هو الناظر من أفق البقاء يا أمتي أن استمعي

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

هو النّاظر من أفق البقاء

يا أَمَتِيْ أَنِ اسْتَمِعِيْ نِدائِيْ مِنْ شَطْرِ سِجْنِيْ فِيْ هذا الْيوْمِ الَّذِيْ فِيهِ أَعْرَضَتْ إِماءُ الأَرْضِ وَرِجالُها إِلاَّ مَنْ شاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِيْنَ، إِنَّا أَرَدْنا عِزَّهُمْ وَهُمْ أَرادُوا ذُلَّنا يَشْهَدُ بِذَلِكَ مَنْ عِنْدَهُ كِتابٌ مُبِينٌ، فَلَمَّا زَيَّنَ اللهُ الرِّضْوانَ وَجَعَلَهُ مَقَرَّ الْعَرْشِ ارْتَفَعَتِ الضَّوْضاءُ مِنْ كُلِّ الْجِهاتِ وَقامَ كلُّ حِزْبٍ عَلَى إِطْفاءِ نُوْرِ اللهِ الْمُشْرِقِ الْمُنِيْرِ، وَقائِدُ الأَحْزابِ عُلَمآءُ الأَدْيانِ، قامُوا عَلَيْنا بِظُلْمٍ ناحَ بِهِ الْمَلأُ الأَعْلَى وَالَّذِيْنَ طافُوا حَوْلَ كُرْسِيٍّ رَفِيعٍ، وَارْتَكبُوا ما لا ارْتَكبَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعِبادِ يَشْهَدُ بِذَلِكَ مالِكُ الإِيْجادِ كَما شَهِدَ مِنْ قَبْلُ وَلَكِنَّ النَّاسَ أَكْثَرَهُمْ فِيْ حِجابٍ غَلِيْظٍ، قَدْ نَبَذُوا مَشْرِقَ الْوَحْيِ عَنْ وَرائِهِمْ وَتَمَسَّكوا بِعُرْوَةِ كُلِّ جاهِلٍ بَعِيْدٍ. يا مَلأَ الأَرْضِ أَنِ افْتَحُوا أَبْصارَكُمْ تَاللهِ قَدْ ظَهَرَ الْوَعْدُ وَأَتَى الْمَوْعُوْدُ بِسُلْطانٍ لا يَقُوْمُ مَعَهُ مَنْ فِيْ السَّمواتِ وَالأَرَضِينَ، دَعُوا كُتُبَ الظُّنُوْنِ وَالأَوْهامِ قَدْ نَزَلَ كِتابُ اللهِ إِنَّهُ يَهْدِيْكُمْ إِلَى صِراطِهِ الْمُسْتَقِيْمِ، كَذَلِكَ نَطَقَ لِسانُ الْوَحْيِ فَضْلاً مِنْ عِنْدِهِ وَهُوَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَلِيْمُ الْحَكِيْمُ.

المصادر
المحتوى
OV