أما جناب آقا فرج فقد كان في جميع الأحوال رفيقًا حميمًا لأبي القاسم المذكور وملازمًا له. وما أن ذاع خبر الظهور الأعظم في عراق العجم، حتى تزلزلت أركانه وردد صداه مهللاً وظعن إلى العراق العربي فوجد ضالته وكان سروره لا يقدّر عندما أتى إلى الساحة المقدّسة ودخل في محفل الأنس وفاز بشرف الحضور، وبعد برهة عاد إلى سلطان آباد، يحمل أعظم البشارات، في حين كان أهل النفاق مترصدين للأحباء مشعلين نيران الفساد، وكانوا يفتكون بالأحباء ويسقونهم كأس الشهادة ظلمًا وعدوانًا. وكان بين من استشهدوا ظلمًا واعتسافًا تلك النفس الطاهرة المقدسة (الملا باشي). أما آقا أبوالقاسم وآقا فرج فكانا قد تواريا عن أعين الظالمين ثم سافرا إلى أرض السر (أدرنه) ومن هناك إلى السجن الأعظم (عكاء) في معيّة المحب المحبوب. وهنا انفرد آقا فرج بشرف خدمة الجمال المبارك وملازمة العتبة المقدسة، لا يألو جهدًا في تسلية الأحباء وكان الخادم الصادق في أيام الجمال المبارك والخل الوفي لجميع أهل البهاء. وظلّ بعد الصعود المبارك ثابتا على العهد والميثاق وكالنخلة الباسقة في إظهار عبوديته للأحباء. دام هذا الشخص البارع الصادع ناسجًا على منوال القناعة صابرًا في موارد البلاء.
وبالإجمال، إنه رحل من هذا العالم وهو في كمال الإيمان والإيقان والتوجه، وكان في أيامه مظهر الألطاف اللانهاية. عليه الرحمة والرضوان وعليه التحية في جنة الرضوان وعليه الثناء في فردوس الجنان.