كان جناب محمد علي أردكاني من جملة المهاجرين والمجاورين. سمع النداء الرباني وهو في حداثة سنّه وغضاضة شبابه، فتعلق قلبه بالفيض السماوي، وقام على خدمة أفنان الشجرة الإلهية، وعاش عيشة ملؤها الروح والريحان. وبينما هو قائم بخدمته المذكورة إذ سافر إلى عكاء وتشرف بخدمة العتبة المقدّسة زمنًا ليس باليسير هائمًا في بحبوحة الموهبة الكبرى، مشاهدًا لطلعة العزة العظمى باستحقاق ملحوظ بنظر العناية، قائمًا بالخدمة بصادق النيّة. وكان حسن الطباع وسيم المحيّا صادق الإيمان لم يخل من الامتحانات منقّبًا عن الحقائق.
كان في أيام نيّر الآفاق، ثابت القدم في معتقده، واستمرّ راسخاّ في الأمر أيضًا بعد الصعود ونزول الرزية العظمى ولم يتزعزع قلبه، ثملاً من هبوب نسيم العهد والميثاق، متشبّثًا بألطاف الحي اللامثال. وبالآخرة انتقل إلى حيفا وآقام البقية الباقية من أيام حياته في جوار حظيرة القدس بجانب المقام الأعلى غاية في الثبوت والاستقامة، إلى أن حان حينه وحلّت خاتمة مطافه، فطوى بساط حياته ولفظ النفس الأخير.
نعم. إن هذا الشخص، كان خادمًا صادقًا للعتبة المباركة، خدينًا لجميع الأحباء والكل راضٍ عنه ومسرورًا منه، لأن مشربه كان مألوفًا وعريكته لينة.
أغاثه الله في ملكوته الأعلى وأسكنه في ملكوته الأبهى، وأفاض عليه فيضًا مدرارًا في جنة الفردوس مقام المشاهدة واللقاء. أما ترابه المعنبر ففي حيفا.