تذكرة الوفاء - جناب الأستاذ علي أكبر النّجار

حضرة عبد البهاء
مترجم. اللغة الأصلية الفارسية

جناب الأستاذ علي أكبر النجار – تذكرة الوفاء – آثار حضرة عبدالبهاء

﴿ هو الله ﴾

الأستاذ علي أكبر النجار هو من زمرة المهاجرين والمجاورين، وكان السبّاق بين الأخيار ومن قدماء الأحباء في إيران ومن أجلّة الأصحاب، رفيقًا صدوقًا يترنّم بشجيّ الألحان على علم بالحجج والبراهين الأمرية متتبعًا لآيات النور المبين ومن سجاياه قرض الشعر، وقد جادت قريحته الوقادة وفكره السيال بعدة قصائد في محامد الجمال المبارك وكان في صناعة النجارة لا يجارى، وماهرًا فيها، وقد أبرز الكثير من مصنوعاته الدقيقة وشبّهوه بالصائغ الذي يحكم صنع الخواتيم، فضلاً عن ضلوعه في العلوم الرياضية وله فيها ملاحظات دقيقة.

وبالإجمال، كان هذا الشخص رفيع المقام من أهالي يزد وسافر إلى العراق وتشرّف بالمثول بين يدي الحضرة وفاز فوزًا عظيمًا وشمله الفيض المبين والعنايات الفائضة من ساحة الجمال المبارك بدرجة يغبط عليها وكان يحظى باللقاء في أكثر الأيام وهو من عصبة الذين تم نفيهم من الزوراء إلى الحدباء (الموصل) ولاقى من وعثاء الطريق ما لاقى وتحمل المتاعب والمشقات وساوره شظَفُ العيش زمنًا ليس بالقليل، وكان يمارس القناعة قدر المستطاع، دائم الشكر والتبتل والتضرع والابتهال. ثم انتقل من الموصل إلى السجن الأعظم واشتغل بالتذكر وتلاوة الأنجية في جوار الروضة المقدّسة وكان يحي لياليه بالالتماس وطلب العفو والمغفرة من ساحة ذي الجلال بقلب مشتعل بنار الحب، وعين دامعة وكان منقطعًا عن عالم التراب يتمنى الصعود من هذا العالم راجيًا من الحق الأجر والثواب لأنه لم يطق فراق نيّر الآفاق. واشتاق إلى جنة اللقاء ومشاهدة أنوار الملكوت الأبهى فاستجاب الله دعاءه وصعدت روحه إلى العالم الأبهى – محفل تجلي رب الأرباب .

عليه صلوات الله وسلامه، وأدخله الله في دار السلام بقوله تعالى: "ولهم دار السلام عند ربهم والله رؤوف بالعباد".

المصادر
المحتوى
OV