بسمه المستوي على العرش
هَذا كِتابٌ مِنْ لَدَى اللهِ مالِكِ الأَسْماءِ لأَهْلِ الْبَهاءِ الَّذِيْنَ لا يَتَكَلَّمُوْنَ إِلاَّ بِما نَطَقَ لِسانُ الْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِياءِ وَلا يَتَعَقَّبُوْنَ كُلَّ مُدَّعٍ كَذَّابٍ، أُوْلَئِكَ شَرِبُوا رَحِيْقَ الاسْتِقامَةِ مِنْ عِنايَةِ رَبِّهِمُ الْعَزِيْزِ الْمُخْتارِ، سَوْفَ تَسْمَعُوْنَ نِداءَ ناعِقٍ لا تَلْتَفِتُوا إِلَيْهِ دَعُوْهُ بِنَفْسِهِ مُقْبِلِيْنَ إِلى قِبْلَةِ الآفاقِ قَدْ تَمَّتِ الْحُجَّةُ بِهَذِهِ الْحُجَّةِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ بِالْحَقِّ وَانْتَهَتِ الأَنْوارُ إِلى هَذا الأُفُقِ الَّذِيْ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ، طُوْبَى لِنَفْسٍ تُرَبِّي الْعِبادَ بِحُدُوْدِ اللهِ الَّتِيْ نُزِّلَتْ فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ، قُلْ لَوْ يَظْهَرُ فِيْكُلِّ يَوْمٍ أَحَدٌ لا يَسْتَقِرُّ أَمْرُ اللهِ فِي الْمُدُنِ وَالْبِلادِ، هَذا لَظُهُوْرٌ يُظْهِرُ نَفْسَهُ فِيْكُلِّ خَمْسِمِأَةِ أَلْفِ سَنَةٍ مَرَّةً واحِدَةً، كذَلِكَ كَشَفْنا الْقِناعَ وَأَرْفَعْنا الأَحْجابَ طُوْبَى لِمَنْ عَرَفَ مُرادَ اللهِ، مَنْ عَرَفَهُ يَفْرَحُ قَلْبُهُ وَيَسْتَقِيْمُ عَلى الأَمْرِ عَلى شَأْنٍ لا يَزِلُّهُ مَنْ فِي الإِبْداعِ، قَدْ كَشَفْنا فِيْ هَذا اللَّوْحِ سِرًّا مِنْ أَسْرارِ هَذا الظُّهُوْرِ وَسَتَرْنا ما هُوَ الْمَكْنُوْنُ لِئَلاّ تَرْتَفِعَ ضَوْضاءُ الْفُجَّارِ، تَاللهِ ما عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلاَّ عَلى قَدْرِهِ، لَوْ تَجِدُ نَفْسٌ نَفَحاتِ هَذا الْقَمِيْصِ لَتَنْجَذِبُ عَلى شَأْنٍ تَطِيْرُ فَوْقَ الإِمْكانِ، لَوْ نُفَصِّلُ ما نَزَّلْناهُ فِيْ هَذا اللَّوْحِ لا تَنْتَهِيْ بِالأَقْلامِ وَلا تَكْفِيْهِ بُحُوْرٌ مِنَ الْمِدادِ، مَعَ هَذا الشَّأْنِ الَّذِيْ لا يَخْطُرُ بِالْبالِ تَسْمَعُ ما يَقُوْلُوْنَ فِيْ حَقِّيْ أَهْلُ الضَّلالِ، إِنَّا كَشَفْنا لَكَ سِرًّا مِنَ الأَسْرارِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِنا عَلَيْكَ لِتَشْكُرَ رَبَّكَ الْعَزِيْزَ الْعَلاّمَ، أَنْ يا اسْمِيْ إِنَّا نَزَّلْنا فِيْ أَكْثَرِ الأَلْواحِ أَنَّ الأَمْرَ عَظِيْمٌ عَظِيْمٌ، مَعَ ذَلِكَ ما تَفَكَّرَ أَحَدٌ فِيْ عَظَمَتِهِ إِلاَّ مَنْ شاءَ رَبُّكَ الْعَزِيْزُ الْوَهَّابُ، إِنَّا تَرَكْنا أَهْلَ الأَوْهامِ فِيْ تِيْهِ النَّفْسِ وَالْهَوَى لِيَشْتَغِلُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الظُّنُوْنِ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْمُتَعالِ، قَدِ ارْتَفَعَتْ رايَةُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَهُمْ يَتَكَلَّمُوْنَ بِما سَمِعُوا مِنْ كُلِّ هَمَجٍ رُعاعٍ، كذَلِكَ بَشَّرْناكَ بِالْكَلِمَةِ الَّتِيْ ظَهَرَتْ بِقَمِيْصِ الْبِدْعِ بَيْنَ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، قُلْ لَكَ الْحَمْدُ يا مَنْ أَحاطَنِيْ فَضْلُكَ وَذَكَّرْتَنِيْ بِما لا ذَكَّرْتَ بِهِ الأَخْيارَ، ثُمَّ اعْلَمْ قَدْ نُزِّلَ لَوْحُ الأَحْكامِ مِنْ مَطْلَعِ وَحْيِ رَبِّكَ سَوْفَ نُرْسِلُهُ بِالْحَقِّ أَمْرًا مِنْ عِنْدِنا إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْمُهَيْمِنُ الْمُخْتارُ، وَنَزَّلْنا لَكَ لَوْحًا قَبْلَ هَذا وَأَرْسَلْناهُ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى لِتُوْقِنَ أَنَّ ذِكْرَهُ سَبَقَ الأَذْكارَ، نَسْئَلُ اللهَ بِأَنْ يُؤَيِّدَكَ عَلَى انْتِشارِ أَمْرِهِ وَيُوَفِّقَكَ عَلَى ما يُحِبُّ وَيَرْضَى فِيْكُلِّ الأَحْيانِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى الَّذِيْنَ تَكَلَّمُوا بِما نَطَقَ لِسانُ الْبَيانِ فِيْ قُطْبِ الإِمْكانِ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمُقْتَدِرُ الْمُهَيْمِنُ الْواحِدُ الْفَرْدُ الْعَزِيْزُ الْجَبَّارُ.