الأَقدس الأَبهى هَذا كِتابٌ مِنْ لَدُنَّا إِلى مَنْ هاجَر

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

الأَقدس الأَبهى

هَذا كِتابٌ مِنْ لَدُنَّا إِلى مَنْ هاجَرَ إِلَى أَنْ حَضَرَ لَدَى الْعَرْشِ وَفازَ بِلِقاءِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْحَكِيْمِ، وَسَمِعَ نِداءَ اللهِ بِأُذُنِهِ وَشاهَدَ تَجَلِّياتِ الرَّحْمنِ بِعَيْنِهِ إِذْ قامَ لَدَى الْوَجْهِ بِخُضُوْعٍ مُبِيْنٍ، طُوْبَى لَكَ يا يُوْسُفُ بِما وَجَدْتَ عَرْفَ قَمِيْصِ رَبِّكَ الْعَلِيِّ الْعَظِيْمِ، أَنْتَ الَّذِيْ دَخَلْتَ الْمَنْظَرَ الأَكْبَرَ بِإِذْنِ اللهِ مالِكِ الْقَدَرِ وَخَرَجْتَ مِنْهُ بِأَمْرِهِ الْعَزِيْزِ الْبَدِيْعِ، نَشْهَدُ أَنَّكَ حَمِلْتَ الشَّدائِدَ لِلِقاءِ رَبِّكَ وَتَوَجَّهْتَ إِلَى الْوَجْهِ إِذْ مُنِعَ عَنْهُ أَكْثَرُ الْعِبادِ بِما اكْتَسَبَتْ أَيْدِي الظَّالِمِيْنَ، سَوْفَ يُظْهِرُ اللهُ جَزآءَ عَمَلِكَ إِنْ تَحْفَظْهُ بِالتَّقْوَى إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْغَفُوْرُ الرَّحِيْمُ، كُنْ آيَةَ التَّقْدِيْسِ بَيْنَ عِبادِيْ كذَلِكَ أُمِرْتَ مِنْ لَدُنْ مُقْتَدِرٍ قَدِيْرٍ، كَبِّرْ مِنْ قِبَلِيْ أَحِبَّائِيْ فِيْ كُلِّ مَدِيْنَةٍ الَّذِيْنَ تَقَرَّبُوا إِلَى الْمَنْظَرِ الْكَرِيْمِ، قُلْ يا أَحِبَّائِيْ أَنِ اتَّحِدُوا عَلى الأَمْرِ إِيَّاكُمْ أَنْ تُصَدِّقُوا الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ ما لا أَذِنَ اللهُ لَهُمْ لَعَمْرِيْ قَدِ انْتَهَى بِهَذا الظُّهُوْرِ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيْمٍ، إِنَّ الَّذِيْنَ يَتَّبِعُوْنَ كُلَّ ناعِقٍ أُوْلَئِكَ مِنَ الْغافِلِيْنَ، نَوِّرِ الْوُجُوْهَ بِثَناءِ رَبِّكَ ثُمَّ الْقُلُوْبَ بِذِكْرِيْ الْمَنِيْعِ، طُوْبَى لِمَنْ نَبَذَ ما عِنْدَهُ وَأَخَذَ ما أُمِرَ بِهِ مِنْ لَدُنْ حاكِمٍ عَلِيْمٍ، إِنَّ الَّذِيْنَ اتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ أُوْلَئِكَ فِيْ غَمَراتِ الشُّبُهاتِ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الْمُحْتَجِبِيْنَ، أَنِ اسْتَقِمْ على حُبِّ مَوْلاكَ ثُمَّ بَشِّرِ النَّاسَ بِهَذا النُّوْرِ الْمُشْرِقِ اللائِحِ الْمُنِيْرِ، إِنَّما الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلى بَصَرِكَ وَسَمْعِكَ بِما رَأَى وَسَمِعَ فِيْ هَذا الْمَقامِ الَّذِيْ يَطُوْفُنَّ حَوْلَهُ مَلئِكَةُ الْمُقَرَّبِيْنَ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِيْنَ.

المصادر
المحتوى
OV