هو الشاهد الخبير الحمد لله الذي أرسل الرسل

حضرة بهاء الله
النسخة العربية الأصلية

هو الشّاهد الخبير

أَلْحَمْدُ للهِ الَّذِيْ أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ عَلَى أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ، لَمْ يَزَلْ كانَ مُقَدَّسًا عَنْ وَصْفِ الْمُمْكناتِ وَمُنَزَّهًا عَنْ إِدْراكِ الْمَوْجُوْداتِ، وَلا يَزالُ يَكُوْنُ بِمِثْلِ ما قَدْ كانَ فِيْ أَزَلِ الآزالِ، وَالصَّلوةُ وَالسَّلامُ عَلَى مَنْ خُتِمَ بِاسْمِهِ النُّبُوَّةُ وَالرِّسالَةُ الَّذِيْ بِهِ ظَهَرَتْ أَحْكامُ اللهِ وَأَوامِرُهُ وَحُجَجُهُ وَبُرْهانُهُ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحابِهِ الَّذِينَ نَبَذُوا ما عِنْدَ النَّاسِ وَقامُوا عَلَى خِدْمَةِ الأَمْرِ عَلَى شَأْنٍ نُصِبَتْ رايَهُ التَّوْحِيْدِ عَلَى أَعْلَى الأَعْلامِ، هَذا ذِكْرٌ مِنْ لَدَى الْمَظْلُوْمِ الَّذِيْ أَحاطَتْهُ الأَحْزانُ مِنْ كُلِّ الأَشْطارِ بِما اكْتَسَبَتْ أَيادِي الَّذِينَ غَفَلُوا عَنْ ذِكْرِ اللهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، قُلْ سُبْحانَكَ يا مَقْصُوْدَ قُلُوْبِ الْعارِفِيْنَ وَمَعْبُوْدَ مَنْ فِي السَّمواتِ وَالأَرَضِيْنَ، تَرَى بِأَنَّ الظُّلْمَةَ أَحاطَتِ الْبِلادَ عَلَى شَأْنٍ ناحَ بِهِ حِزْبُكَ مِنَ الْعِبادِ، أَيْ رَبِّ أَسْئَلُكَ بِأَنْوارِ نَيِّرِ عَدْلِكَ وَبِإِشْراقاتِ شَمْسِ كَلِمَتِكَ بِأَنْ تَكْتُبَ مِنْ قَلَمِكَ الأَعْلَى لِلَّذِيْنَ أَقْبَلُوا إِلَيْكَ يا مالِكَ الأَسْماءِ ما كَتَبْتَهُ لأَوْلِيائِكَ وَأَصْفِيائِك، أَيْ رَبِّ أَسْأَلُكَ بِخاتَمِ أَنْبِيائِكَ وَأَوْصِيائِهِ وَأَصْحابِهِ بِأَنْ تُنْزِلَ مِنْ سَماءِ قُدْرَتِكَ ناصِرًا لِدِيْنِكَ وَحافِظًا لأَمْرِكَ، أَيْ رَبِّ قَدْ أَحاطَ الظَّالِمُوْنَ أَوْلِيائَكَ وَدِيارَكَ وَتَرَى ضُعْفَهُمْ وَعَجْزَهُمْ عِنْدَ ظُهُوْرِ مَدافِعِهِمْ وَبَنادِقِهِمْ، أَسْئَلُكَ يا مَنْ فِيْ قَبْضَتِكَ زِمامُ الْقُدْرَةِ وَالاقْتِدارِ بِأَنْ تَنْصُرَ عِبادَكَ الضُّعَفاءَ مِنْ شَرِّ هَؤُلاءِ ثُمَّ قَدِّرْ لِهَذا الْعَبْدِ خَيْرَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى، إِنَّكَ أَنْتَ الْمُقْتَدِرُ عَلَى ما تَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَوِيُّ الْغالِبُ الْقَدِيْرُ.

المصادر
المحتوى
OV