بسمه العزيز الوهّاب
قَدْ أَنْزَلْنا الآياتِ وَأَظْهَرْنا ما كانَ مَكنُوْنًا فِيْ كُتُبِ اللهِ مالِكِ الإِيجادِ، كَمْ مِنْ عَبْدٍ قامَ على الإِعْراضِ عَلَى شَأْنٍ جادَلَ بِآياتِ اللهِ وَبُرْهانِهِ وَأَعْرَضَ عَنِ الَّذِيْ بِهِ نُصِبَ الصِّراطُ وَوُضِعَ الْمِيزانُ، قَدْ نَبَذُوا إِلهَهُمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوائَهُمْ أَلا إِنَّهُمْ مِنَ الْمُشْرِكيْنَ فِي الزُّبُرِ وَالأَلْواحِ، يا عَلِيُّ قَدْ حَضَرَ اسْمُكَ لَدَى الْمَظْلُوْمِ وَنُزِّلَ لَكَ هَذا الْكِتابُ، أَن اشْكُرِ اللهَ بِما أَيَّدَكَ عَلَى الإِقْبالِ إِلَيْهِ فِيْ يَوْمٍ فِيهِ زَلَّتِ الأَقْدامُ، إِيَّاكَ أَنْ تَمْنَعَكَ شُئُوْناتُ الْوَرَى عَنْ مالِكِ الآخِرَةِ وَالأُوْلى، دَعْهُمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَتَمَسَّكْ بِحَبْلِ عِنايَةِ رَبِّكَ الْغَنِيِّ الْمُتَعالِ، كَذَلِكَ نَزَّلْنا الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَشْكرَ رَبَّكَ مالِكَ الْمآبِ، طُوْبَى لِعالِمٍ عَرَفَ الْمَعْلُوْمَ وَلِعارِفٍ أَقْبَلَ إلى الْمَعْرُوْفِ وَلِقاصِدٍ قَصَدَ الْمَقْصُوْدَ إِذْ أَعْرَضَ عَنْهُ أَكثَرُ الْعِبادِ، يا عَلِيُّ بَشِّرْ أَهْلَ بِلادِكَ بِرَحْمَتِيْ وَشَفَقَتِيْ وَعِنايتِيْ وَفَضْلِي الَّذِيْ أَحاطَ الآفاقَ، قُلْ تَاللهِ إِنَّهُ مَعَكُمْ وَرَأَى ما وَرَدَ عَلَيْكُمْ فِيْ سَبِيْلِهِ، إِنَّهُ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِنْ شَيْءٍ يَشْهَدُ بِذَلِكَ كُلُّ مُوْقِنٍ بَصَّارٍ، لا تَحْزَنُوا بِما وَرَدَ عَلَيكُمْ قَدْ وَرَدَ عَلَينا ما ناحَ بِهِ رُوْحُ الْقُدُسِ وَصاحَ السَّحابُ، سَوْفَ يَرَوْنَ الظَّالِمُوْنَ جَزاءَ ما عَمِلُوا إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ، الْبَهاءُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلَى الَّذِيْنَ قامُوا وَقالُوا اللهُ رَبُّنا وَرَبُّ الأَرَضِيْنَ وَالسَّمواتِ.