النواهي - تأويل آيات الكتاب

حضرة بهاء الله

تأويل آيات الكتاب

حضرة بهاءالله:

1 - " إنَّ الَّذِي يُؤَوِّلُ مَا نُزِّلَ مِنْ سَمَاءِ الْوَحْي وَيخْرِجُهُ عَنِ الظَّاهِرِ إِنَّهُ مِمَّنْ حَرَّفَ کَلِمَةَ‌اللّهِ الْعُلْيَا وَکَانَ مِنَ الْأَخْسَرِيْنَ فِي کِتابٍ مُبِينٍ "

(الکتاب الأقدس – الفقرة 105)

2 - " وَمِنْهُمْ مَنْ يَدَّعِي الْبَاطِنَ وَبَاطِنَ الْبَاطِنَ قُلْ يَا أَيُّهَا الکَذَّابُ تَاللّهِ مَا عِنْدَکَ إِنَّهُ مِنَ الْقُشُوْرِ تَرَکْنَاهَا لَکُمْ کَمَا تُتْرَکُ الْعِظامُ لِلْکَلَابِ " (الکتاب الأقدس – الفقرة 36)

بیت العدل:

1 - تشير هذه الآية إلى مدّعي علم الباطن الّذين يحجبهم تمسّكهم بهذا العلم عن عرفان المظهر الإلهيّ. ووصفهم حضرة بهاء الله في لوح آخر بقوله: "إنّ الّذين اعتكفوا على أوهامهم وأسموها الباطن أولئك حقّا من عبدة الأصنام." [مترجم]

(الکتاب الأقدس – الشرح 60)

2 - فرّق حضرة بهاء الله في كثير من الألواح بين الآيات المحكمات والآيات المتشابهات. فالآيات المتشابهات هي الّتي تحتمل التّأويل، أمّا الآيات المحكمات فهي واضحة الدّلالة وتتعلّق بالأحكام والأوامر، والعبادات، وغيرها من الواجبات.

عيّن حضرة بهاء الله ابنه الأرشد حضرة عبدالبهاء خلفا له ومفسّرا لآيات الكتاب كما سيأتي ذكره (انظر الشّرح فقرة 145 و184). وقد عيّن حضرة عبدالبهاء بدوره حفيده الأرشد شوقي أفندي مبيّنا للنّصوص المقدّسة، ووليّا لأمر الله من بعده. ويعتبر البهائيّون كلّ ما أبانه حضرة عبدالبهاء وحضرة وليّ أمر الله بيانا ملهما من الله ملزما لهم، والعمل بمقتضاه واجب أساسيّ من واجبات كلّ مؤمن.

لا يعني وجود بيان قاطع مبرم منع أفراد الأحباء من دراسة التّعاليم، والتّعمّق في معانيها، والوصول إلى فهم خاص، واستنباط شخصيّ، وإنما يلزم – وفقا للآثار المباركة – الفصل بين الاستنباط الشّخصيّ والبيان القاطع المبرم، فالاجتهاد الشّخصيّ ناتج عن فهم فرديّ للتّعاليم المباركة وهو ثمرّة فكر بشريّ، ومع أنّه قد يساهم فعلا في الوصول إلى فهم أعمق للأمر المبارك، إلاّ أنّه غير مبرم. وعلى الأفراد عند عرض آرائهم الشّخصيّة أن يأخذوا حذرهم، وأن يعتبروا الآيات المنزّلة هي نصّ قاطع وقول فصل، وألاّ ينكروا البيانات القاطعة المبرمة أو يعارضوها، وأن يتجنّبوا النّزاع والجدال، وينبغي عليهم أن يعرضوا أفكارهم إسهاما منهم في زيادة المعرفة وترويجها، وأن يبيّنوا بما لا يدع مجالا للشّك أنّ ما يقدّمونه من آراء هو من محض اجتهادهم الشّخصيّ.

(الکتاب الأقدس – الشرح 130)

المصادر
المحتوى
OV