مفاوضات - المقصود من روح القدس

حضرة عبد البهاء
مترجم. اللغة الأصلية الفارسية

المقصود من روح القدس – من مفاوضات عبدالبهاء

السّؤال: ما هو المقصود من روح القدس؟

الجواب: المقصود من روح القدس هو الفيض الإلهيّ والأشعّة السّاطعة من مظهر الظّهور، لأنّ المسيح كان مركز أشعّة شمس الحقيقة، ومن هذا المركز الجليل أشرقت حقيقة المسيح بالفيض الإلهيّ على سائر المرايا التّي كانت حقائق الحواريّين، والمقصود من حلول روح القدس على الحواريّين هو أنّ ذلك الفيض الجليل الإلهيّ تجلّى وأفاض على حقائق الحواريّين ليس إلاّ، حيث الدّخول والخروج والنّزول والحلول من خواصّ الأجسام لا الأرواح. يعني أنّ الدّخول والحلول للحقائق المحسوسة لا للّطائف المعقولة، فالحقائق المعقولة مثل العقل والحبّ والعلم والتّصوّر والفكر ليس لها دخول ولا خروج ولا حلول بل هي عبارة عن العلاقة الرّوحيّة، مثلاً العلم الذّي هو عبارة عن الصّور الحاصلة لدى العقل هو أمر معقول والدّخول والخروج بالنّسبة للعقل أمر موهوم، بل له تعلّق حصوليّ كالصّور المنطبعة في المرآة، وحيث ثبت بالبرهان أنّه ليس للحقائق المعقولة دخول ولا حلول، فلا شكّ أنّ الصّعود والنّزول والدّخول والخروج والمزج والحلول لروح القدس ممتنع محال، وغاية ما هنالك أنّ روح القدس كالشّمس تجلّت في المرآة وفي بعض المواضع من الكتب المقدّسة تذكر الرّوح والمقصود منها الشّخص، كما هو مصطلح عليه في المخاطبات والمكالمات، أنّ الشّخصَ الفلانيّ روح مجسّم وحميّة ومروءة مشخّصة، فليس النّظر في هذا المقام إلى الزّجاج بل إلى السّراج كما يقول في إنجيل يوحنّا عند ذكر الموعود بعد حضرة المسيح في الآية 12 من الأصحاح 16 "إنّ لي أموراً كثيرةً أيضاً لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأمّا متى جاء ذاك روح الحقّ فهو يرشدكم إلى جميع الحقّ لأنّه لا يتكلّم من نفسه بل كلّ ما يسمع يتكلّم به" فانظروا بدقّة في هذه العبارة "لأنّه لا يتكلّم من نفسه بل كلّ ما يسمع يتكلّم به" تجدوا أنّ روح الحقّ هذا هو إنسان مجسّم له نفس وله أذن تسمع ولسان ينطق وكذلك يطلق روح اللّه على حضرة المسيح مثلما تقول سراج ومرادك السّراج مع الزّجاج.

المصادر
المحتوى
OV