تذكرة الوفاء - جناب الحاجي فرج الله التّفرشي

حضرة عبد البهاء
مترجم. اللغة الأصلية الفارسية

حياة جناب الحاج فرج الله التّفرشي – تذكرة الوفاء – آثار حضرة عبدالبهاء

﴿ هو الله ﴾

جناب الحاج فرج الله التفرشي من المهاجرين والمجاورين. فقد انقطع هذا الرجل طيب النفس لعبودية الجمال المبارك منذ عنفوان شبابه، وهاجر من إيران إلى أرض السرّ بصحبة والده الجليل (آقا لطف الله) الذي كان مؤمنًا موقنًا ثابتًا راسخًا في محبة الجمال المبارك، حمولاً في الشدائد، صبورًا في الملمّات، بعيدًا عن حطام الدنيا وزخارف هذا العالم. أمضى أيامًا في جوار حضرة الأحدية، قنوعًا للغاية حتى طار، في نهاية المطاف، بجناحي التذلل والانكسار إلى الله من هذا العالم الفاني إلى العالم الأبدي ودفن بمدينة أدرنه.

أما الحاج فرج الله، فقد آقام بأدرنه حتى نفاه الأعداء مع الجمال المبارك إلى هذا السجن الأعظم (عكاء). ولما انفرجت أزمّة معيشته الضنكة، ساهم في شركة تجارية مع جناب آقا محمد علي الأصفهاني وعاش مرتاحًا في رغد من العيش زمنًا ليس باليسير، إلى أن أذن له الجمال المبارك بالسفر إلى بلاد الهند حيث آقام إلى أن حان حينه، فطار إلى حديقة الغفران بجوار رحمة ربه العزيز المنان. وقد شارك هذا العبد، عبد العتبة المباركة، جميع الأحباء فيما أصابهم من البلايا والرزايا، وكان طوال أيام حياته مشمولاً بألطاف الجمال المبارك مسرورًا بالعناية الإلهية التي لا نهاية لها، معدودًا من الأصحاب، يعاشر الأحباء ويجالسهم بقلب سليم. وكان مع نحافة جسمه ووهن عظمه، شكورًا راضيًا على البلايا في سبيل الله.

عليه التحية والثناء، وله العطية والبركات من السماء، وعليه البهاء الأبهى. أما قبره الطاهر ففي مدينة بمباي في الهند.

المصادر
المحتوى
OV