كان ضمن الأسرى الذين نفوا من الزوراء إلى الحدباء، جناب آقا ميرزا محمد الوكيل. وهذه النفس الزّكيّة تجرعت كأس التسليم والرضاء في دار السلام، ومكث في ظل شجرة الطوبى آمنًا مستريحًا وأمينًا كريمًا موصوفًا بالغيرة والهمة في تسيير الأمور بدرجة لا مثيل لها وذاع صيته بين القوم بالعراق، على الأخص بحسن التدبير. ولما دخل الإيمان والإيقان في قلبه لُقِّبَ بالوكيل الممتاز والسبب في منحه هذا اللقب هو أنه كان في بغداد شخص مشهور اسمه الحاج ميرزا هادي الجواهرجي وله ابن عزيز يدعى آقا ميرزا موسى، الذي لقبه القلم الأعلى بحرف البقاء، وهذا الأخير آمن بالأمر ثابتًا راسخًا في معتقده وكان أبوه شخصًا مهيبًا وفي عظمة الأمراء معروفًا في بلاد إيران وبلاد الهند بالجود والسخاء والبذل والعطاء والإنفاق عن سعة. أصله من وزراء إيران، ولكنه لما شاهد أن المرحوم فتح علي شاه ميالٌ لجمع الأموال واغتيال أموال الوزراء والاستيلاء على ما لديهم من حطام الدنيا طوعًا وكرهًا ويُعِدّ من أظهر عدم تنفيذ رغائبه من ذوي الجرائم التي لا تغتفر، بادرَ لخوفه من هذه الورطة إلى ترك الإمارة والوزارة وذهب إلى بغداد. فطلب فتح علي شاه من والي بغداد المدعو داود باشا أن يُعيده إلى إيران، أما الوالي المذكور فكان ذا شهامة وغيرة، فلم يلبِّ طلب شاه إيران، وعمل كل ما في وسعه لرعاية واحترام الحاج المذكور الذي اشتهر بحسن التدبير، واشتغل بتجارة المجوهرات واشتهر بالجواهرجي ولكنه كان يعيش عيشة الملوك في قصورهم، وهذا الشخص كان من نوادر الدهر إذ كان يعيش في مقرّه بكل عزة ومكنة ولكنه ترك الخدم والحشم وآثر العمل بالتجارة وكسب المنافع الكلية وكان باب داره مفتوحًا على مصراعيه للزائرين والقاصدين من الغرباء والأقربين على السواء، غوثًا للمحتاجين حين يستقبل زائريه على اختلاف طبقاتهم بكل ترحاب وإعزاز، وكان أغلب أكابر الإيرانيين ينزلون ضيوفًا عليه عندما يأتون في مواسم حجهم لزيارة أضرحة الأئمة المكرمين وكان مصفوفًا على موائده ما تشتهيه الأنفس من فاخر الطعام المتنوعة وأصنافه، وكان القوم يقدّمون له عظيم الاحترام أكثر من الصدر الأعظم بمراحل، وفاق احتشامه جميع الوزراء وعلى الأخص في العطاء والقِرى والبذل والسخاء المتزايد يومًا إثر يوم حتى أصبح مفخرة الإيرانيين في العراق وعمّت إنعاماته مواطنيه بل وزراء آل عثمان والمشيرين في دولتهم حتى أكابر القوم في بغداد هذا فضلاً عن رجاحة عقله وعظم تدابيره للأمور مهما عظمت.
وعلى الرغم من أن تجارة الحاج المشار إليه قد أصبحت لكبر سنه في ارتباك، غير أنه لم يطرأ على معيشته أدنى تغيير أو تبديل أبدًا وعاش معزّزًا محتشمًا مع أن أمواله قد ذهبت ديونًا على أكابر القوم وعظماء أهل البلاد ولم يؤدّ واحد منهم ما عليه من الديون بالمرة. ومن جملة من استدانوا منه والدة آقا خان المحلاتي بمبلغ لا يقل عن المائة ألف تومان ولم تؤدِّ منها فلسًا لأن المنيّة وافتها بعد فترة قصيرة وماتت والدّيْن في ذمتها، وعدة أشخاص أُخر كقائد الجيوش المدعو علي قلي خان وسيف الدولة نجل فتح علي شاه والسيدة والية كريمة الشاه المذكور وغيرهم من الأكابر والأعيان والإيرانيين وأمراء آل عثمان وأعاظم أهل العراق. وبالاختصار، إن كل هذه الديون قد أُكِلت عن آخرها مع كل هذا لم تتغير حال ذلك الأمير الكبير أكان ذلك في المعيشة أو البذل والسخاء والكرم. وتضاعفت محبته للجمال المبارك في أواخر أيام حياته بدرجة تسترعي الأنظار، وكان يحضر للتشرف في المحضر المبارك بكل خضوع وخشوع. ومما لا أنساه أنه قد حضر ذات يوم إلى الساحة المقدّسة وقال: "قد تصادف أنني بينما كنت في رحلة إلى زيارة العتبات المقدّسة (أضرحة الأئمة من آل بيت الرسول) بعد عام 1250 بقليل وإذا بالمنجّم المشهور ميرزا موكب يفاجئني بقوله: "يا جناب الميرزا، إنني أرى في النجوم قرآنًا عجيبًا لم يشاهد له نظير قبل اليوم، وهذا دليل على ظهور أمر عظيم ومما لا شك فيه أن هذا الأمر العظيم هو ظهور القائم (المهدي) الموعود".
وما عتم الحاج المذكور أن قضى نحبه تاركًا ولدًا وبنتين ورّاثًا له وظنّ الناس أن ثروته باقية على ما كانت عليه، ولم يشكّ أحد في ذلك لما شاهدوه منه طوال أيام حياته مما حرك ثائرة الطمع في أذهان القائم بأعمال القنصلية الإيرانية وزمرة مجتهدي آخر الزمان وقاضي الشرع عديم الإيمان، فألقوا العراقيل بين الوراث وأوجدوا بينهم روح العداء والخلاف والتنافر وتمكنوا بذلك من التدخل في أمورهم بالكلية وعملوا على تقويض دعائم ثروتهم لسد أطماعهم وأنشبوا مخالبهم في التركة حتى وقع الورثة في مخالب الفاقة والفقر المدقع حفاة عراة بعد أن استولى على أموالهم كل من القائم بأعمال القنصلية الإيرانية والمجتهدين والقاضي الشرعي.
أما ابن المرحوم المدعو حرف البقاء وهو ميرزا موسى كان شخصًا مؤمنًا وموقنًا ونفسًا مطمئنة غير أن أختيه كانتا لأبيه ولم تعلما عن الأمر شيئًا. ذات يوم ذهب هاتان الأختان مع المدعو ميرزا سيد رضا المرحوم وهو أحد أصهارهما إلى دار المبارك ودخلتا إلى الحرم وأبقتا الصهر المذكور خارج البيت في انتظارهما ثم عرضتا في الحضور المبارك: "إن القنصل والمجتهدين وقاضي الشرع قد خرّبوا دارنا وبدّدوا أموالنا وأن والدنا المرحوم كان لا يعتمد في أواخر أيام حياته إلا المقام المقدّس (الجمال المبارك) ولو أننا قد غفلنا وتأخرنا عن الالتجاء إلى مقامكم المقدّس فها نحن الآن جئناكم لاجئين ملتمسين العفو عن قصورنا آملين أن لا تخيّبوا رجاءنا وتشملونا بعنايتكم وتصونونا في كهف حمايتكم وتنقذونا من هذا الخطر الشديد الداهم بأن تعيروا أمورنا ومطالبنا جانب النظر ولا تنظروا إلى قصورنا."
فأجابهم الجمال المبارك بشكل قاطع بأنه ينفر من التدّخل في مثل هذه الأمور. أما هما فقد تشبثا بذيل حضرته وألحّا في طلبهما ولم يتركا البيت المبارك مدة أسبوع كامل، تصيحان في كل صباح ومساء طالبتين الأمان في جنابه قائلتين: "إننا لا نبرح داركم أبدًا، لأنا عاكفتان على رحابكم مرتميتان على أعتابكم المقدّسة، واقفتان على عتبة الملائكة الحافظين حتى تنظروا في أمرنا وتخلّصونا من يد الأعداء الظالمين".
أما الجمال المبارك فكان يكرّر على مسامعهما نصحه بأن هذه الأمور ترجع إلى الحكام والمجتهدين، ولا دخل لحضرته بشأنها. أما هما فلم تكفّا عن الإلحاح في هذا الصدد بكل إصرار مستدعيتين نظر عنايته بشأن مطالبهما. ولما كان البيت المبارك خلوًّا من حطام الدنيا في ذلك الحين فقد قنعتا بالخبز والماء والطعام الذي كان يجهز بالدّيْن، وبالاختصار إن الأمور كانت معقدة من جميع الوجوه. وفي النهاية طلبني الجمال المبارك ذات يوم وتفضل بقوله: "إن هاتين المخدرتين قد أثقلتا علينا من كثرة إلحاحهما، ولا حيلة غير أنك تذهب وتنهي هذه المسألة المهمة في يوم واحد". فتوجهت، امتثالاً للأمر المبارك، في صبيحة اليوم التالي مصطحبًا جناب الكليم إلى بيت المرحوم، وأحضرنا أرباب الخبرة وجمعوا جميع المجوهرات في غرفة على حدة ووضعوا دفاتر الأملاك في غرفة وبقية الأشياء ذات القيمة في غرفة ثالثة، وقام نفر من بائعي المجوهرات بتثمين الموجود منها وقام أرباب الخبرة بتثمين البيوت والحوانيت والبساتين والحمامات. أما أنا فقد تركت الخبراء والمثمّنين وتوسّدت من شدة التعب مضجعًا بعد أن وضعت في كل غرفة شخصًا ليراقب الأعمال بكل دقة، وما أن انتصف النهار حتى كان كل شيء قد انتهى. وبعد تناول طعام الغداء أبدى أرباب الخبرة رأيهم بتقسيم التركة إلى قسمين واحد منهما للبنتين والآخر لجناب حرف البقاء بطريقة الاقتراع. وبعد أن اضطجعت قليلاً وشربنا الشاي قرب العصر دخلت داخل الحرم فوجدت أن التركة قد قسمت إلى ثلاثة أقسام! فسألت عن السبب في ذلك التقسيم، وأبديت بأنني أُخبرت بتقسيم التركة إلى قسمين فقط فأجاب جميع الوراث والمتعلقين في نفس واحد قائلين: "لابد من ذلك إذ رأينا أن يُعطى الثلث لجناب حرف البقاء والثلث الثاني للبنتين والثلث الأخير يوضع تحت تصرف حضرتكم، إذ رأينا أن يكون ثلث مال الميت تحت تصرفكم على الوجه الذي ترونه. فأغضبني ذلك جدّ الغضب وقلت: "إن هذا لا يمكن أبدًا، ومن باب أولى أن تُغلقوا هذا الباب إذ يستحيل أن أجري ما تقولون وقسمًا بالجمال المبارك إنني لا أقبل فلسًا واحدًا. فأقسموا هم أيضًا بأنهم لا يرضون إلا بما أقروه ولا يقبلون غيره. فقال لهم هذا العبد (عبدالبهاء): "دعونا من ذلك، فهل لديكم شيء آخر؟" فقال جناب حرف البقاء: "أين النقود؟ وسأل عن مقدارها؟ فقيل إن النقود لا تقل عن ثلاثمائة ألف تومان. قالت الكريمتان: "إن النقود، إما أن تكون داخل صندوق في نفس البيت وإما أن تكون مدفونة في الأرض أو في الخارج أمانة عند أحد، فنحن نسلّم الدار بأجمعها إلى جناب الميرزا ونخرج بعباءاتنا فقط فإذا عثر حضرته على شيء من النقود فهي هبة منا له وأما إذا كانت النقود مودعة بصفة ما عند بعضهم وإذا شعر المؤتمن على المال بما حدث فكيف يقرّ بالمبلغ المودع عنده أو يعيده إلينا وإنه لا شك أنه سيستولي عليه، وعلى جناب الميرزا توضيح هذه المسألة المعقّدة وغير المثبوتة. فقال جناب حرف البقاء إن جميع الأموال كانت مسلّمة للكريمتين ولم أعلم عنها شيئًا بالمرة ومجرد الادعاء لا يثبت الحق إذ ليس هناك دليل واضح يمكن الاستناد عليه وقال إن الحاج المرحوم ربما لم يكن لديه نقود بالمرة.
أخيرًا لاحظ هذا العبد (عبدالبهاء) أن ليس هناك برهان قاطع في هذه الدعوى وأن الإلحاح في الموضوع لا يسبب غير الأسف ولا ينتج شيئًا ولهذا رأيت أن تعمل قرعة بخصوص الثلث المنوه عنه وفي النهاية وضعناه في غرفة على حده وأغلقنا بابها وختمناه بالشمع الأحمر وأخذت المفتاح للحضور المبارك وعرضت على حضرته أن العمل قد انتهى وما ذلك إلا بتأييد الجمال المبارك وإلا كان الحال يستلزم حوْلاً كاملاً على الأقل وشرحت بتفصيل كل ما حدث من الإشكالات والادعاءات وفقدان البينات وبأن حضرة حرف البقاء أثقلت كاهله الديون وأن ما خصه من التركة لا يفي بأدائها ومن المستحسن، إذا وافقت الحضرة، قبول ملتمس الورثة في مسألة الثلث. فقبل حضرته ذلك بعد الإلحاح الزائد ثم وهبه لجناب حرف البقاء لعله يتمكن من التخلص مما عليه من الديون ويستعين بما يتبقى على عيشة وما يحتاج إليه.
وفي اليوم التالي، حضر جميع الورثة إلى الساحة المقدّسة ورجوا أن أقبل ذلك الثلث. فتفضل جمال القدم بأن ذلك من المحال فألحوا أن يقبله حضرته ليصرفه بمعرفته في الأمور الخيرية. فقال حضرته: "أما أنا فأرى صرف هذا المبلغ في مورد واحد" فقالوا إنهم لا يعارضون في ذلك حتى ولو قذفه حضرته في اليم، ولا يرجون إلا قبول ملتمسهم. فقال حضرته: "إنني قبلت هذا الثلث ووهبته لحضرة حرف البقاء بشرط أن لا يدّعي شيئًا بعد ذلك". ثم قام جميع الورثة بأداء عظيم الشكر لحضرته وانتهت القضية في يوم واحد بكل راحة وهدوء ولم يبق هناك ادعاء ولا ملاحقة. بعد ذلك رأى حضرة حرف البقاء أن يقدّم للحضرة بعد المجوهرات بصفة هدية فلم يقبل حضرته ذلك، فالتمس من الجمال المبارك قبول خاتم ذي فصّ من الياقوت الرماني الحبابي نادر المثال خال من العيوب مرصعة أطرافه بالماس غالي الثمن فلم يقبل حضرته ذلك أيضًا مع أن حضرته في ذلك الحين كان لا يملك عباءة واحدة بل كان يرتدي قفطانًا مصنوعًا من القطن أكل عليه الدهر وشرب ولا يملك فلسًا واحدًا على حدّ قول حافظ الشيرازي (الشاعر المشهور) ما معناه:
الكنز في الكم لكن كيسي من الدراهم خال
ومجمل القول، إن جناب حرف البقاء قدّم كل ما يملك من عقار وبساتين وأملاك وأراض للجمال المبارك والتمس قبولها فلم يقبل حضرته، فتوسل حرف البقاء بعلماء بغداد لدى حضرته فحضر جميعهم إلى الساحة المقدّسة ورجوا قبول ذلك فأبا حضرته فألحّوا وألحَفُوا إن حضرة حرف البقاء سيبدّد كل ما يملك في قليل من الزمن ومن باب أولى أن لا يتصرّف هو في كل ما يملك وقدّموا للحضرة صك الهبة بخط حرف البقاء من نسختين بالفارسية والعربية طبقا للمذاهب الخمسة، وفي ذيل ذلك الصك تواقيع وأختام العلماء في مدينة بغداد بصفة شهود ومن جملة العلماء كان عبدالسلام أفندي العالم النحرير والسيد داود أفندي الفاضل الشهير. أما الجمال المبارك فقد تفضل بقوله: "إننا قد جعلنا ميرزا موسى وكيلاً عنّا في هذا الأمر". وبعد أن شرف الجمال المبارك إلى الروملي (أدرنه) ألزمت الحكومة جناب حرف البقاء بدفع أعشار إقليم هندية الذي هو بالقرب من بغداد وهو من ممتلكاته وكان هو وقتئذ في حالة إعصار فحلت به من جراء ذلك خسائر فادحة تقدر بمائة ألف تومان حيث عجز عن دفعها. فوضعت الحكومة يدها على أملاكه وباعتها بأبخس الأثمان، وقد عرض هذا الأمر على الجمال المبارك فأمر حضرته أن يضعوا هذا الأمر في زوايا الكتمان وأن لا يأتي ذكر ما يحل بهذه الأملاك على لسان أحد. وفي تلك الأثناء، وقع حادث النفي من أدرنه إلى عكاء وقام جناب آقا ميرزا محمد بإخبار الحكومة أن حرف البقاء ليس بمالك وأنا الوكيل إذ الأملاك تتعلق بحضرة جمال القدم فكيف تضع الحكومة يدها عليها وحيث أنه لم يكن في يده صك الهبة بأنه كان في عكاء فرفضت الدعوى، واشتهر باسم ميرزا محمد الوكيل وهذا سبب تلقيبه بالوكيل.
أما الخاتم الذي فصّه من الياقوت فقد أرسله إلينا حضرة حرف البقاء ونحن في أدرنه بواسطة المدعو سيد علي أكبر، فأمر الجمال المبارك بقبوله. وعندما وصلنا إلى عكاء مرض من كان معنا من الأحباء بدرجة أعيتهم عن الحراك من شدة المرض، فأرسل هذا العبد (عبدالبهاء) الخاتم المذكور إلى أحد الأحباء في بلاد الهند ليبيعه ويوافينا بثمنه بكل سرعة ممكنة لكي نصرفه على المرضى. أما الحبيب المذكور، فلم يوافِنا بفلس واحد من ثمن الخاتم ثم كتب لنا بعد عامين كاملين أنه قد باع الخاتم بمبلغ خمسة وعشرين جنيها، وصرفها على الزائرين مع العلم أن الخاتم يقدّر بأكثر من ذلك بكثير وأما هذا العبد (عبدالبهاء) فلم يلجأ إلى الشكوى بل شكر الباري على ما وقع حيث لم يتلوث ذيلنا بغبار تلك الأموال. وبعد كل هذا، وقع جناب ميرزا محمد الوكيل أسيرًا ونفوه إلى الحدباء (الموصل) فوقع في المتاعب الشديدة من شدة الفاقة إذ كان غنيًا فأصبح فقيرًا وكل ذلك في سبيل الله، وكان في أتم الراحة فوقع في الشقاء في سبيل الله أيضا، ومضى بقية أيامه في بلدة الموصل بغاية التذلل والتبتل إلى أن صعد من هذا العالم الظلماني إلى العالم النوراني وهو في كمال الانقطاع عما سوى الله، وفي نهاية الانجذاب بنفحات الله.
عليه التحية والثناء وفتح الله على ترابه أبواب السماء بماء منهمر من العفو والغفران.