الأعظم الأبهى هذا لوح من لدنّا إلى الذين فازرو بمطلع

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

الأعظم الأبهى

هَذا لَوْحٌ مِنْ لَدُنَّا إِلَى الَّذِيْنَ فازُوا بِمَطْلَعِ الأَنْوارِ إِذْ أَتَى الْمُخْتارُ بِسُلْطانِ الْعَظَمَةِ وَالاقْتِدارِ، لِيَجْذُبَهُمْ نِداءُ اللهِ الْعَلِيِّ الأبْهَى إِلى أُفُقِ الَّذِيْ مِنْهُ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْوَحْيِ وَأَضائَتِ الْبِلادُ، يا أَحِبّائِيْ لا تَحْزَنُوا عَمَّا وَرَدَ عَلَيْكُمْ فِيْ سَبِيْلِيْ سَوْفَ تَرَوْنَ أَنْفُسَكُمْ فِيْ مَقامٍ تَسْتَضِيْءُ مِنْهُ الآفاقُ، أَنْتُمْ تَحْتَ جَناحِ فَضْلِيْ وَأَهْلُ سُرادِقِ عِرْفانِيْ، لَعَمْرِيْ إِنَّ الَّذِيْنَ ظَلَمُوا لَوْ عَرَفُوا لَطافُوا حَوْلَكُمْ فِي الْعَشِيِّ وَالإِشْراقِ، سَوْفَ يَلْعَنُوْنَ أَنْفُسَهُمْ بِأَلْسُنِهِمْ وَيَقُوْلُوْنَ وَيْلٌ لَنا بِما فَرَّطْنا فِيْ أَيَّامِ اللهِ إِذْ نُصِبَ الصِّراطُ وَوُضِعَ الْمِيزانُ، قَدْ قُدِّرَ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْكُمْ مَقامٌ ما اطَّلَعَ بِهِ أَحَدٌ إِلاَّ رَبُّكُمُ الْعَزِيْزُ الْعَلاّمُ، أَنْ يا عَلِيُّ وَاذْكُرْ إِذْ أَتى مُحَمَّدٌ حَبِيْبِيْ أَعْرَضَ عَنْهُ الْعُلَماءُ وَآمَنَ بِهِ مَنْ يَرْعى الأَغْنامَ، إِنَّ أَبا ذَرَّ كانَ أَنْ يَرْعَى غَنَمَ الْقَوْمِ، فَلَمّا سَمِعَ النِّداءَ قالَ بَلَى يا رَبَّ الأَرْبابِ، تَرَكَ الأَغْنامَ وَتَوَجَّهَ إِلى مَوْلى الأَنامِ، كَمْ مِنْ عالِمٍ احْتَجَبَ وَكَمْ مِنْ غافِلٍ خَرَقَ الأَحْجابَ، قُلِ الْفَضْلُ بِيَدِ اللهِ يُقَدِّرُ لِمَنْ يَشاءُ ما يَشاءُ إِنَّهُ لَهُوَ الْحاكِمُ عَلَى ما أَرادَ، أَنِ اشْرَبُوا يا أَحِبَّائِيْ كَوْثَرَ الْحَيَوانِ بِاسْمِ رَبِّكُمُ الرَّحْمنِ، دَعُوا الْكائِناتِ عَنْ وَرائِكُمْ ثُمَّ أَقْبِلُوا بِقُلُوْبِكُمْ إِلى اللهِ فاطِرِ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ، طُوْبَى لَكُمْ بِما ذُكِرَتْ أَسْمائُكُمْ فِيْ أُمِّ الأَلْواحِ.

المصادر
المحتوى
OV