هو المعزّي المحزون

حضرة بهاء الله
أصلي عربي

هو المعزّي المحزون

أن يا قلم قد أتتكَ مصيبةٌ كبرى ورزيّةٌ عظمى التي ناحت بها أهل الفردوس الأعلى والجنة العُليا بها صعدت الأحزان إلى أن بلغت أذيال رداء الرحمن طوبى لقاصد قصد خدمتها في حيوتها وزارها بعد صعودها وعروجها وَلِأَمَةٍ قصدت مقامها وتقرّبت إلى الله بها

البهاء المشرق من أفق غرّتي الغرّاء والنور الظاهر اللائح من سماء اسمي الأبهى عليكِ يا ثمرة سدرة المنتهى والورقة المباركة النوراء وَأَنِيْسَةَ مَن ابتسم بظهوره ملكوت البقاء وناسوت الإنشاء نشهد أنّكِ أوّل ورقة فازت بكأس الوصال في الوثاق وآخر ثمرة أسلمت روحها في الفراق أنتِ التي ذاب كبدكِ واحتراق فؤادكِ واشتعلت أركانكِ في بُعدك عن الحضور في مقام جعله الله مشرق آياته ومطلع بيّناته ومظهر أسمائه ومصدر أحكامه ومقرّ عرشه يا ورقتي وعرف جنّة رضائي أنتِ في الرفيق الأعلى والمضلوم يذكرك في سجن عكّا أنتِ التي وجدت عرف قميض الرحمن قبل خلق الإمكان وتشرّفتِ بلقائه وفزتِ بوصاله وشربتِ رحيق القرب من يد عطائه نشهد أنّ فيكِ اجتمعت الآيتان قد أحيتكِ آية الوصال في الأولى وأماتتكِ آية الفراق في الأُخرى كم من ليل صعدت فيه زفراتكِ في حبّ الله وجرت عبراتكِ عند ذكر اسمه الأبهى إنّه كان معكِ ويرى اشتغالكِ وانجذابكِ وشوقكِ واشتياقكِ ويسمع حنين قلبك وأنين فؤادك يا ثمرة سدرتي في مصيبتك ماج بحر الأحزان وهاجت أرياح الغفران أشهد أنّ في الليلة التي صعدت إلى الأُفق الأبهى والرفيق الأعلى ويومها قد غفر الله كلّ عبد صعد وكلّ أمة صعدت كرامة لك وفضلا عليك إلّا الذين أنكروا حق الله وما ظهر من عنده جهرة كذلك اختصّك الله يا ورقتي بهذا الفضل الأعظم والمقام الأسبق الأقدم طوبى لك ولزائريك (و)لمجاوريك ولطائفيك ولمن توسّل ويتوسّل بك إلى الله أنت التي بمصيبتك ناح الحور وتكدّرت أوراق سدرة الظهور أنت التي إذا سمعت النداء الذي ارتفع من لسان مالك ملكوت الأسماء قد أقبلت إليه واجتذبك على شأن كاد أن يخرج الاختيار من كفّك يا ورقتي يا أيّها الطائرة في هؤاء حبّي والمتوجّه إلى وجهي والناطقة بثنائي قد أنزلنا لك ذكرًا لا تمحوه شئونات القرون ولا ظهورات الأعصار إنّا خلّدنا ذكرك من قلمي الأعلى في الصحيفة الحمراء التي ما اطّلع بها إلّا الله موجد الأشياء وذكرناك في هذا اللوح بما يذكرك به المقرّبون ويتوجّه إلى رمسك الموحّدون طوبى لك ونعيما لك ولمن يحضر تلقاء قبرك ويتلو ما أنزله الوهّاب في المآب. (فصلّ اللهم يا إلهي على السدرة وأوراقها وأغصانها وأفنانها وأصولها وفروعها بدوام أسمائك الحسنى وصفاتك العليا ثمّ احفظها من سرّ المعتدين وجنود الظّالمين إنّك أنت المقتدر القدير).

المصادر
المحتوى
المرفقات
Audio
OV