الأعظم الأبهى سبحان الذي نزّل الحكم كيف شاء

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

الأعظم الأبهى

سُبْحانَ الَّذِيْ نَزَّلَ الْحُكْمَ كَيْفَ شاءَ إِنَّهُ لَهُوَ الْحاكِمُ عَلَى ما أَرادَ، يا أَحِبَّائِيْ أَنِ اعْمَلُوا بِما أُمِرْتُمْ بِهِ فِي الْكِتابِ، قَدْ كُتِبَ لَكُمُ الصِّيامُ فِيْ شَهْرِ الْعَلاءِ، صُوْمُوا لِوَجْهِ رَبِّكُمُ الْعَزِيزِ الْمُتَعالِ، كُفُّوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ الطُّلُوْعِ إِلى الْغُرُوْبِ، كَذَلِكَ حَكَمَ الْمَحْبُوْبُ مِنْ لَدَى اللهِ الْمُقْتَدِرِ الْمُخْتارِ، لَيْسَ لأَحَدٍ أَنْ يَتَجاوَزَ عَنْ حُدُوْدِ اللهِ وَسُنَنِهِ وَلا لأَحَدٍ أَنْ يَتَّبِعَ الأَوْهامَ، طُوْبى لِمَنْ عَمِلَ أَوامِرِيْ حُبًّا لِجَمالِيْ وَوَيلٌ لِمَنْ غَفَلَ عَنْ مَشْرِقِ الأَمْرِ فِيْ أَيَّامِ رَبِّهِ الْعَزِيْزِ الْجَبَّارِ، قَدْ صامَ الَّذِيْنَ يَطُوْفُوْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِيْ سِنِينَ مَعْدُوْداتٍ، كَذَلِكَ يُخْبِرُكُمْ مَوْلَيكُمُ الْقَدِيْمُ لِتَقُوْمُوا عَلَى ما أُمِرْتُمْ بِهِ مِنَ الأَعْمالِ، لَيْسَ عَلَى الْمُسافِرِ وَالْمَرِيْضِ مِنْ حَرَجٍ هَذا مِنْ فَضْلِيْ عَلَى الْعِبادِ، تَمَسَّكُوا يا قَوْمِ بِما يَنْفَعُكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَلا تَتَّبِعُوا الَّذِينَ هامُوا فِيْ بَيْداءِ الضَّلالِ، أَنْ اشْكُرْ رَبَّكَ بِما ذُكِرْتَ لَدَى الْعَرْشِ وَتَوَجَّهَ إِلَيْكَ طَرْفُ رَبِّكَ الْعَزِيْزِ الْمَنَّانِ.

المصادر
المحتوى
OV