تذكرة الوفاء - جناب آقا محمد إبراهيم التبريزي

حضرة عبد البهاء
مترجم. اللغة الأصلية الفارسية

جناب آقا محمد إبراهيم التبريزي – تذكرة الوفاء – آثار حضرة عبدالبهاء

كان جناب آقا محمد إبراهيم التبريزي من جملة المهاجرين والمجاورين، وكان هذا الرجل الكريم ذا خُلق عظيم، وأسرع إلى سجن عكاء بمجرد علمه بأن والده جناب مشهدي عبدالفتاح مقيمٌ بها قصد مساعدة أبيه رفيع الشأن، أما عقله فكان راجحا،ً ونشاطه عظيمًا، ثملاً من نسيم محبة الله مشتعلاً بنارها، غريب السكون، عجيب الرزانة، مقتفيًا آثار والده في الطباع والأخلاق (الولد سرّ أبيه). أمضى زمنًا ليس باليسير بجوار حضرة المقصود، متمتعًا بالرفاه والحظ العظيم، يبيع في النهار بعض السلع ويقابل الأحباء ليلاً في داره ويؤانسهم، ثابتًا على الأمر راسخًا في إيمانه، غيورًا وشكورًا، طاهرًا وحصورًا، مطمئنًا بفضل الرب الغفور وعنايته. أضاء شمعة وجود والده (مشهدي عبدالفتاح) محافظًا على سمعة أسرته، وخلّف ذريّة حسنة وكان دائمًا سبب سرور الأحباء وباعث الروح والريحان بينهم، عظيم الفطنة، حاد الذكاء، قوي العارضة رزينًا. عاش متمسكًا بالإيمان مطمئنًا بفضل العزيز المنان، إلى أن لفظ النفس الأخير وصعدت روحه إلى حيث تلقى الثواب.

سقاه الله كأس العفو والغفران، وجرّعه من عين العناية والرضوان، ورفعه إلى أوج الفضل والإحسان. أما قبره المعطر ففي عكاء.

المصادر
المحتوى
OV