الأقدس الأعظم الأبهى إن في ابتلاء مالك الإمكان

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

الأقدس الأعظم الأبْهَى

إِنَّ فِيْ ابْتِلاءِ مالِكِ الإِمْكانِ فِيْ كُلِّ الأَحْيانِ لآياتٍ لِمَنْ فِي الأَكوانِ، قَدْ قَبِلَ الشِّدَّةَ لِرَخاءِ الْبَرِيَّةِ وَالْمَشَقَّةَ لِراحَةِ مَنْ فِي الإِمْكانِ، نَفِسيْ لِفَضْلِهِ الْفِداءُ وَكَيْنُوْنَتِيْ لِرَحْمَتِهِ الْفِداءُ وَرُوْحِيْ لِعِنايَتِهِ الَّتِيْ أَحاطَتِ الآفاقَ، ما أَصْبَحَ إِلاَّ وَأَحاطَتْهُ ظُلُماتُ الإِشاراتِ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِاللهِ مُنْزِلِ الآياتِ، وَإِنَّهُ لا يَمْنَعُهُ شَيْءٌ عَمَّا أَرادَ فِيْ أَمْرِ اللهِ مالِكِ يَوْمِ التَّنادِ، مَرَّةً يُنادِيْ بِلِسانِهِ الْمُبِيْنِ وَطَوْرًا يُشِيْرُ بِإِصْبَعِ الْيَقِيْنِ وَيَدْعُ الْكُلَّ إلى اللهِ مالِكِ الرِّقابِ، لَوْ نَذْكُرُ ما وَرَدَ عَلَيْنا لَتَنْفَطِرُ السَّماءُ وَتَخُرُّ الْجِبالُ، إِنَّ الَّذِيْنَ كَفَرُوا افْتَخَرُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الأَلْقابِ، إِنَّ الأَخْرَسَ سَمَّى نَفْسَهُ بِالْقُدُّوْسِ وَادَّعَى فِي نَفْسِهِ ما ادَّعَى الْخَنَّاسُ، وَالآخَرَ سَمَّى نَفْسَهُ بِسَيْفِ الْحَقِّ وَقالَ إِنِّيْ أَنا فاتِحُ الْبِلادِ، قَدْ بَعَثَ اللهُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى فَمِهِ لِيُوْقِنَنَّ الْكُلُّ بِأَنَّهُ ذَنَبُ الشَّيْطانِ قُطِعَ مِنْ سَيْفِ الرَّحْمنِ، قَدْ كانَ أَنْ يَنْتَظِرُ أَيَّامَ عِزِّهِ وَظُهُوْرِهِ بِما وَعَدَهُ مَنْ كَفَرَ بِاللهِ فالِقِ الإِصْباحِ، كَذَلِكَ يَأْخُذُ اللهُ مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ وَقامَ عَلَى تَضْيِيْعِ أَمْرِهِ بَيْنَ الْعِبادِ، فَلَمَّا هَلَكُوا سَرَتْ أَرْياحُ الرَّبِيْعِ وَفُتِحَتْ أَبْوابُ السَّماءِ وَأَمْطَرَ السَّحابُ، طُوْبَى لِمَنْ فازَ بِعِرْفانِ اللهِ فِيْ أَيَّامِهِ وَانْقَطَعَ بِكُلِّهِ عَنْ كُلِّ الْجِهاتِ، قُلْ أَوَلَمْ يَكْفِكُمْ رَبُّ السَّمواتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ قَدْ أَتَى بِالْحَقِّ بِاسْمِهِ الْمُهَيْمِنِ عَلَى الإِبْداعِ، إِنَّكَ نَوِّرْ قَلْبَكَ بِمِصْباحِ الأَعْظَمِ الَّذِيْ أَوْقَدَهُ مالِكُ الْقِدَمِ ثُمَّ اسْتَقِمْ على الأَمْرِ بِسُلْطانِ رَبِّكَ الْمُقْتَدِرِ الْمُخْتارِ.

المصادر
المحتوى
OV