كان في عداد المهاجرين والمجاورين جناب آقا عبدالرحيم مِسگر، الذي اجتمعت فيه صفتا الصبر والحلم، وهو من أهالي كاشان ومن الأحباء الأقدمين. شرب من صهباء محبة الله قبل أن يَطِرّ شاربه، وتناول من المائدة السماوية التي كانت مهيأة وممدودة، ونال نصيبًا من الهداية الكبرى والموهبة العظمى، ثم بارح موطنه بعد إيمانه بقليل وهرع إلى روضة أوراد الزوراء وفاز بشرف لقاء حضرة المقصود، وأمضى أيامًا بجوار الحضرة في العراق، ولبس من ألطاف اللايزال تاجًا وهاجًا إذ كان يتمتع بشرف اللقاء في أغلب الأوقات، ثم سار راجلاً بجوار الركب المبارك إلى الكاظمين عليهما السلام، وكان حظه موفورًا. وكان أيضًا من جملة الأسرى في الموصل (الحدباء) وما لبث أن رحل إلى عكاء حيث أمضى أيامًا بجوار الألطاف المباركة، مسرورًا مبتهجًا، وكان يعمل كتاجر قليل البضاعة غير أنه كان، على الدوام، قانعًا مسرورًا وراضيًا بما قسم له، سالكًا سبيل الرشاد حتى ناهز الثمانين من عمره، صابرًا ساكنًا حتى وافاه الأجل المحتوم، وصعدت روحه إلى عالم الأسرار.
تغمده الله بفضله ورحمته وألبسه حلل الغفران في جنة الرضوان. أما قبره ففي عكاء.