بسمي الشّاهد العليم
قَدْ نُزِّلَتِ الآياتُ وَظَهَرَتِ الْعَلاماتُ وَالْقَوْمُ لا يفْقَهُوْنَ، قَدْ أَتَى الْمِيقاتُ وَظَهَرَ الأَمْرُ وَنادَى الْمُنادِ وَالنَّاسُ أَكْثَرُهُمْ لا يَسْمَعُوْنَ، قَدْ كَفَرُوا بِنِعْمَةِ اللهِ بَعْدَ إِنْزالِها وَأَعْرَضُوا عَنِ الْحَقِّ عَلاَّمِ الْغُيوْبِ، إِنَّا سَمِعْنا نِدائَكَ أَقْبَلْنا إِلَيْكَ مِنْ بَيْتِي الْمَعْمُوْرِ، إِنَّ الْغافِلِينَ أَدْخَلُوْنا فِيْ السِّجْنِ وَاللهُ جَعَلَهُ الْجَنَّةَ الْعُلْيا رَغْمًا لأَنْفِ كُلِّ مُشْرِكٍ مَبْغُوْضٍ، قَدِ اسْتَوَى هَيْكَلُ الأَمْرِ عَلَى الْعَرْشِ فِيْ هَذا السِّجْنِ الأَعْظَمِ وَيُنادِيْ تارَةً مِنْ يمِينِهِ وَأُخْرَى مِنَ الشِّمالِ وَطَوْرًا أَمامَ الْوَجْهِ وَيدْعُ الْكُلَّ إِلَى اللهِ الْمُهَيْمِنِ الْقَيّوْمِ، إِنَّا قَبِلْنا الْبَلايا كُلَّها فِيْ هَذا السَّبِيلِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ ينْطِقُ إِنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْوَدُوْدُ، يا مَلأَ الأَرْضِ تَاللهِ قَدْ أَتَى مالِكُ السَّماءِ بِسُلْطانٍ مَشْهُوْدٍ، قَدْ تَشَرَّفَ الأَرْضُ بِقُدُوْمِهِ لَوْ أَنْتُمْ تَفْقَهُوْنَ، أَنْ أَقْبِلُوا بِوُجُوْهٍ نَوْراءَ إِلَى الأُفُقِ الأَعْلَى ثُمَّ أَعْرِضُوا عَنْ مَطالِعِ الأَوْهامِ وَمَشارِقِ الظُّنُوْنِ، قَدْ أَشْرَقَتْ شَمْسُ الْبَهاءِ مِنْ أُفُقِ الْبَقاءِ فِيْ هَذا السِّجْنِ الَّذِيْ نَوَّرَهُ اللهُ بِلِقائِهِ، طُوْبَى لِمَنْ فازَ وَوَيْلٌ لِكُلِّ غافِلٍ مَحْجُوْبٍ، كَذَلِكَ دارَتْ أَفْلاكُ سَماءِ الْبَيانِ مِنْ نَسَمَةٍ سَرَتْ مِنْ يَمِيْنِ إِرادَةِ اللهِ مالِكِ الْوُجُوْدِ، إِنَّكَ تَمَسَّكْ بِالْحَبْلِ الأَعْظَمِ وَتَشَبَّثْ بِأَذْيالِ رِداءِ عِنايَةِ رَبِّكَ الْغَفُوْرِ، إِنَّا أَنْزَلْنا لَكَ الآياتِ وَأَرْسَلْناها إِلَيْكَ لِتَجِدَ عَرْفَ بَيانِ رَبِّكَ الرَّحْمنِ الَّذِيْ أَتَى بِأَمْرٍ لا يَقُوْمُ مَعَهُ الْجُنُوْدُ، الْبَهاءُ الْمُشْرِقُ مِنْ أُفُقِ فَضْلِيْ عَلَيْكَ وَعَلَى مَنْ شَرِبَ رَحِيْقِي الْمَخْتُوْمَ بِاسْمِي الْقَيُّوْمِ.