هو المنادي بين الأرض والسّماء
قَدْ ظَهَرَتْ مِنْ بَحْرِ الْبَيانِ أَمْواجُ الْعِرْفانِ طُوْبَى لِمَنْ شَهِدَ وَرَأَى وَوَيْلٌ لِلْغافِلِيْنَ، إِنَّ السِّدْرَةَ تُنادِيْ بِأَعْلَى اَلنِّداءِ وَتَدْعُ الْكُلَّ إلى الأُفُقِ الأَعْلَى وَلَكِنَّ النَّاسَ أَكثَرَهُمْ مِنَ الْمُعْرِضِيْنَ، قَدْ أَعْرَضُوا عَنِ الْحَقِّ مُقْبِلِيْنَ إِلَى مَظاهِرِ الأَوْهامِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ مُبِينٌ، يا غُلامُ يَذْكُرُكَ الْعَلاَّمُ مِنْ شَطْرِ السِّجْنِ بِما يَنْطِقُ بِهِ الْعالَمُ قَدْ أَتَى مالِكُ الْقِدَمِ بِأَمْرٍ مُبِينٍ، طُوْبَى لِعالِمٍ أَقْبَلَ إِلَى أُفُقِيْ إِنَّهُ مِنْ أَعْلَى الْخَلْقِ لَدَى اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، تَمَسَّكوا بِحَبْلِيْ وَتَشَبَّثُوا بِذَيلِ عِنايَتِيْ أَنا الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما أَشاءُ يَشْهَدُ بِذَلِكَ كُلُّ مُنْصِفٍ بَصِيرٍ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِكَ وَعَلَى الَّذِينَ أَخَذُوا الْكَأْسَ الْعُلْيا بِاسمِ مالِكِ الْوَرَى وَشَرِبُوا مِنْها بِاسْمِهِ الْعَزِيزِ الْبَدِيعِ، قُلْ إِنَّها لَهِيَ الْكَلِمَةُ الْعُلْيا الَّتِيْ فِيها رَحِيقُ حُبِّيْ طُوْبَى لِلشَّارِبِيْنَ.