السّؤال: جاء في الكتاب الأقدس "إنّه من أهل الضّلال ولو يأتي بكلّ الأعمال"، فما معنى هذه الآية؟
الجواب: المقصود من هذه الآية المباركة أنّ أساس الفوز والفلاح هو عرفان الله – وهو أصل – وبعد معرفة الله تكون الأعمال الصّالحة الّتي هي ثمرّة الإيمان – وهي فرع – ولولا العرفان لاحتجب الإنسان عن الحقّ، وإذا احتجب فليس للأعمال الصّالحة ثمرها التّامّ المطلوب.
والمقصود من هذه الآية أنّ النّفوس المحتجبة عن الحقّ متساوية مهما كان عملها صالحاً أم طالحاً، والمراد هو أنّ عرفان الحقّ أصل وأنّ الأعمال فرع، ومع ذلك فلا بدّ من وجود فرق بين الصّالح والطّالح من المحتجبين، لأنّ المحتجب الذّي حسنت أخلاقه وأعماله لائق لأن يغفر الله له، أمّا المحتجب المذنب الذّي ساءت أخلاقه وأعماله فمحروم من فضل الله وموهبته وذلك هو الفرق.
إذاً فالمقصود من الآية المباركة هو أنّ مجرد الأعمال الخيريّة بدون معرفة الله لا يكون سبب النّجاة الأبديّة والفوز والفلاح السّرمديّين أو الدّخول في ملكوت الله.