْهَرْنا نَفْسَنا أَزْيَدَ عَمَّا أَظْهَرْناها لأَحاطَتْنا الْكِلابُ وَالْخَنازِيْرُ، كَذَلِكَ دَلَعَ دِيْكُ الْعَرْشِ وَغَنَّتِ الْوَرْقاءُ حُبًّا إِيَّاكَ لِتَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِيْنَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.